* و نبيِّنا محمَّد صلّى الله عليه و سلّم أوّل من تُفتح لهُ الجنّة :

و الجنّةُ لا تنُفتحُ أبوابُها لأحدٍ قبلَ هذا النَّبيِّ الكريم صلّى اللهُ عليه و سلّم ,
أخرج مُسلم في صحيحه من حديثِ أنس بن مالكٍ قال : قال رسُولُ الله صلّى اللهُ عليه و سلّم : (( آَتِي بَابَ الجنَّةِ يَومَ القِيامَةِ فاسْتفْتِحُ . فَيَقُولُ الخَازِنُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ : مُحَمَّدٌ , فَيَقُولُ : بِكَ أُمِرْتُ لاَ أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ )). [ مسلم /197 ] .


و في صحيح مسلم أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه و سلّم قال : (( أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الجَنَّةِ )) .[ مسلم / حديث 196 ] .




* أمَّا عن أهلِ الجنّة فأهلُها أهلُ الإسلام :
أهلُ الإيمانِ أهلُ التَّوحيدِ فالجنَّةُ لا يدْخُلُها إلاَّ نفسٌ مُسلِمة كما قال النَّبيُّ صلّى الله عليه و سلّم , فقد أمرَ بلالاً أن يُنادي في النَّاسِ : (( لاَ يَدْخُلُ الجنَّةَ إلاَّ نفْسٌ مُسلِمةٌ )) [ البخاري / 6606 , و مسلم / 111 , و في بعضِ الرِّوايات : إلاَّ المُؤمِنُون ] .


و لقد قال أهلُ الجنّة لأهلِ النَّارِ لمَّا سألُوهُم :{ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [ الأعراف / 50 ] .


, وقال تعالى : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } [ المائدة / 72] .




* إنَّ أهل الجنّة هم المُتَّقُــــون :

( الَّذين اتّقُوا الشّرك بالله )


و صفهُم الله بقولــهِ : { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [ آل عمران ] .




** ألا فليصبر الفُقراء :
ففي الصّحيح من حديثِ عَمْران بن حُصيْنٍ عن النَّبيِّ صلّى اللهُ عليه و سلّم قال : (( اطَّلَعتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ , وَ اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّساءَ )) [ البخاري , 3241 / و مسلم , 2738 ] .


و في الحديثِ عن رسُول الله صلّى الله عليه و سلّم : (( يَدْخُلُ فُقَراءُ المُسلِمِينَ الجنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ , وَهْوَ خُمسُمائةُ عَامٍ )) . [ اسنادهُ صحيح , رواه التّرمذيّ / 2353, 2354 ] .


و في صحيح مُسلم من حديث عبد الله بن عمرُو رضي اللهُ عنهما قال : سمِعتُ رسُول الله صلّى الله عليه و سلّم يقُول : (( فُقُراء المُهاجَرين يسْبِقُونَ الأغْنِياء يوم القِيامة بأَرْبَعِينَ خَريفًا )) [ مسلم / 2979] .


و في الحديثِ الَّذي أخرجهُ مسلم في صحيحهِ :(( وَ أَهلُ الجنَّةِ ثَلاَثَةٌ : ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ و رجُلٌ رحيمٌ رقيقُ القلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى , ومُسْلِمٌ وَ عَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيالٍ )) .[ مسلم / 2865 ] .


و في الصّحيحين من حديثِ حارِثة ابن وهب قال : سمعتُ النَّبيَّ صلّى الله عليه و سلّم يقُول : (( أَلاَ أُخْبِرُكُم بِأَهْلِ الجنَّةِ : كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ علَى اللهِ لَأَبَرَّهُ )) . [ البخاري ,4918/ و مسلم 2853] .




* و قد جاء نُصوصٌ في أُمورٍ من فعلها دخل الجنَّة :


و ذلك فيمن قال : لا إله إلاَّ الله , مُخلِصًا من قلبِهِ , و من حافظَ على الصَّلواتِ الخمسِ مع تحسينِ الوضوءِ و الحجِّ المبرورِ , ومن مات لها اثنانِ من الولَدِ فاحتسبَتْ , و الَّذين لا يكتوون و لا يسترِقون و لا يتطيرون و على ربِّهم يتوكّلُون , و من خاف ربّهُ فلهُ جنّتان , و المُتحابُّون في الله و الشُّهداء , و من حفِظَ ما بينَ لِحييهِ و ما بين رِجليهِ , و من تورَّعَ عن سُؤال النَّاسِ شيئًا , و من بنى لله مسجِدًا و أمورٍ شتَّى – أعاننا اللهُ على كلّ خير - .