المقال الثالث من سلسلة التاريخ الاسلامى عصرالخلافة الراشدة خلافة ابى بكرالصديق رضى الله عنه
المقال الثالث 13/2/1434هجرية
من سلسلة التاريخ الاسلامى
عصرالخلافة الراشدة
خلافة ابى بكر الصديق رضى الله عنه
3-قتال مانعى الزكاة والمرتدين
خروجه إلى ذي القصة حين عقد ألوية الامراء الاحد عشر
وذلك بعد ما جم جيش أسامة واستراحوا، ركب الصديق أيضا في الجيوش الاسلامية شاهرا سيفه مسلولا، من المدينة إلى ذي القصة، وهي من المدينة على مرحلة، وعلي بن أبي طالب يقود براحلة الصديق رضي الله عنهما، كما سيأتي، فسأله الصحابة، منهم علي وغيره، وألحوا عليه أن يرجع إلى المدينة، وأن يبعث لقتال الاعراب غيره ممن يؤمره من الشجعان الابطال، فأجابهم إلى ذلك،
وعقد لهم الالوية لاحد عشر أميرا، على ما سنفصله قريبا إن شاء الله *
وقد كتب لكل أمير كتاب عهده على حدته، ففصل كل أمير بجنده من ذي القصة، ورجع الصديق إلى المدينة، وقد كتب معهم الصديق كتابا إلى الربذة
وهذه نسخته.
" بسم الله الرحمن الرحيم.
من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بلغه كتابي هذا، من
عامة وخاصة،
أقام على إسلامه أو رجع عنه، سلام على من أتبع الهدى، ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والهوى
، فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، نقر بما جاء به، ونكفر من أبى ذلك ونجاهده.
أما بعد فإن الله أرسل [ محمدا ] بالحق من عنده، إلى خلقه بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فهدى الله بالحق من أجاب إليه، وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ بإذنه ] من أدبر عنه، حتى صار إلى الاسلام طوعا أو كرها، ثم توفى الله رسوله، وقد نفذ لامر الله، ونصح لامته، وقضى الذي عليه، وكان الله قد بين له ذلك، ولاهل الاسلام
في الكتاب الذي أنزل فقال
* (إنك ميت وإنهم ميتون) *
[ الزمر: 30 ]
وقال:
* (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأن مت فهم الخالدون) *
[ الانبياء: 34 ]
وقال للمؤمنين
* (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) *
[ آل عمران: 144 ]
فمن كان إنما يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان إنما يعبد الله [ وحده ] فإن الله حي لا يموت، ولا تأخذه سنة ولا نوم، حافظ لامره، منتقم من عدوه.
وإني أوصيكم بتقوى الله وحظكم ونصيبكم وما جاءكم به نبيكم صلى الله عليه وسلم، وأن تهتدوا بهداه، وأن تعتصموا بدين الله، فإن كل من لم يهده الله ضال، وكل
من لم يعنه الله
مخذول، ومن هداه غير الله كان ضالا
، قال الله تعالى
* (من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) *
[ الكهف: 17 ]
ولن يقبل له في الدنيا عمل حتى يقربه، ولم يقبل له في الآخرة صرف ولا عدل، وقد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه بعد أن أقر بالاسلام، وعمل به، اغترارا بالله وجهلا بأمره، وإجابة للشيطان،
قال الله تعالى:
* (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) *
[ الكهف: 50 ]
قال:
* (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوه حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)
* [ فاطر: 6 ]
وإني بعثت إليكم في جيش من المهاجرين والانصار، والتابعين بأحسان،
وأمرته أن لا يقبل من أحد إلا الايمان بالله، ولا يقتله حتى يدعوه إلى الله عز وجل، فإن أجاب وأقر وعمل صالحا قبل منه، وأعانه عليه
وإن أبى حاربه عليه حتى يفئ إلى أمر الله، ثم لا يبقي على أحد منهم قدر عليه،
وأن يحرقهم بالنار وأن يقتلهم كل قتلة، وأن يسبي النساء والذراري ولا يقبل من أحد غير الاسلام، فمن اتبعه فهو خير له، ومن تركه فلن يعجز الله،
وقد أمرت رسولي أن يقرأ كتابه في كل مجمع لكم،
والداعية الاذان فإذا أذن المسلمون فكفوا عنهم، وإن لم يؤذنوا فسلوهم ما عليهم، فإن أبوا عاجلوهم، وإن أقروا حمل منهم على ما ينبغي لهم *
رواه سيف بن عمر عن عبد الله بن سعيد عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك.