نقاء الروح
المقالة الثانية عشر من سلسلة  التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك M0dy.net-01333271842




مرحبـا بك عزيزي.........

الزائر


منذ ان وطئت قدماك مواطن منتدانا

كم أتمنى أن تتسع صفحات منتدياتنا لقلمك
وما يحمله من عبير مشاعرك ومواضيعك
وآرائك الشخصية

التي سنشاركك الطرح والإبداع فيها
مع خالص دعواي لك بقضاء وقت ممتع ومفيد


مع تحيات


ادارة المنتدى
نقاء الروح
المقالة الثانية عشر من سلسلة  التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك M0dy.net-01333271842




مرحبـا بك عزيزي.........

الزائر


منذ ان وطئت قدماك مواطن منتدانا

كم أتمنى أن تتسع صفحات منتدياتنا لقلمك
وما يحمله من عبير مشاعرك ومواضيعك
وآرائك الشخصية

التي سنشاركك الطرح والإبداع فيها
مع خالص دعواي لك بقضاء وقت ممتع ومفيد


مع تحيات


ادارة المنتدى


أهلا وسهلا بك إلى منتديات نقاء الروح.
Back to Top

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة الخامسةعشر مصادريمكن الرجوع إليها عن هذاالبحث
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالةالرابعةعشر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالةالثالثةعشر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالةالحاديةعشر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة الثانيةعشر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة العاشرة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة التاسعة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة الثامنة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة السابعة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة السادسة
2024-04-18, 19:50
2024-04-18, 15:21
2024-04-18, 15:17
2024-04-18, 15:16
2024-04-18, 15:12
2024-04-18, 15:07
2024-04-18, 15:06
2024-04-18, 15:01
2024-04-18, 14:26
2024-04-18, 14:18
إضغط علي شارك اصدقائك اوشارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!



نقاء الروح  :: ¨•.•`¤¦¤( وَفِـيْ الـدِّيـْنِ حَيـَاْةٌ )¤¦¤`•.•`¨ :: ملتقى المقالات الاسلامية

شاطر

المقالة الثانية عشر من سلسلة  التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك Empty2013-02-08, 20:49
المشاركة رقم:
 
 

الطائرالمسافر

إحصائية العضو

عدد المساهمات : 1873
نقاط المشاركات : 14382
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
العمر : 79
MMS MMS : المقالة الثانية عشر من سلسلة  التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك Mms2010
الاوسمة
المقالة الثانية عشر من سلسلة  التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك رابط صورة الوسام
مُساهمةموضوع: المقالة الثانية عشر من سلسلة التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك


المقالة الثانية عشر من سلسلة التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك


المقالة الثانية عشر

من سلسلة التاريخ الاسلامى

خلافة الصديق ابى بكر رضى الله عنه

2-موقعة اليرموك

... ولما تراءى الجمعان وتبارز الفريقان وعظ أبو عبيدة المسلمين فقال‏:‏

عباد الله انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، يا معشر المسلمين اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر ومرضاة للرب ومدحضة للعار، ولا تبرحوا مصافكم، ولا تخطوا إليهم خطوة، ولا تبدأوهم بالقتال وشرِّعوا الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت إلا من ذكر الله في أنفسكم حتى آمركم إن شاء الله تعالى‏.

قالوا‏:‏

وخرج معاذ بن جبل على الناس فجعل يذكرهم ويقول‏:

‏ يا أهل القرآن، ومتحفظي الكتاب وأنصار الهدى والحق، إن رحمة الله لا تنال وجنته لا تدخل بالأماني، ولا يؤتي الله المغفرة والرحمة الواسعة إلا الصادق المصدق ألم تسمعوا لقول الله‏:‏

{‏وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏}‏

[‏النور‏:‏55‏]

فاستحيوا من الله ان يراكم فرارآ وليس لكم بغيره عز ولا دونه من ملتحد

وقال عمرو بن العاص‏:‏
يا أيها المسلمون غضوا الأبصار، وأجثوا على الركب، وأشرعوا الرماح، فإذا حملوا عليكم فأمهلوهم حتى إذا ركبوا أطراف الأسنة فثبوا إليهم وثبة الأسد، فوالذي يرضى الصدق ويثيب عليه ويمقت الكذب ويجزي بالإحسان إحساناً، لقد سمعت أن المسلمين سيفتحونها كفراً كفراً وقصراً قصراً فلا يهولكم جموعهم ولا عددهم، فإنكم لو صدقتموهم الشد تطايروا تطاير أولاد الحجل‏.

وقال أبو سفيان‏:‏

يا معشر المسلمين أنتم العرب وقد أصبحتم في دار العجم منقطعين عن الأهل نائين عن أمير المؤمنين وإمداد المسلمين،
وقد والله أصبحتم بإزاء عدو كثير عدده شديد عليكم حنقه، وقد وترتموهم في أنفسهم وبلادهم ونسائهم،

والله لا ينجيكم من هؤلاء القوم، ولا يبلغ بكم رضوان الله غداً إلا بصدق اللقاء والصبر في المواطن المكروهة، ألا وإنها سنة لازمة وأن الأرض ورائكم، بينكم وبين أمير المؤمنين وجماعة المسلمين صحارى وبراري، ليس لأحد فيها معقل ولا معدل إلا الصبر ورجاء ما وعد لله فهو خير معول، فامتنعوا بسيوفكم وتعاونوا ولتكن هي الحصون‏.

ثم ذهب إلى النساء فوصاهم، ثم عاد فنادى‏:‏

يا معاشر أهل الإسلام حضر ما ترون فهذا رسول الله والجنة أمامكم، والشيطان والنار خلفكم، ثم سار إلى موقفه رحمه الله‏.‏


وقد وعظ الناس أبو هريرة أيضاً فجعل يقول‏:‏

سارعوا إلى الحور العين وجوار ربكم عز وجل في جنات النعيم، ما أنتم إلى ربكم في موطن بأحب إليه منكم في مثل هذا الموطن، ألا وإن للصابرين فضلهم‏.

قال سيف بن عمر إسناده عن شيوخه أنهم قالوا‏:

‏ كان في ذلك الجمع ألف رجل من الصحابة منهم مائة من أهل بدر‏.

وجعل أبو سفيان يقف على كل كردوس ويقول‏:

‏ الله الله إنكم دارة العرب وأنصار الإسلام، وإنهم دارة الروم وأنصار الشرك،

اللهم إن هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك‏.

قالوا‏:‏

ولما أقبل خالد من العراق قال رجل من نصارى العرب لخالد بن الوليد‏:‏ ما أكثر الروم وأقل المسلمين ‏!‏‏!‏

فقال خالد‏:‏

ويلك، أتخوفني بالروم‏؟‏ إنما تكثر الجنود بالنصر، وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال، والله لوددت أن الأشقر برأ من توجعه، وأنهم أضعفوا في العدد - وكان فرسه قد حفا واشتكى في مجيئه من العراق -‏.

ولما تقارب الناس تقدم أبو عبيدة ويزيد بن أبي سفيان ومعهما ضرار بن الأزور، والحارث بن هشام، وأبو جندل بن سهيل، ونادوا‏:‏

إنما نريد أميركم لنجتمع به، فأذن لهم في الدخول على تذارق، وإذا هو جالس في خيمة من حرير‏.

فقال الصحابة‏:‏

لا نستحل دخولها فأمر لهم بفرش بسط من حرير، فقالوا‏:

‏ ولا نجلس على هذه‏.

فجلس معهم حيث أحبوا وتراضوا على الصلح، ورجع عنهم الصحابة بعد ما دعوهم إلى الله عز وجل فلم يتم ذلك‏.

وذكر الوليد بن مسلم‏:‏

أن ماهان طلب خالداً ليبرز إليه فيما بين الصفين فيجتمعا في مصلحة لهم‏.

فقال ماهان‏:

‏ إنا قد علمنا أن ما أخرجكم من بلادكم الجهد والجوع، فهلموا إلى أن أعطي كل رجل منكم عشرة دنانير وكسوة وطعام وترجعون إلى بلادكم، فإذا كان من العام المقبل بعثنا لكم بمثلها‏.

فقال خالد‏:

‏ إنه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت، غير أنا قوم نشرب الدماء، وأنه بلغنا أن لا دم أطيب من دم الروم فجئنا لذلك‏.

فقال أصحاب ماهان‏:‏

هذا والله ما كنا نُحَدَّثُ به العرب‏.

قالوا‏:‏

ثم تقدم خالد إلى عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو - وهما على مجنبتي القلب - أن ينشئا القتال‏.

فبدرا يرتجزان ودعوا إلى البراز، وتنازل الأبطال، وتجاولوا وحمى الحرب وقامت على ساق‏.‏

هذا وخالد مع كردوس من الحماة الشجعان الأبطال بين يدي الصفوف، والأبطال يتصاولون من الفريقين بين يديه،

وهو ينظر ويبعث إلى كل قوم من أصحابه بما يعتمدونه من الأفاعيل، ويدبر أمر الحرب أتم تدبير‏.‏

وقال إسحاق بن بشير عن سعيد بن عبد العزيز عن قدماء مشايخ دمشق، قالوا‏




ثم زحف ماهان فخرج أبو عبيدة، وقد جعل على الميمنة معاذ بن جبل، وعلى الميسرة قباب بن أشيم الكناني، وعلى الرجالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعلى الخيل خالد بن الوليد،

وخرج الناس على راياتهم،

وسار أبو عبيدة بالمسلمين، وهو يقول‏:

عباد الله انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، يا معاشر المسلمين اصبروا وصابروا فإن الصبر منجاة من الكفر، ومرضاة للرب، ومدحضة للعار، ولا تبرحوا مصافكم، ولا تخطوا إليهم خطوة، ولا تبدؤوهم بالقتال، وأشرعوا الرماح واستتروا بالدرق، والزموا الصمت إلا من ذكر الله‏.


ثم تكلم أبو سفيان فأحسن وحث على القتال فأبلغ في كلام طويل‏.‏
ثم قال حين تواجه الناس‏:‏
يا معشر أهل الإسلام حضر ما ترون، فهذا رسول الله والجنة أمامكم، والشيطان والنار خلفكم، وحرض أبو سفيان النساء وقال‏:‏ من رأيتنه فارَّاً فاضربنه بهذه الأحجار والعصي حتى يرجع‏.

وأشار خالد أن يقف في القلب سعيد بن زيد، وأن يكون أبو عبيدة من وراء الناس ليرد المنهزم، وقسم خالد الخيل قسمين‏:‏
فجعل فرقة وراء الميمنة‏.‏
وفرقة وراء الميسرة‏.‏
لئلا يفر الناس وليكونوا ردءاً لهم من ورائهم‏.‏
فقال له أصحابه‏:‏

افعل ما أراك الله، وامتثلوا ما أشار به خالد رضي الله عنه‏.

وأقبلت الروم رافعة صلبانها ولهم أصوات مزعجة كالرعد، والقساقسة والبطارقة تحرضهم على القتال، وهم في عدد وعدد لم ير مثله، فالله المستعان وعليه التكلان

وقد كان فيمن شهد اليرموك الزبير بن العوام، وهو أفضل من هناك من الصحابة، وكان من فرسان الناس وشجعانهم،

فاجتمع إليه جماعة من الأبطال يومئذ فقالوا‏:‏

ألا تحمل فنحمل معك‏؟‏
فقال‏:‏ إنكم لا تثبتون‏.

فقالوا‏:‏ بلى‏!‏

فحمل وحملوا فلما واجهوا صفوف الروم أحجموا

وأقدم هو فاخترق صفوف الروم حتى خرج من الجانب الآخر وعاد إلى أصحابه ثم جاؤوا إليه مرة ثانية ففعل كما فعل في الأولى، وجرح يومئذ جرحين بين كتفيه، وفي رواية‏:‏ جرح‏.

وقد روى البخاري معنى ما ذكرناه في صحيحه‏.

وجعل معاذ بن جبل كلما سمع أصوات القسيسين والرهبان يقول‏:‏

اللهم زلزل أقدامهم، وأرعب قلوبهم، وأنزل علينا السكينة، وألزمنا كلمة التقوى، وحبب إلينا اللقاء، وأرضنا بالقضاء‏.

وخرج ماهان فأمر صاحب الميسرة وهو الدبريجان، وكان عدو الله متنسكاً فيهم، فحمل على الميمنة وفيها الأزد، ومذحج، وحضرموت، وخولان، فثبتوا حتى صدقوا أعداء الله، ثم ركبهم من الروم أمثال الجبال‏.‏
فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب، وانكشف طائفة من الناس إلى العسكر، وثبت صور من المسلمين عظيم يقاتلون تحت راياتهم، وانكشف زبيد‏.

ثم تنادوا فتراجعوا وحملوا حتى نهنهوا من أمامهم من الروم، وأشغلوهم عن أتباع من انكشف من الناس، واستقبل النساء من انهزم من سرعان الناس يضربنهم بالخشب والحجارة،

وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول‏:

يا هارباً عن نسوة تقّيات * فعن قليل ما ترى سبيات
ولا حصيات ولا رضيات

قال‏:‏ فتراجع الناس إلى مواقفهم‏.

وقال سيف بن عمر،

عن أبي عثمان الغساني عن أبيه، قال

قال عكرمة بن أبي جهل يوم اليرموك‏:‏

قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن وأفر منكم اليوم‏؟‏
ثم نادى‏:‏ من يبايع على الموت‏؟

فبايعه عمه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعاً جراحاً، وقتل منهم خلق منهم‏:‏

ضرار بن الأزور رضي الله عنهم‏.‏
وقد ذكر الواقدي وغيره‏:‏

أنهم لما صرعوا من الجراح استسقوا ماء فجيء إليهم بشربة ماء فلما اقتربت إلى أحدهم نظر إليه الآخر فقال‏:‏ ادفعها إليه، فلما دفعت إليه نظر إليه الآخر، فقال‏:‏ ادفعها إليه فتدافعوها كلهم من واحد إلى واحد حتى ماتوا جميعاً ولم يشربها أحد منهم رضي الله عنهم أجمعين.

ويقال‏:‏ إن أول من قتل من المسلمين يومئذ شهيداً رجل جاء إلى أبو عبيدة، فقال‏:‏

إني قد تهيأت لأمري فهل لك من حاجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏
قال‏:‏ نعم، تقرئه عني السلام وتقول‏:‏ يا رسول الله إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً‏.‏
قال‏:‏ فتقدم هذا الرجل حتى قتل رحمه الله‏.

قالوا‏:‏

وثبت كل قوم على رايتهم حتى صارت الروم تدور كأنها الرحا‏.‏
فلم تر يوم اليرموك إلا مخاً ساقطاً، ومعصماً نادراً، وكفاً طائرة من ذلك الموطن‏.

ثم حمل خالد بمن معه من الخيالة على الميسرة التي حملت على ميمنة المسلمين فأزالوهم إلى القلب

فقتل من الروم في حملته هذه ستة آلاف منهم

ثم قال‏:‏

والذي نفسي بيده لم يبق عندهم من الصبر والجلد غير ما رأيتم، وإني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم، ثم اعترضهم فحمل بمائة فارس معه على نحو من مائة ألف فما وصل إليهم حتى انفض جمعهم، وحمل المسلمون عليهم حملة رجل واحد فانكشفوا وتبعهم المسلمون لا يمتنعون منهم‏.‏
قالوا‏:‏ وبينما هم في جولة الحرب وحومة الوغى والأبطال يتصاولون من كل جانب،

إذ قدم البريد من نحو الحجاز فدفع إلى خالد بن الوليد فقال له‏:‏ ما الخبر‏؟‏
فقال له - فيما بينه وبينه -‏:‏ إن الصديق رضي الله عنه قد توفي، واستخلف عمر، واستناب على الجيوش أبا عبيدة عامر بن الجراح فأسرّها خالد ولم يبد ذلك للناس لئلا يحصل ضعف ووهن في تلك الحال، وقال له والناس يسمعون‏:‏

أحسنت،

وأخذ منه الكتاب فوضعه في كنانته واشتغل بما كان فيه من تدبير الحرب والمقاتلة، وأوقف الرسول الذي جاء بالكتاب - وهو منجمة بن زنيم - إلى جانبه، كذا ذكره ابن جرير بأسانيده‏.

قالوا‏:‏ وخرج جرجه أحد الأمراء الكبار من الصف واستدعى خالد بن الوليد فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما، فقال جرجه‏:‏ يا خالد أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على أحد إلا هزمتهم‏؟‏
قال‏:‏ لا‏!‏
قال‏:‏ فبم سميت سيف الله‏؟‏
قال‏:‏ إن الله بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعاً، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا كذبه وباعده، فكنت فيمن كذبه وباعده، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه‏.‏
فقال لي‏:‏ أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين‏.‏ ‏
فقال جرجه‏:‏ يا خالد إلى ما تدعون‏؟‏
قال‏:‏ إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل‏.‏
قال‏:‏ فمن لم يجبكم‏؟‏
قال‏:‏ فالجزية ونمنعهم‏.‏
قال‏:‏ فإن لم يعطها‏؟‏
قال‏:‏ نؤذنه بالحرب ثم نقاتله‏.‏
قال‏:‏ فما منزلة من يجيبكم، ويدخل في هذا الأمر اليوم‏؟‏
قال‏:‏ منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا‏.‏
قال جرجه‏:‏ فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثل ما لكم من الأجر والذخر‏؟‏
قال‏:‏ نعم وأفضل‏.‏
قال‏:‏ وكيف يساويكم وقد سبقتموه‏؟‏
فقال خالد‏:

‏ إنا قبلنا هذا الأمر عنوة، وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا‏.‏
فقال جرجه‏:‏
بالله لقد صدقتني ولم تخادعني‏؟‏
قال‏:‏ تالله لقد صدقتك، وإن الله ولي ما سألت عنه‏.‏
فعند ذلك قلب جرجه الترس ومال مع خالد وقال‏:‏
علمني الإسلام فمال به خالد إلى فسطاطه فسن عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين‏.

وحملت الروم مع انقلابه إلى خالد وهم يرون أنها منه حملة فأزالوا المسلمين عن مواقفهم إلا المحامية عليهم عكرمة بن أبي جهل، والحرث بن هشام‏.‏
فركب خالد وجرجه معه والروم خلال المسلمين، فتنادى الناس وثابوا وتراجعت الروم إلى مواقفهم وزحف خالد بالمسلمين حتى تصافحوا بالسيوف فضرب فيهم خالد وجرجه من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب‏.‏
وصلى المسلمون صلاة الظهر وصلاة العصر إيماء وأصيب جرجه رحمه الله ولم يصل لله إلا تلك الركعتين مع خالد رضي الله عنهما، وضعضعت الروم عند ذلك‏.

ثم نهد خالد بالقلب حتى صار في وسط خيول الروم، فعند ذلك هربت خيالتهم، وأسندت بهم في تلك الصحراء، وأفرج المسلمون بخيولهم حتى ذهبوا‏.‏
وأخر الناس صلاتي العشاءين، حتى استقر الفتح، وعمد خالد إلى رحل الروم وهم الرجالة ففصلوهم حتى آخرهم حتى صاروا كأنهم حائط قد هدم ثم تبعوا من فر من الخيالة،

واقتحم خالد عليهم خندقهم، وجاء الروم في ظلام الليل إلى الواقوصة، فجعل الذين تسلسلوا وقيدوا بعضهم ببعض إذا سقط واحد منهم سقط الذين معه‏.

قال ابن جرير وغيره‏:‏ فسقط فيها وقتل عندها مائة ألف وعشرون ألفاً سوى من قتل في المعركة‏.

وقد قاتل نساء المسلمين في هذا اليوم وقتلوا خلقاً كثيراً من الروم، وكن يضربن من انهزم من المسلمين، ويقلن‏:‏ أين تذهبون وتدعوننا للعلوج‏؟‏ فإذا زجرنهم لا يملك أحد نفسه حتى يرجع إلى القتال
قال‏:‏ وتجلل القيقلان وأشراف من قومه من الروم ببرانسهم، وقالوا‏:‏

إذا لم نقدر على نصر دين النصرانية فلنمت على دينهم، فجاء المسلمون فقتلوهم عن آخرهم‏.

قالوا‏:‏

وقتل في هذا اليوم من المسلمين ثلاثة آلاف منهم‏:‏ عكرمة وابنه عمرو، وسلمة بن هشام، وعمرو بن سعيد، وأبان بن سعيد، وأثبت خالد بن سعيد فلا يدرى أين ذهب، وضرار بن الأزور، وهشام بن العاص، وعمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي، وحقق الله رؤيا أبيه يوم اليمامة‏.‏
وقد أتلف في هذا اليوم جماعة من الناس وانهزم عمرو بن العاص في أربعة حتى وصلوا إلى النساء

ثم تراجعوا حين وعظهم الأمير بقوله تعالى‏:‏

‏{‏إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ‏}‏ ‏

[‏التوبة‏:‏ 111‏]‏ الآية‏

.‏
وثبت يومئذ يزيد بن أبي سفيان وقاتل قتالاً شديداً، وذلك أن أباه مر به فقال له‏:‏ يا بني عليك بتقوى الله والصبر فإنه ليس رجل بهذا الوادي من المسلمين إلا محفوفاً بالقتال، فكيف بك وبأشباهك الذين ولو أمور المسلمين ‏؟‏‏!‏ أولئك أحق الناس بالصبر والنصيحة، فاتق الله يا بني، ولا يكونن أحد من أصحابك بأرغب في الأجر والصبر في الحرب، ولا أجرأ على عدو الإسلام منك‏.‏
فقال‏:‏ أفعل إن شاء الله‏.

فقاتل يومئذ قتالاً شديداً، وكان من ناحية القلب رضي الله عنه‏.‏
قال سعيد بن المسيب عن أبيه قال‏:‏ هدأت الأصوات يوم اليرموك فسمعنا صوتاً يكاد يملأ العسكر يقول‏:‏ يا نصر الله اقترب، الثبات الثبات يا معشر المسلمين، قال‏:‏ فنظرنا فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد، وأكمل خالد ليلته في خيمة تذارق أخي هرقل - وهو أمير الروم كلهم يومئذ - هرب فيمن هرب، وباتت الخيول تجول نحو خيمة خالد يقتلون من مر بهم من الروم حتى أصبحوا وقتل تذارق وكان له ثلاثون سرادقاً وثلاثون رواقاً من ديباج بما فيها من الفرش والحرير، فلما كان الصباح حازوا ما كان هنالك من الغنائم‏.

وما فرحوا بما وجدوا بقدر حزنهم على الصديق حين أعلمهم خالد بذلك ولكن عوضهم الله بالفاروق رضي الله عنه‏.

وقال خالد حين عزى المسلمين في الصديق‏:‏

الحمد لله الذي قضى على أبي بكر بالموت وكان أحب إلي من عمر، والحمد لله الذي ولى عمر وكان أبغض إلى من أبي بكر وألزمني حبه‏.‏
وقد اتبع خالد من انهزم من الروم حتى وصل إلى دمشق فخرج إليه أهلها فقالوا‏:‏ نحن على عهدنا وصلحنا‏؟‏
قال‏:‏ نعم‏.‏
ثم اتبعهم إلى ثنية العقاب فقتل منهم خلقاً كثيراً، ثم ساق وراءهم إلى حمص فخرج إليه أهلها فصالحهم كما صالح أهل دمشق‏.‏
وبعث أبو عبيدة عياض بن غنم وراءهم أيضاً فساق حتى وصل ملطية فصالحه أهلها ورجع‏.‏ ‏
فلما بلغ هرقل ذلك بعث إلى مقاتليها فحضروا بين يديه وأمر بملطية فحرقت وانتهت الروم منهزمة إلى هرقل وهو بحمص والمسلمون في آثارهم يقتلون ويأسرون ويغنمون‏.


فلما وصل الخبر إلى هرقل ارتحل من حمص، وجعلها بينه وبين المسلمين وترس بها، وقال هرقل‏:‏ أما الشام فلا شام، وويل للروم من المولود المشئوم‏.‏
ومما قيل من الأشعار في يوم اليرموك قول القعقاع بن عمرو‏:‏
ألم ترنا على اليرموك فزنا * كما فزنا بأيام العراق
وعذراء المدائن قد فتحنا * ومرج الصفر على العتاق
فتحنا قبلها بصرى وكانت * محرمة الجناب لدى النعاق
قتلنا من أقام لنا وفينا * نهابهم بأسياف رقاق
قتلنا الروم حتى ما تساوى * على اليرموك معروق الوراق
فضضنا جمعهم لما استجالوا * على الواقوص بالبتر الرقاق
غداة تهافتوا فيها فصاروا * إلى أمر يعضل بالذواق
وقال الأسود بن مقرن التميمي‏:‏
وكم قد أغرنا غارة بعد غارة *يوماً ويوماً قد كشفنا أهاوله
ولولا رجال كان عشو غنيمة * لدى مأقط رجت علينا أوائله
لقيناهم اليرموك لما تضايقت * بمن حل باليرموك منه حمائله
فلا يعد من منا هرقل كتائباً * إذا رامها رام الذي لا يحاوله
وقال عمرو بن العاص‏:‏
القوم لخم وجذام في الحرب * ونحن والروم بمرج نضطرب
فإن يعودوا بها لا نصطحب * بل نعصب الفرار بالضرب الكرب
وروى أحمد بن مروان المالكي في المجالسة‏:‏ حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا أبو معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق قال‏:‏ كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يثبت لهم العدو فواق ناقة عند اللقاء‏.‏
فقال هرقل وهو على أنطاكية لما قدمت منهزمة الروم‏:‏ ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشرا مثلكم‏؟‏
قالوا‏:‏ بلى‏.‏
قال‏:‏ فأنتم أكثر أم هم‏؟‏
قالوا‏:‏ بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كل موطن‏.‏
قال‏:‏ فما بالكم تنهزمون‏؟‏
فقال شيخ من عظمائهم‏:‏ من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر، ونزني، ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغصب، ونظلم، ونأمر بالسخط وننهى عما يرضي الله، ونفسد في الأرض‏.‏
فقال‏:‏ أنت صدقتني‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 7/ 20‏)‏
وقال الوليد بن مسلم‏:‏ أخبرني من سمع يحيى بن يحيى الغساني يحدث عن رجلين من قومه قالا‏:‏ لما نزل المسلمون بناحية الأردن، تحدثنا بيننا أن دمشق ستحاصر فذهبنا نتسوق منها قبل ذلك، فبينا نحن فيها إذ أرسل إلينا بطريقها فجئناه‏.‏
فقال‏:‏ أنتما من العرب‏؟‏
قلنا‏:‏ نعم‏.‏
قال‏:‏ وعلى النصرانية‏؟‏
قلنا‏:‏ نعم‏.‏
فقال‏:‏ ليذهب أحدكما فليتجسس لنا عن هؤلاء القوم ورأيهم، وليثبت الآخر على متاع صاحبه‏.‏
ففعل ذلك أحدنا فلبث ملياً ثم جاءه فقال‏:‏ جئتك من عند رجال دقاق يركبون خيولاً عتاقاً، أما الليل فرهبان، وأما النهار ففرسان، يريشون النبل ويبرونها، ويثقفون القنا، لو حدثت جليسك حديثاً ما فهمه عنك لما علا من أصواتهم بالقرآن والذكر‏.‏
قال‏:‏ فالتفت إلى أصحابه، وقال‏:‏ آتاكم منهم ما لا طاقة لكم به‏.‏
\l انتقال إمرة الشام من خالد إلى أبي عبيدة بعد وقعة اليرموك
وصيرورة الإمرة بالشام إلى أبو عبيدة، فكان أبو عبيدة أول من سمي أمير الأمراء‏.‏
وقد تقدم أن البريد قدم بموت الصديق والمسلمون مصافو الروم يوم اليرموك، وأن خالداً كتم ذلك عن المسلمين لئلا يقع وهن، فلما أصبحوا أجلى لهم الأمر وقال ما قال، ثم شرع أبو عبيدة في جمع الغنيمة وتخميسها، وبعث بالفتح والخمس مع قباب بن أشيم إلى الحجاز، ثم نودي بالرحيل إلى دمشق، فساروا حتى نزلوا مرج الصفر، وبعث أبو عبيدة بين يديه طليعة أبا أمامة الباهلي ومعه رجلان من أصحابه‏.‏
قال أبو أمامة‏:‏ فسرت فلما كان ببعض الطريق أمرت الآخر فكمن هناك وسرت أنا وحدي حتى جئت باب البلد، وهو مغلق في الليل وليس هناك أحد فنزلت وغرزت رمحي بالأرض، ونزعت لجام فرسي، وعلقت عليه مخلاته ونمت فلما أصبح الصباح قمت فتوضأت وصليت الفجر، فإذا باب المدينة يقعقع فلما فتح حملت على البواب فطعنته بالرمح فقتلته‏.‏
ثم رجعت والطلب ورائي فلما انتهينا إلى الرجل الذي في الطريق من أصحابي ظنوا أنه كمين فرجعوا عني، ثم سرنا حتى أخذنا الآخر‏.‏
وجئت إلى أبو عبيدة فأخبرته بما رأيت فأقام أبو عبيدة ينتظر كتاب عمر فيما يعتمده من أمر دمشق‏.‏
فجاءه الكتاب يأمره بالمسير إليها، فساروا إليها حتى أحاطوا بها‏.‏
واستخلف أبو عبيدة على اليرموك بشير بن كعب في خيل هناك‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 7/ 21‏)‏
\l وقعة جرت بالعراق بعد مجيء خالد إلى الشام
وذلك أن أهل فارس اجتمعوا بعد مقتل ملكهم وابنه على تمليك شهريار بن أزدشير بن شهريار، واستغنموا غيبة خالد عنهم فبعثوا إلى نائبه المثنى بن حارثة جيشاً كثيفاً نحواً من عشرة آلاف عليهم هرمز بن حادويه، وكتب شهريار إلى المثنى‏:‏ إني قد بعثت إليك جنداً من وحش أهل فارس، إنما هم رعاة الدجاج والخنازير، ولست أقاتلك إلا بهم‏.‏
فكتب إليه المثنى‏:‏ من المثنى إلى شهريار إنما أنت أحد رجلين‏:‏ إما باغ لذلك شر لك وخير لنا، وإما كاذب فأعظم الكاذبين عقوبة وفضيحة عند الله في الناس الملوك، وأما الذي يدلنا عليه الرأي فإنكم إنما اضطررتم إليهم، فالحمد الله الذي رد كيدكم إلى رعاة الدجاج والخنازير‏.‏
قال‏:‏ فجزع أهل فارس من هذا الكتاب، ولاموا شهريار على كتابه إليه واستهجنوا رأيه‏.‏
وسار المثنى من الحرة إلى بابل، ولما التقى المثنى وجيشهم بمكان عند عدوة الصراة الأولى، اقتتلوا قتالاً شديداً جداً، وأرسل الفرس فيلاً بين صفوف الخيل ليفرق خيول المسلمين، فحمل عليه أمير المسلمين المثنى بن الحارثة فقتله، وأمر المسلمين فحملوا، فلم تكن إلا هزيمة الفرس فقتلوهم قتلاً ذريعاً، وغنموا منهم مالاً عظيماً، وفرت الفرس حتى انتهوا إلى المدائن في شر حالة، ووجدوا الملك قد مات فملكوا عليهم ابنة كسرى بوران بنت أبرويز فأقامت العدل، وأحسنت السيرة، فأقامت سنة وسبع شهور، ثم ماتت فملكوا عليهم أختها آزرميدخت زنان فلم ينتظم لهم أمر، فملكوا عليهم سابور بن شهريار وجعلوا أمره إلى الفرخزاذ بن البندوان فزوجه سابور بابنه كسرى آزرميدخت فكرهت ذلك وقالت‏:‏ إنما هذا عبد من عبيدنا فلما كان ليلة عرسها عليه هموا إليه فقتلوه، ثم ساروا إلى سابور فقتلوه أيضاً، وملكوا عليهم هذه المرأة وهي آزرمدخيت ابنة كسرى، ولعبت فارس بملكها لعباً كثيراً، وآخر ما استقر أمرهم عليه في هذه السنة أن ملكوا امرأة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏(‏لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة‏)‏‏)‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 7/ 22‏)‏
وفي هذه الوقعة التي ذكرنا يقول عبدة بن الطبيب السعدي، وكان قد هاجر لمهاجرة حليلة له حتى شهد وقعة بابل هذه، فلما آيسته رجع إلى البادية وقال‏:‏
هل حبل خولة بعد البين موصول * أم أنت عنها بعيد الدار مشغول
وللأحبة أيام تذكرها * وللنوى قبل يوم البين تأويل
حلَّت خويلة في حي عهدتهم * دون المدينة فيها الديك والفيل
يقارعون رؤس العجم ضاحية * منهم فوارس لا عزل ولا ميل
وقد قال الفرزدق في شعره يذكر قتل المثنى ذلك الفيل‏:‏
وبيت المثنى قاتل الفيل عنوة * ببابل إذ في فارس ملك بابل
ثم إن المثنى بن حارثة استبطأ أخبار الصديق لتشاغله بأهل الشام، وما فيه من حرب اليرموك المتقدم ذكره، فسار المثنى بنفسه إلى الصديق، واستناب على العراق بشير بن الخصاصية، وعلى المسالح سعيد بن مرة العجلي، فلما انتهى المثنى إلى المدينة وجد الصديق في آخر مرض الموت‏.‏
وقد عهد إلى عمر بن الخطاب، ولما رأى الصديق المثنى قال لعمر‏:

إذا أنا مت فلا تمسين حتى تندب الناس لحرب أهل العراق مع المثنى، وإذا فتح الله على أمرائنا بالشام فاردد أصحاب خالد إلى العراق فإنهم أعلم بحربه‏.‏
فلما مات الصديق ندب عمر المسلمين إلى الجهاد بأرض العراق لقلة من بقي فيه من المقاتلة بعد خالد بن الوليد، فانتدب خلقاً، وأمر عليهم أبا عبيدة بن مسعود، وكان شاباً شجاعاً خبيراً بالحرب والمكيدة، وهذا آخر ما يتعلق بخبر العراق إلى آخر أيام الصديق، وأول دولة الفاروق‏.‏





















































































































الموضوع الأصلي : المقالة الثانية عشر من سلسلة التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك // المصدر : منتدي نقاء الروح // الكاتب: الطائرالمسافر


توقيع : الطائرالمسافر








الــرد الســـريـع
..




الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



المقالة الثانية عشر من سلسلة  التاريخ الاسلامى 2-موقعة اليرموك Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة






Powered by vBulletin