نتسأل جميعنا : ما هو الحب ؟
مَا أهميته في حياتنا ؟
إن وجهناه في طريق الصواب فما تأثيره علينا ؟
و إن كان حبنا يصير نحو الخطأ فماعاقبته إذاً ؟
هل نثابْ علىَ الحُب , و هل للحب أيضاً عاقبه مُره ؟
الحب ، حاجة فطرية فيّ داخل بَنيّ آدمْ أجمعْ
و المحبة : ميل النفس إلى الشيء لكمال فيه
و العبد إذا علم أن الكمال الحقيقي
ليس إلا لله وأن كل ما يراه كمالاً في نفسه
أو غيره فهو من الله وإلى الله وبالله لم يكن حبه
إلا لله وفي الله , وذلك يقتضي إرادة طاعته
فلذا فسرت المحبة : بإرادة الطاعة و استلزمت
إتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ..
كلنا بالفطرة نحتاج للحب , نحتاج لـ آن يكونْ أحداً ما
قَريبْ مِنا يُراعيّ مَشاعرنا
وَ يولي أمورنا قدر من العناية و الإهتمامْ , وَ يُشاركنا مَتاعبْ الحَياة
يأنس لـ ما بإستطاعته إسعادنا , يَضيقٌ ذرعاً
بما يؤلمْ دواخلنَا منْ هُمومْ الحياة
و أتراحها ..لذا لابد من الحب في حياتِنَا
و لكنْ الحب أنواعه عديدة
و كثيرة فـ لا نُعطي إهتماماً لـ حب على حب
من نوع آخر قدراً أكبر مما يستحق
أولها و أعظمها منزلة وأهمية
حب الخَالق عز وجل
قال صلى الله عليه وسلم
:" من أحب شيئًا دون الله عُذب بة و لابد " ابن القيم
و حب الله مقروناً بِحبْ الحبيب محمد صلوات ربي
و سلامه عليه
و حبه يكون مقروناً بحبه صلى الله عليه و سلم
عن طريق إتباع أوامره و إجتناب نواهيه
فـ من علامات محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم
أن تطيعه في أوامره , و تجتنب نواهييه و تصدق
ما أخبر به
أن تصلي عليه عند ذكره , و في الدعاء و بعد الآذان
أن يكون قدوتك في أقواله و أفعاله .
أن تُقدم محبة الرسول عليه السلام على مَحبة
( نفسك / الخلق أجمع )
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم –
قال : " لا يؤمن أحدكُم حتى أكون أحب إليه من
والده و ولدهِ وَ الناسْ أجمعينْ " .
تأملوا ي أحبه ماذا قال الحبيب الذي لا ينطق عن
الهوى إن هو إلا وحي يوحى
صلى الله عليه وسلم , يقول لا إيمانْ لـ شخصٍ
ما لم أكن أحب إليه من : والده / ولده
و الناس أجمعين . . فـ أعمروا قلوبكم بِحب الله
ومحمد رسوله ..
النوع الثاني و هو شيء من الفطرة أساسي :
حب الوالدين و الأهل من الأقارب
كلنا يعلم فضل الوالدين بعد الله علينا , و كلنا ذو
علم بعظم منزلتهمْ في الدين
و بما يستوجب علينا من برهم و الإحسان إليهمْ
و حسن التحدث معهمْ , كما قال تبارك
و تعالى في محكم التنزيل
و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحساناً )
و طاعتهم فيما عدا المعصية , كما قال المولىَ جلت قدرته :
( و إن جاهدكَ علىَ أن تُشركَ بيّ ما ليسَ لكَ به علمْ
فلا تًطعهما وَ صاحبهما في الدنيا معروفا ) . .
من عظم مكانتهم و إستيجابْ برهمْ أنه إن أمرونا بمعصية فلا نطعهما
و لكنْ ( صاحبهما في الدًنيا معروفا )
آي لابد من الإحسان لهمْ حتى و إن أمرونا بمعصية
فما زال يستوجب علينا برهم و مرافقتهمْ في قضاء احتياجتهم
فما بالكمْ لو كانوا يأمرونا بطاعة
و يريدون لنا الخير فـ اللهم إنا نسألك أن تُقدرنا
على برهم و الإحسانْ إليهمْ
و الأهل من الأقاربْ و الأرحامْ من الواجب علينا
صلتهم و ودهم و محبتهم و التواصل معهم
وَ معاونتهمْ إن احتاجوا الى عَونْ و ما إلىَ ذلك
النوع الآخر و هو من متطلبات الحَياة و المخالطة
حُبْ الأصدقاءْ وَ الخِلانْ
" من أحب شيئًا دون الله عذب به ولابد " ابن القيم .
و فعلًا كل من أحب غير الله تَعبَ وشقي بسببه !
فـ إما أن تحبين مغنية أو ممثلة أو أي شخص مشهور فتتعذبين
أنك لا تستطيعين رؤيته ، والعيش معه
أو لأنه تواصل مع جمهور غيرك وأنتِ لا تستطيعين ذلك
أو أي شيء مماشابه فهذا تعذيب لقلبك
والشيء الثاني أن تحبين واحدة معك ولو كانت
حتى في سنك ، فتجدين منها
إذلالًا لك ، وتوضيفًا لكِ كخادمة لها ،
أو أن تحب أحدًا غيرك وهكذا مما
يحدث
أو تحبين معلمة ولا تلقي لكِ بالا ! أو أو أو
من أشكال عذاب الحب
إلا الله سبحانه فالحب له سعادة وانتعاش للروح
سعادة الحب لحظة ، وشجنه يطووول
وهذه لا تحتاج فالأدلة واضحة لكل واحدة عاشت حبًا وهميًا لذكر أو أنثى
الحب الصادق في الله في حياة السلف الصالح :
" صلى عمر بالناس الفجر ثم التفت فقال : أين معاذ ؟
قال : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين ، قال لقد ذكرتك البارحة فبقيت
أتقلب على فراشي حبًا وشوقًا إليك ، فتعانقا وتباكيا "
و لا يمانع الحب في الله من الاحتضان والاشتياق والبكاء
لكن كل ذلك بحدود الطبيعي
جزاء الحب الصادق في الله
ـ " من السبعة الذين يظلهم الله في ظله رجلان
تحابا في الله اجتمعا عليه ، وافترقا عليه "
ـ " ينادي الله يوم القيامة أين المتحابون بجلالي ؟
اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي "
ـ قال تعالى :" وجبت محبتي للمتحابين في ، والمتجالسين في
والمتزاورين فيّ ، والمتباذلين فيّ
ـ قال تعالى : " المتحابون في جلالي لهم منابر من
نور يغبطهم النبيون والشهداء "
ـ سأل النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ أبا ذر :
أي عرى الإيمان أوثق ؟ قال : الموالاة في الله
والحب في الله ، والبغض في الله
ـ قال تعالى : " الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدو
إلا المتقين "
إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله تعالى يحب
فلانًا فأحببه ، فيحبه جبريل ، فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانًا
فأحبوه ، فيحبه أهل
السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض