المقالة الثالثة والعشرون من سلسلة الاحاديث الصحيحة من كتاب المقالة الثالثة والعشرون
من سلسلة الأحاديث الصحيحة
كتاب مشكل الآثار لأبى جعفر الطحاوى
57وَوَجَدْنَا يُوسُفَ بن يَزِيدَ بن كَامِلٍ الْقُرَشِيِّ قد حدثنا قال حدثنا أبو صَالِحٍ حدثني اللَّيْثُ عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ عن بَكْرِ بن عَمْرٍو عن الْحَارِثِ بن يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ الأَكْبَرِ عن أبي ذَرٍّ قال
قُلْت يا رَسُولَ اللهِ أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي قال فَضَرَبَ بيده على مَنْكِبِي ثُمَّ قال يا أَبَا ذَرٍّ إنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يوم الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلاَّ من أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الذي عليه فيها
فَوَقَفْنَا بهذا أَيْضًا أنها على الْمَعْنَى الذي من أَجْلِهِ كَرِهَ رسول اللهِ عليه السلام لأَبِي ذَرٍّ ما كَرِهَهُ له في الحديث الأَوَّلِ
وَوَقَفْنَا بِقَوْلِ رسول اللهِ عليه السلام الذي ذَكَرْنَاهُ عنه في هذا الحديث وهو إِلاَّ من أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الذي عليه فيها أَنَّ من كان كَذَلِكَ فَلَيْسَ مِمَّنْ لَحِقَهُ في ذلك نهى وَلاَ لَحِقَتْهُ فيه كَرَاهَةٌ
وَأَنَّ الْكَرَاهَةَ لِذَلِكَ إنَّمَا تَلْحَقُ الْمُتَعَرِّضِينَ له الطَّالِبِينَ لِوِلاَيَتِهِ
ومما قد روى في تَوْكِيدِ هذا الْمَعْنَى
58 ما قد حدثنا أبو بَكْرَةَ حدثنا حُسَيْنُ بن حَفْصٍ الأَصْبَهَانِيُّ حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عن إسْمَاعِيلَ وهو ابن أبي خَالِدٍ عن أَخِيهِ عن أبي بُرْدَةَ عن أبي مُوسَى قال
قَدِمَ على النبي عليه السلام رَجُلاَنِ من الأَشْعَرِيِّينَ فَخَطَبَا ثُمَّ تَعَرَّضَا لِلْعَمَلِ فقال إنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدِي من طَلَبَهُ فَعَلَيْكُمَا بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى
59 وما قد حدثنا أَحْمَدُ بن الْحَسَنِ بن الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ أبو الْحُسَيْنِ حدثنا إسْمَاعِيلُ بن عُلَيَّةَ عن يُونُسَ بن عُبَيْدٍ عن الْحَسَنِ عن عبد الرحمن بن سَمُرَةَ قال
قال لي رسول اللهِ عليه السلام يا عَبْدَ الرحمن لاَ تَسْأَلْ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إنْ أُعْطِيتَهَا عن مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إلَيْهَا وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عن غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عليها
قال أبو جَعْفَرٍ
وفيما ( ( ( وفي ) ) ) قد ذَكَرْت ما قد وَضَحَ بِهِ جَمِيعُ ما رَوَيْنَاهُ عن رسول اللهِ عليه السلام في هذا الْبَابِ بِالْحَدِيثِ الأَوَّلِ الذي رَوَيْنَاهُ عنه فيه نَهْيُهُ أَبَا ذَرٍّ عَمَّا نَهَاهُ عنه
وفي الأَحَادِيثِ التي رَوَيْنَاهَا بَعْدَهُ مِمَّا فيه نَفْيُ ذلك النَّهْيِ عن سِوَاهُ مِمَّنْ بِهِ الْقُوَّةُ على ما يَتَوَلَّاهُ من ذلك فَبَانَ بِمَا ذَكَرْنَا أَنْ لاَ تَضَادَّ في شَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ في هذا الْبَابِ عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّ مَعَانِيَهُ قد اتَّضَحَتْ مُلْتَئِمَةً بَائِنَةً لمعانيها ( ( ( لمعاينها ) ) ) على ما ذَكَرْنَاهُ فيه وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ