المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة الاحاديث الصحيحة المقالة الرابعة والعشرون
من سلسلة الاحاديث الصحيحة
من كتاب مشكل الآثار لأبى جعفر الطحاوى
6 بَابُ مُشْكِلِ ما رُوِيَ في السَّبَبِ الذي فيه نَزَلَتْ !
( وهو الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ من بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عليهم )
! الفتح 24
مِمَّا قد ظَنَّ بَعْضُ الناس أَنَّهُ قد تَضَادَّتْ الرِّوَايَاتُ فيه عن رسول اللهِ عليه السلام مِمَّا هو في الْحَقِيقَةِ بِخِلاَفِ ذلك
60 حدثنا محمد بن بَحْرِ بن مَطَرٍ حدثنا يَزِيدُ بن هَارُونَ أخبرنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن دَاوُد بْن مُوسَى عن عُبَيْدِ اللهِ بن مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ عن حَمَّادِ بن سَلَمَةَ عن ثَابِتٍ عن أَنَسٍ
أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلاً من أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا على رسول اللهِ عليه السلام وَأَصْحَابِهِ بِالتَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ لِيَقْتُلُوهُمْ فَأَخَذَهُمْ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم سِلْمًا فَأَعْتَقَهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى !
( وهو الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ )
! الفتح 24 الآيَةَ
قال أبو سَلَمَةَ فَحَدَّثْتُ بهذا الحديث الْكَلْبِيَّ فقال هَكَذَا كان الْحَدِيثُ
61 وَحَدَّثَنَا محمد بن جَعْفَرِ بن أَعْيَنَ حدثنا إِسْحَاقُ بن أبي إسْرَائِيلَ أخبرنا عبد الرَّزَّاقِ وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن مُحَمَّدِ بن مُوسَى الْبَزَّازُ أبو الْقَاسِمِ الْمَعْرُوفُ مُحَمَّدٌ هذا بِرِجَالٍ حدثنا أَحْمَدُ بن صَالِحٍ حدثنا عبد الرَّزَّاقِ ثُمَّ اجْتَمَعَا فقال كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا في جَانِبٍ أخبرنا مَعْمَرٌ عن الزُّهْرِيِّ قال وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عن الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ بن الْحَكَمِ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ قال في حديث الْهُدْنَةِ
إنَّ سُهَيْلاً كان مِمَّا اشْتَرَطَ في الصُّلْحِ الذي كان بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ لاَ يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وَإِنْ كان على دِينِكَ إِلاَّ رَدَدْتَهُ إلَيْنَا ثُمَّ رَجَعَ النبي صلى الله عليه وسلم إلَى الْمَدِينَةِ فَجَاءَ أبو بَصِيرٍ رَجُلٌ من قُرَيْشٍ وهو مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا في طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ فَقَالُوا الْعَهْدُ الذي جَعَلْت لنا فَدَفَعَهُ إلَى الرَّجُلَيْنِ فَخَرَجَا بِهِ فلما بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ نَزَلُوا يَأْكُلُونَ من تَمْرِهِمْ فقال أبو بَصِيرٍ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ وَاَللَّهِ إنِّي لأرى سَيْفَكَ يا فُلاَنٌ جَيِّدًا فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ فقال أَجَلْ وَاَللَّهِ إنَّهُ لَجَيِّدٌ فقال أبو بَصِيرٍ أَرِنِي أَنْظُرْ إلَيْهِ فَضَرَبَهُ بِهِ حتى بَرَدَ وَفَرَّ الآخَرُ حتى أتى الْمَدِينَةَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فقال رسول اللهِ عليه السلام حين رَآهُ لقد رَأَى هذا ذُعْرًا فلما انْتَهَى إلَيْهِ قال قُتِلَ وَاَللَّهِ صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ فَجَاءَ أبو بَصِيرٍ فقال يا نَبِيَّ اللهِ قد وَاَللَّهِ وفي اللَّهُ ذِمَّتَكَ أَنْ رَدَدْتَنِي إلَيْهِمْ ثُمَّ أَنْجَانِي اللَّهُ منهم فقال النبي صلى الله عليه السلام وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ لو كان له أَحَدٌ فلما سمع ذلك منه عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إلَيْهِمْ فَخَرَجَ حتى أتى سِيفَ يَعْنِي الْبَحْرَ قال وَتَفَلَّتَ منهم أبو جَنْدَلٍ فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ فَجَعَلَ لاَ يَخْرُجُ من قُرَيْشٍ رَجُلٌ قد أَسْلَمَ إِلاَّ لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ حتى اجْتَمَعَتْ منهم عِصَابَةٌ قال فَوَاَللَّهِ ما سَمِعُوا بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إلَى الشَّامِ إِلاَّ اعْتَرَضُوا لهم فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إلَى النبي عليه السلام تُنَاشِدُهُ اللَّهَ وَالرَّحِمَ لَمَّا أَرْسَلَ إلَيْهِمْ فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ فَأَرْسَلَ النبي صلى الله عليه وسلم إلَيْهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ !
( وهو الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ) !
حتى بَلَغَ !
( حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ) !
وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لم يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللهِ الرحمن الرَّحِيمِ وَحَالُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ
قال أبو جَعْفَرِ
وكان ما في حديث أَنَسٍ أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلاً من أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا على رسول اللهِ عليه السلام وَأَصْحَابِهِ من التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ لِيَقْتُلُوهُمْ وَأَنَّ سَبَبَ نُزُولِ هذه الآيَةِ كان في ذلك
وكان ما في ذلك الحديث مُضَافًا إلَى أَنَسٍ لِغَيْرِ حِكَايَةٍ منه عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال له ذلك
وكان ما في حديث الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ أَنَّ نُزُولَهَا كان فِيمَا كان من أبي بَصِيرٍ وَأَبِي جَنْدَلٍ وَمِمَّنْ لَحِقَ بِهِمَا مِمَّنْ أَسْلَمَ من قُرَيْشٍ بِسِيفِ الْبَحْرِ في قَطْعِهِمْ ما كان يَمُرُّ بِهِمْ من عَيْرَاتِ قُرَيْشٍ وَمِمَّا سِوَاهَا مِمَّا كانت مِيرَةً لهم حتى كان من قُرَيْشٍ الَّذِينَ كَانُوا بِمَكَّةَ سُؤَالُهُمْ رَسُولَ اللهِ عليه السلام وَمُنَاشَدَتُهُمْ إيَّاهُ بِاَللَّهِ وَبِالرَّحِمِ لَمَّا أَرْسَلَ إلَيْهِمْ فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ وَأَنَّ إنْزَالَ اللهِ هذه الآيَةِ التي تَلَوْنَا كان في ذلك وكان كُلُّ وَجْهٍ مِمَّا في هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ مُضَافًا إلَى رُوَاتِهِ لاَ إلَى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَانَ بِذَلِكَ أَنْ لاَ تَضَادَّ في وَاحِدٍ مِمَّا في هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ عن رسول اللهِ عليه السلام وَأَنَّ التَّضَادَّ الذي فِيهِمَا في سَبَبِ نُزُولِ هذه الآيَةِ كان مِمَّنْ دُونَهُ عليه السلام منه
وقد رُوِيَ عن سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ في نُزُولِهَا أَيْضًا شَيْءٌ يَدُلُّ على ما قَالَهُ أَنَسٌ وَأَنَّ نُزُولَهَا كان فيه