نقاء الروح
المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام  M0dy.net-01333271842




مرحبـا بك عزيزي.........

الزائر


منذ ان وطئت قدماك مواطن منتدانا

كم أتمنى أن تتسع صفحات منتدياتنا لقلمك
وما يحمله من عبير مشاعرك ومواضيعك
وآرائك الشخصية

التي سنشاركك الطرح والإبداع فيها
مع خالص دعواي لك بقضاء وقت ممتع ومفيد


مع تحيات


ادارة المنتدى
نقاء الروح
المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام  M0dy.net-01333271842




مرحبـا بك عزيزي.........

الزائر


منذ ان وطئت قدماك مواطن منتدانا

كم أتمنى أن تتسع صفحات منتدياتنا لقلمك
وما يحمله من عبير مشاعرك ومواضيعك
وآرائك الشخصية

التي سنشاركك الطرح والإبداع فيها
مع خالص دعواي لك بقضاء وقت ممتع ومفيد


مع تحيات


ادارة المنتدى


أهلا وسهلا بك إلى منتديات نقاء الروح.
Back to Top

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة الخامسةعشر مصادريمكن الرجوع إليها عن هذاالبحث
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالةالرابعةعشر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالةالثالثةعشر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالةالحاديةعشر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة الثانيةعشر
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة العاشرة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة التاسعة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة الثامنة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة السابعة
شارك اصدقائك شارك اصدقائك المقالة السادسة
2024-04-18, 19:50
2024-04-18, 15:21
2024-04-18, 15:17
2024-04-18, 15:16
2024-04-18, 15:12
2024-04-18, 15:07
2024-04-18, 15:06
2024-04-18, 15:01
2024-04-18, 14:26
2024-04-18, 14:18
إضغط علي شارك اصدقائك اوشارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!



نقاء الروح  :: ¨•.•`¤¦¤( وَفِـيْ الـدِّيـْنِ حَيـَاْةٌ )¤¦¤`•.•`¨ :: ملتقى المقالات الاسلامية

شاطر

المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام  Empty2013-05-23, 14:46
المشاركة رقم:
 
 

الطائرالمسافر

إحصائية العضو

عدد المساهمات : 1873
نقاط المشاركات : 14356
تاريخ التسجيل : 22/12/2012
العمر : 79
MMS MMS : المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام  Mms2010
الاوسمة
المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام  رابط صورة الوسام
مُساهمةموضوع: المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام


المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام






المقالة الرابعة والعشرون

من سلسلة التاريخ العام

2-قصة نبى الله نوح عليه السلام
والمقصود
أن الفساد لما انتشر في الأرض، وعم البلاد بعبادة الأصنام فيها، بعث الله عبده ورسوله نوحاً عليه السلام، يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وينهى عن عبادة ما سواه‏.‏ ‏

فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، كما ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث أبي حيان، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال‏:‏


‏(‏‏(‏فيأتون آدم فيقولون‏:‏ يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك‏؟‏ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا‏؟‏
فيقول‏:‏ ربي قد غضب غضباً شديداً، لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح‏.‏
فيأتون نوحاً فيقولون‏:‏ يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبداً شكوراً، ألا ترى إلى ما نحن فيه‏؟‏ ألا ترى إلى ما بلغنا‏؟‏ ألا تشفع لنا إلى ربك عز وجل‏؟‏
فيقول‏:‏ ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، نفسي نفسي‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏‏)‏‏.‏


وذكر تمام الحديث بطوله كما أورده البخاري في قصة نوح‏.‏
فلما بعث الله نوحاً عليه السلام، دعاهم إلى إفراد العبادة لله وحده، لا شريك له، وأن لا يعبدوا معه صنماً، ولا تمثالاً، ولا طاغوتاً، وأن يعترفوا بوحدانيته، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه، كما أمر الله تعالى من بعده من الرسل، الذين هم كلهم من ذريته‏.‏
كما قال تعالى‏:‏

{‏وَجَعَلْنَا ذُرِّيَتَهُ هُمُ البَاقِيْن‏}

‏[‏الصافات‏:‏ 77‏]‏‏.‏
وقال فيه، وفي إبراهيم‏:‏

{‏وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ‏}‏
[‏الحديد‏:‏ 26‏]‏‏.‏
أي‏:‏ كل نبي من بعد نوح، فمن ذريته وكذلك إبراهيم‏.‏
قال الله تعالى‏:‏
{‏وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ‏}
‏ ‏[‏النحل‏:‏ 36‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏
‏{‏وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ‏}‏
‏[‏الزخرف‏:‏ 45‏]‏‏.‏
وقال تعالى‏:‏
{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ‏}‏ ‏
[‏الأنبياء‏:‏ 25‏]‏‏.‏
ولهذا قال نوح لقومه‏:‏ ‏

{‏اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏}
‏[‏الأعراف‏:‏ 59‏]‏‏.‏
وقال‏:

‏{‏أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ‏}
‏‏[‏هود‏:‏ 26‏]‏‏.‏
وقال‏:‏

{‏يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ‏}
‏‏[‏المؤمنون‏:‏ 23‏]‏‏.‏
وقال‏:‏
{‏يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً‏}
‏[‏نوح‏:‏ 2-14‏]‏ الآيات الكريمات‏.‏
فذكر أنه دعاهم إلى الله بأنواع الدعوة في الليل، والنهار، والسر، والإجهار، بالترغيب تارة، والترهيب أخرى‏.‏ وكل هذا فلم ينجح فيهم بل استمر أكثرهم على الضلالة والطغيان، وعبادة الأصنام والأوثان، ونصبوا له العداوة في كل وقت وأوان، وتنقصوه وتنقصوا من آمن به، وتوعدوهم بالرجم والإخراج، ونالوا منهم وبالغوا في أمرهم‏.‏
‏{‏قَالَ المَلأُ مِنْ قَوْمِهِ‏}‏
أي‏:‏ السادة الكبراء منهم‏:‏
‏{‏إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏60-61‏]‏
أي‏:‏ لست كما تزعمون من أني ضال، بل على الهدى المستقيم، رسول من رب العالمين أي‏:‏ الذي يقول للشيء كن فيكون‏.‏
‏{‏أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ‏}‏
[‏الأعراف‏:‏ 62‏]
‏ وهذا شأن الرسول أن يكون بليغاً أي فصيحاً ناصحاً، أعلم الناس بالله عز وجل‏.‏
وقالوا له فيما قالوا‏:‏
{‏فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ‏}
‏[‏هود‏:‏ 27‏]‏،
تعجبوا أن يكون بشراً رسولاً، وتنقصوا بمن اتبعه، ورأوهم أراذلهم‏.‏
وقد قيل‏:‏ إنهم كانوا من أقياد الناس، وهم ضعفاؤهم كما قال هرقل وهم أتباع الرسل، وما ذاك إلا لأنه لا مانع لهم من اتباع الحق‏.‏
وقولهم‏:‏
‏(‏‏(‏بادي الرأي‏)‏‏)
‏ أي‏:‏ بمجرد ما دعوتهم استجابوا لك من غير نظر ولا روية، وهذا الذي رموهم به هو عين ما يمدحون بسببه رضي الله عنهم، فإن الحق الظاهر لا يحتاج إلى روية، ولا فكر، ولا نظر، بل يجب اتباعه والانقياد له متى ظهر‏.‏
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مادحاً للصديق‏:‏
‏(‏‏(‏ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر فإنه لم يتلعثم‏)‏‏)
ولهذا كانت بيعته يوم السقيفة أيضاً سريعة من غير نظر، ولا روية، لأن أفضليته على من عداه ظاهرة جلية عند الصحابة رضي الله عنهم‏.‏
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يكتب الكتاب الذي أراد أن ينص فيه على خلافته فتركه، وقال‏:‏
‏(‏‏(‏يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر‏)‏‏)‏
رضي الله عنه‏.‏
وقول كفرة قوم نوح له ولمن آمن به‏:‏
‏{‏وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ‏}‏
‏[‏هود‏:‏ 27‏]‏
أي‏:‏ لم يظهر لكم أمر بعد اتصافكم بالإيمان، ولا مزية علينا
‏{‏بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ * قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ‏}‏
‏[‏هود‏:‏27- 28‏]‏‏.‏
وهذا تلطف في الخطاب معهم، وترفق بهم في الدعوة إلى الحق، كما قال تعالى‏:‏

‏{‏فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى‏}‏
‏[‏طه‏:‏ 44‏]‏‏.‏‏

وقال تعالى‏:‏

‏{‏ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}‏

‏[‏النحل‏:‏ 125‏]‏‏.‏
وهذا منه يقول لهم‏:
‏{‏أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ‏}‏
‏[‏هود‏:‏ 28‏]‏
أي‏:‏ النبوة والرسالة‏.‏
‏{‏فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ‏}
أي‏:‏ فلم تفهموها، ولم تهتدوا إليها‏.‏
‏{‏أَنُلْزِمُكُمُوهَا‏}‏
أي‏:‏ أنغصبكم بها، ونجبركم عليها‏.‏
‏{‏وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ‏}‏
أي‏:‏ ليس لي فيكم حيلة، والحالة هذه‏.‏
{‏وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى‏}‏
‏[‏هود‏:‏ 29‏]
‏ أي‏:‏ لست أريد منكم أجرة على إبلاغي إياكم، ما ينفعكم في دنياكم، وأخراكم، إن أطلب ذلك إلا من الله، الذي ثوابه خير لي، وأبقى مما تعطونني أنتم‏.‏
وقوله‏:
‏{‏اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً‏}‏
[‏هود‏:‏ 29‏]‏
كأنهم طلبوا منه أن يبعد هؤلاء عنه، ووعدوه أن يجتمعوا به إذا هو فعل ذلك، فأبى عليهم ذلك‏.‏
وقال‏:‏

{‏إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ‏}‏
أي‏:‏ فأخاف إن طردتهم أن يشكوني إلى الله عز وجل‏.‏
ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تذكرون‏}‏ ولهذا لما سأل كفار قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يطرد عنه ضعفاء المؤمنين كعمار، وصهيب، وبلال، وخباب، وأشباههم، نهاه الله عن ذلك، كما بيناه في سورتي الأنعام والكهف‏.‏
‏{‏وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ‏}‏
أي‏:‏ بل أنا عبد رسول، لا أعلم من علم الله، إلا ما أعلمني به، ولا أقدر إلا على ما أقدرني عليه، ولا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله‏.‏
{‏وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ‏}
‏ يعني من أتباعه‏.‏
‏{‏لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ‏}
أي‏:‏ لا أشهد عليهم بأنهم لا خير لهم، عند الله يوم القيامة، الله أعلم بهم، وسيجازيهم على ما في نفوسهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر‏.‏
كما قالوا في المواضع الأخر‏:‏
{‏‏.‏‏.‏أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ‏)‏‏)‏
‏[‏الشعراء‏:‏ 111 - 115‏]‏‏.‏
وقد تطاول الزمان، والمجادلة بينه وبينهم، كما قال تعالى‏:‏
‏{‏فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ‏}‏
[‏العنكبوت‏:‏ 14‏]‏‏.‏
أي‏:‏ ومع هذه المدة الطويلة، فما آمن به إلا القليل منهم، وكان كل ما انقرض جيل، وصُّوا من بعدهم بعدم الإيمان به، ومحاربته، ومخالفته‏.‏ ‏
وكان الوالد إذا بلغ ولده، وعقل عنه كلامه، وصَّاه فيما بينه وبينه، أن لا يؤمن بنوح أبداً، ما عاش، ودائماً ما بقي، وكانت سجاياهم تأبى الإيمان، واتباع الحق،

ولهذا قال‏:

‏ ‏{‏وَلَا يَلِدُوْا إِلَّا فَاجِرَاً كَفَّارَاً‏}‏‏.‏

ولهذا قالوا‏:‏ ‏

{‏قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ‏}‏ ‏
[‏هود‏:‏ 32 - 33‏]‏‏.‏
أي‏:‏ إنما يقدر على ذلك الله عز وجل، فإنه الذي لا يعجزه شيء، ولا يكترثه أمر، بل هو الذي يقول للشيء كن فيكون‏.‏
{‏وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏}
‏‏[‏هود‏:‏ 34‏]‏‏.‏
أي‏:‏ من يرد الله فتنته، فلن يملك أحد هدايته، هو الذي يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وهو الفعال لما يريد، وهو العزيز الحكيم العليم، بمن يستحق الهداية، ومن يستحق الغواية‏.‏ وله الحكمة البالغة، والحجة الدامغة‏.





الموضوع الأصلي : المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام // المصدر : منتدي نقاء الروح // الكاتب: الطائرالمسافر


توقيع : الطائرالمسافر








الــرد الســـريـع
..




الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



المقالة الرابعة والعشرون من سلسلة التاريخ العام  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة






Powered by vBulletin