المقالة الخامسة والعشرون من سلسلة الاحاديث الصحيحة المقالة الخامسة والعشرون
من سلسلة الاحاديث الصحيحة
كتاب مشكل الآثار لابى جعفر الطحاوى
7 بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ ما رُوِيَ عن رسول اللهِ عليه السلام ثُمَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِمَّا يُحِيطُ عِلْمًا أَنَّهُ لم يَقُلْهُ إِلاَّ بِأَخْذِهِ إيَّاهُ عنه إذْ كان مِثْلُهُ لاَ يُوجَدُ إِلاَّ عنه وَلاَ مِمَّا يُدْرَكُ بِالرَّأْيِ وَلاَ من اسْتِنْبَاطٍ وَلاَ من اسْتِخْرَاجٍ في التِّسْعِ الآيَاتِ التي أُوتِيَهَا مُوسَى صلى الله عليه وسلم
63 حدثنا إبْرَاهِيمُ بن أبي دَاوُد حدثنا مُسَدِّدُ بن مُسَرْهَدٍ حدثنا يحيى بن سَعِيدٍ عن شُعْبَةَ حدثني عَمْرُو بن مُرَّةَ عن عبد اللهِ بن سَلَمَةَ عن صَفْوَانَ بن عَسَّالٍ قال
قال رَجُلٌ من الْيَهُودِ لِآخَرَ اذْهَبْ بِنَا إلَى هذا النبي فقال له الآخَرُ لاَ تَقُلْ هذا النبي فإنه إنْ سَمِعَهَا كان له أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ فَانْطَلَقَا إلَيْهِ فَسَأَلاَهُ عن تِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فقال تَعْبُدُوا اللَّهَ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ تَزْنُوا وَلاَ تَسْرِقُوا وَلاَ تَفِرُّوا من الزَّحْفِ وَلاَ تُسْحِرُوا وَلاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلاَ تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إلَى سُلْطَانٍ وَعَلَيْكُمْ يَهُودَ أَنْ لاَ تَعْدُوا في السَّبْتِ فَقَالاَ نَشْهَدُ أَنَّكَ رسول اللهِ
قال أبو جَعْفَرٍ
هذا الْحَرْفُ نَشْهَدُ أَنَّك رسول اللهِ لم يَقُلْهُ أَحَدٌ في هذا الحديث من أَصْحَابِ شُعْبَةَ إِلاَّ يحيى بن سَعِيدٍ فَكَانَ في هذا الحديث أَنَّ التِّسْعَ آيَاتٍ التي آتَاهَا اللَّهُ مُوسَى هِيَ التِّسْعُ الآيَاتُ الْمَذْكُورَاتُ في هذا الحديث وَأَنَّهَا عِبَادَاتٌ لاَ نِذَارَاتٌ وَلاَ تَخْوِيفَاتٌ وَلاَ وَعِيدَاتٌ وما عَلِمْنَا أَحَدًا مِمَّنْ رَوَى هذا الحديث عن شُعْبَةَ ضَبَطَ التِّسْعَ الآيَاتِ الْمَذْكُورَاتِ فيه غير يحيى وقد ظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ قد ضَبَطَهَا عن شُعْبَةَ أَيْضًا بِضَبْطِ يحيى إيَّاهَا عنه عبد اللهِ بن إدْرِيسَ الأَوْدِيُّ وَذَكَرَ في ذلك
64 ما حدثنا أَحْمَدُ بن شُعَيْبٍ أخبرنا أبو كُرَيْبٍ عَنِ أبي ( ( ( ابن ) ) ) إدْرِيسَ أخبرنا شُعْبَةُ عن عَمْرٍو عن عبد اللهِ عن صَفْوَانَ قال
قال يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ اذْهَبْ بِنَا إلَى هذا النبي فقال صَاحِبُهُ لاَ تَقُلْ نَبِيٌّ لو سَمِعَهَا كان له أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ فَأَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلاَهُ عن تِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فقال لهم لاَ تُشْرِكُوا بِاَللَّهِ شيئا وَلاَ تَسْرِقُوا وَلاَ تَزْنُوا وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إلَى سُلْطَانٍ وَلاَ تُسْحِرُوا وَلاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلاَ تَقْذِفُوا الْمُحْصَنَةَ وَلاَ تَوَلُّوا بعد ( ( ( يوم ) ) ) الزَّحْفِ وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً يَهُودُ أَنْ لاَ تَعْدُوا في السَّبْتِ فَقَبَّلُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ قال فما يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَتَّبِعُونِي قالوا إنَّ دَاوُد دَعَا أَنْ لاَ يَزَالَ من ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ وَإِنَّا نَخَافُ إنْ تَبِعْنَاكَ أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودُ
هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ ابن شُعَيْبٍ بِلاَ شَكٍّ منه فيه وَلاَ مِمَّنْ رَوَاهُ عنه وَلاَ مِمَّنْ فَوْقَهُ من رُوَاتِهِ فيه وكان ما ظَنَّ هذا الظَّانُّ بِخِلاَفِ ما ظَنَّهُ لأَنَّهُ لو كان كما ظَنَّ لَكَانَ ابن إدْرِيسَ قد زَادَ على يحيى بن سَعِيدٍ فيه آيَةً أُخْرَى فَصَارَ الذي فيه عَشْرُ آيَاتٍ وَإِنَّمَا الذي أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّهُ آتَاهُ مُوسَى منها تِسْعُ آيَاتٍ لاَ عَشْرُ آيَاتٍ
وَلَكِنَّ حَقِيقَةَ هذه الزِّيَادَةِ التي فيه من عبد اللهِ على يحيى إنَّمَا هِيَ أَنَّ شُعْبَةَ قد كان شَكَّ فيه بأخرة فلم يَدْرِ هل من الآيَاتِ التي فيه التَّوَلِّي يوم الزَّحْفِ أو قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وكان يحدث بِهِ كَذَلِكَ إلَى أَنْ مَاتَ وكان سَمَاعَ يحيى إيَّاهُ منه بِلاَ شَكٍّ كان قبل ذلك وَالدَّلِيلُ على ما ذَكَرْنَا
65 أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بن مُعَاوِيَةَ بن عبد الْعَزِيزِ العناني ( ( ( العتابي ) ) ) أخبرنا خَالِدٌ وَإِبْرَاهِيمُ بن مَرْزُوقٍ وَإِبْرَاهِيمُ بن أبي دَاوُد وَأَحْمَدُ بن دَاوُد قد حَدَّثُونَا قالوا حدثنا أبو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حدثنا شُعْبَةُ عن عَمْرِو بن مُرَّةَ عن عبد ( ( ( عبيد ) ) ) اللهِ بن سَلَمَةَ عن صَفْوَانَ بن عَسَّالٍ
أَنَّ يَهُودِيًّا قال لِصَاحِبِهِ تَعَالَ حتى نَسْأَلَ هذا النبي فقال الآخَرُ لاَ تَقُلْ له ( ( ( هذا ) ) ) النبي فإنه إنْ سَمِعَهَا صَارَتْ له أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ عن هذه الآيَةِ ! ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) ! الاسراء 101 فقال لاَ تُشْرِكُوا بِاَللَّهِ شيئا وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ تَسْرِقُوا وَلاَ تَزْنُوا وَلاَ تَسْحَرُوا وَلاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلاَ تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إلَى سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ وَلاَ تَقْذِفُوا الْمُحْصَنَةَ أو تَفِرُّوا من الزَّحْفِ وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً الْيَهُودَ أَنْ لاَ تَعْدُوا في السَّبْتِ قال فَقَبَّلُوا يَدَهُ وَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّك نَبِيٌّ قال فما يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَتَّبِعُونِي قالوا إنَّ دَاوُد دَعَا أَنْ لاَ يَزَالَ في ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ وَإِنَّا نَخْشَى إنْ اتَّبَعْنَاك أَنْ تَقْتُلَنَا الْيَهُودُ
وَأَنَّ بَكَّارَ بن قُتَيْبَةَ قد حدثنا حدثنا أبو دَاوُد صَاحِبُ الطَّيَالِسَةِ حدثنا شُعْبَةُ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حديث أبي الْوَلِيدِ بِالشَّكِّ الذي فيه وَأَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بن مَرْوَانَ الرَّقِّيَّ حدثنا قال حدثنا حَجَّاجُ بن مُحَمَّدٍ حدثنا شُعْبَةُ وزاد أَنَّ ذلك الشَّكَّ من شُعْبَةَ
فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ انْفِرَادَ يحيى بن سَعِيدٍ بهذا الحديث عن شُعْبَةَ خَالِيًا من ( ( ( عن ) ) ) الشَّكِّ فيه دُونَ ابْنِ إدْرِيسَ وَدُونَ من سِوَاهُ مِمَّنْ رَوَاهُ عن شُعْبَةَ مِمَّنْ ذَكَرْنَاهُ في هذا الْبَابِ
فَهَذَا ما وَجَدْنَاهُ في هذه الآيَاتِ عن رسول اللهِ عليه السلام وَالْمَوْضِعُ الذي وَقَعَ فيه الشَّكُّ منها هو مَوْضِعٌ يَجِبُ أَنْ يُوقَفَ على الْفَائِدَةِ فيه وهو ما قد دَلَّ أَنَّ حُكْمَ اللهِ تَعَالَى كان تَحْرِيمَ الْفِرَارِ من الزَّحْفِ مِمَّا تَعَبَّدَ بِهِ نَبِيُّهُ مُوسَى عليه السلام وَمِمَّا لم يَنْسَخْهُ بَعْدَ ذلك حتى صَارَ من شَرِيعَةِ نَبِيِّنَا وكان في ذلك دَفْعٌ لِقَوْلِ من قال إنَّ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى !
( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ )
! الآيَةُ الأنفال 16
التي ذَكَرَهَا في سُورَةِ الأَنْفَالِ إنَّمَا كان ذلك في يَوْمِ بَدْرٍ خَاصَّةً وَأَنَّ حُكْمَهُ ليس فِيمَا بَعْدَهُ
فَأَمَّا ما ذَكَرْنَا أَنَّهُ قد رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في تَأْوِيلِهَا وفي التِّسْعِ الآيَاتِ الْمَذْكُورَاتِ فيها فإن يحيى بن عُثْمَانَ حدثنا قال حدثنا عبد الْغَفَّارِ بن داوود ( ( ( داود ) ) ) الْحَرَّانِيُّ أبو صَالِحٍ حدثنا عَتَّابُ بن بَشِيرٍ عن خُصَيْفٍ عن عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ !
( تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ )
! الإسراء 101
قال
الْيَدُ وَالْعَصَا وَالطُّوفَانُ وَالْجَرَادُ وَالْقُمَّلُ وَالضَّفَادِعُ وَالدَّمُ والسنين ( ( ( والسنون ) ) ) وَنَقْصٌ من الثَّمَرَاتِ
غير أَنَّا تَأَمَّلْنَا ما روى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في ذلك من غَيْرِ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ مَوْلاَهُ فَوَجَدْنَا عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عنه في ذلك مِمَّا ذَكَرَهُ في حَدِيثِهِ في الْفُتُونِ
66 كما قد حدثنا عَلِيُّ بن شَيْبَةَ حدثنا يَزِيدُ بن هَارُونَ أخبرنا الأَصْبَغُ بن زَيْدٍ حدثنا الْقَاسِمُ بن أبي أَيُّوبَ حدثني سَعِيدُ بن جُبَيْرٍ قال
سَأَلْت ابْنَ عَبَّاسٍ عن قوله تعالى لِمُوسَى ! ( وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ) ! طه 40 فَسَأَلْتُهُ عن الْفُتُونِ ما هو قال اسْتَأْنِفْ النَّهَارَ يا ابْنَ جُبَيْرٍ فإن لها حَدِيثًا طَوِيلاً فلما أَصْبَحْت غَدَوْت إلَيْهِ لأَنْتَجِزَ منه ما وَعَدَنِي فذكر عنه ما ذَكَرَ عنه في حَدِيثِهِ إلَى أَنْ ذَكَرَ قَوْلَ مُوسَى لِفِرْعَوْنَ أُرِيدُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَتُرْسِلَ مَعِي بَنِي إسْرَائِيلَ وَأَنَّ فِرْعَوْنَ أَبَى عليه ذلك فقال أئت بِآيَةٍ إنْ كُنْت من الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فإذا هِيَ حَيَّةٌ عَظِيمَةٌ فَاغِرَةٌ فَاهَا قَاصِدَةٌ مُسْرِعَةٌ إلَى فِرْعَوْنَ فلما رَآهَا فِرْعَوْنُ قَاصِدَةً إلَيْهِ خَافَهَا فَاقْتَحَمَ عن سَرِيرِهِ وَاسْتَغَاثَ بِمُوسَى أَنْ يَكُفَّهَا عنه فَفَعَلَ ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ من جَيْبِهِ فَرَآهَا بَيْضَاءَ من غَيْرِ سُوءٍ من غَيْرِ بَرَصٍ ثُمَّ رَدَّهَا فَعَادَتْ إلَى لَوْنِهَا الأَوَّلِ ثُمَّ سَاقَ الحديث حتى بَلَغَ ذِكْرَ مُكْثِ مُوسَى لِمَوَاعِيدِ فِرْعَوْنَ الْكَاذِبَةِ فلما ( ( ( كلما ) ) ) جَاءَهُ بِآيَةٍ وَعَدَهُ عِنْدَهَا أَنْ يُرْسِلَ معه بَنِي إسْرَائِيلَ فإذا مَضَتْ أَخْلَفَ مَوْعِدَهُ وقال هل يَسْتَطِيعُ رَبُّك أَنْ يَصْنَعَ غير هذا فَأَرْسَلَ اللَّهُ عليه وَعَلَى قَوْمِهِ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاَتٍ كُلُّ ذلك يَشْكُو إلَى مُوسَى وَيَطْلُبُ إلَيْهِ أَنْ يَكُفَّهَا عنه وَيُوَافِقَهُ على أَنْ يُرْسِلَ معه بَنِي إسْرَائِيلَ فإذا كَفَّ ذلك عنه نَكَثَ عَهْدَهُ وَأَخْلَفَ حتى أُمِرَ مُوسَى عليه السلام بِالْخُرُوجِ بِقَوْمِهِ فَخَرَجَ بِهِمْ لَيْلاً فلما أَصْبَحَ فِرْعَوْنُ وَرَآهُمْ قد مَضَوْا أَرْسَلَ في الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ فَتَبِعَهُمْ جُنْدٌ عَظِيمَةٌ كَثِيرَةٌ وَأَوْحَى اللَّهُ إلَى الْبَحْرِ إذَا ضَرَبَك عَبْدِي مُوسَى بِعَصَاهُ فَانْفَرِقْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً حتى يَجُوزَ مُوسَى وَمَنْ معه ثُمَّ الْتَقِمْ على من بَقِيَ من فِرْعَوْنَ وَأَشْيَاعِهِ ثُمَّ ذَكَرَ ما كان من اللهِ تَعَالَى مِمَّا أَهْلَكَ بِهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ من الْغَرَقِ حتى بَلَغَ إلَى ما كان من اللهِ تَعَالَى فِيمَا كان منه في قَوْمِ مُوسَى عليه السلام وَأَنَّهُ نَتَقَ عليهم الْجَبَلَ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَدَنَا منهم حتى خَافُوا أَنْ يَقَعَ عليهم ثُمَّ ذَكَرَ ما بَعْدَ ذلك في حَدِيثِهِ الذي ذكرنا ( ( ( ذكرناه ) ) ) حتى بَلَغَ إلَى موضع ( ( ( موضوع ) ) ) تَحْرِيمِ اللهِ تَعَالَى على من حَرَّمَ من الْقَوْمِ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ مُوسَى قبل ذلك فَاسِقِينَ ثُمَّ ابْتَلاَهُمْ بِمَا ابْتَلاَهُمْ بِهِ من التِّيهِ في الأَرْضِ التي ابْتَلاَهُمْ بِالتِّيهِ فيها أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ في الأَرْضِ فَيُصْبِحُونَ كُلَّ يَوْمٍ فَيَسِيرُونَ ليس لهم قَرَارٌ ثُمَّ ظَلَّلَ عليهم الْغَمَامَ في التِّيهِ وَأَنْزَلَ عليهم الْمَنَّ وَالسَّلْوَى وَجَعَلَ لهم ثِيَابًا لاَ تَبْلَى وَلاَ تَتَّسِخُ وَجَعَلَ بين ظَهْرَانِيهِمْ حَجَرًا مُرَبَّعًا وَأَمَرَ تَعَالَى مُوسَى فَضَرَبَهُ بِعَصَاهُ فَانْفَجَرَتْ منه اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا في كل نَاحِيَةٍ ثَلاَثَةُ أَعْيُنٍ وَأَعْلَمَ كُلَّ سِبْطٍ عَيْنَهُمْ التي يَشْرَبُونَ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ من مَنْقَلَةٍ إِلاَّ وَجَدُوا ذلك الْحَجَرَ منهم بِالْمَكَانِ الذي كان منهم بِالأَمْسِ
رَفَعَ ابن عَبَّاسٍ هذا الحديث إلَى النبي عليه السلام ...
هذا وسوف نستكمل هذا البحث فى المقال التالى ان شاء الله تعالى