المقالة الثانية والثمانون من سلسلة السيرة النبوية المباركة مروره صلى الله عليه وسلم ومحاصرة اليهود ومصالحتهم 3]]المقالة الثانية والثمانون
من سلسلة السيرة النبوية المباركة
فصل مروره صلى الله عليه وآله بوادي القرى ومحاصرة اليهود ومصالحتهم
قال الواقدي:
حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى وادي القرى وكان رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي قد وهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا أسود يقال له مدعم، وكان يرحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما نزلنا بوادي القرى انتهينا إلى يهود وقدم إليها ناس من العرب، فبينا مدعم يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استقبلتنا يهود بالرمي حين نزلنا ولم نكن على تعبية.
وهم يصيحون في آطامهم
فيقبل سهم عاثر فأصاب مدعما فقتله، فقال الناس هنيئا له بالجنة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
" كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا "
فلما سمع بذلك الناس جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراك أو شراكين.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" شراك من نار أو شراكان من نار ".
وهذا الحديث في الصحيحين من حديث مالك عن ثور بن يزيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
قال الوادي:
فعبى رسول الله أصحابه للقتال وصفهم ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، وراية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر،
ثم دعاهم إلى الاسلام وأخبرهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم وحسابهم على الله،
قال:
فبرز رجل منهم فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله،
ثم برز آخر فبرز إليه علي فقتله، حتى قتل منهم أحد عشر رجلا كل ما قتل منهم رجلا دعي من بقي منهم إلى الاسلام،
ولقد كانت الصلاة تحضر ذلك اليوم فيصلي بأصحابه ثم يعود فيدعوهم إلى الاسلام وإلى الله عزوجل ورسوله، وقاتلهم حتى أمسى
وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا بأيديهم، وفتحها عنوة وغنمهم الله أموالهم وأصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي القرى أربعة أيام،
فقسم ما أصاب على أصحابه، وترك الارض والنخيل في أيدي اليهود وعاملهم عليها،
فلما بلغ يهود تيماء ما وطئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وفدك ووادي القرى، صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجزية،
وأقاموا بأيديهم أموالهم،
فلما كان عمر أخرج يهود خيبر وفدك ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى لانهما داخلتان في أرض الشام، ويرى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز، ومن وراء ذلك من الشام،
قال
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا إلى المدينة بعد أن فرغ من خيبر ووادي
القرى وغنمه الله عزوجل.
قال الواقدي:
حدثني يعقوب بن محمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن الحارث ابن عبد الله بن كعب، عن أم عمارة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجرف وهو يقول:
" لا تطرقوا النساء بعد صلاة العشاء "
قالت:
فذهب رجل من الحي فطرق أهله فوجد ما يكره، فخلى سبيلها ولم يهجر، وضن بزوجته أن يفارقها وكان له منها أولاد وكان يحبها، فعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ما يكره.[/b]