المقالة السادسة والثمانون من سلسلة السيرة النبوية المباركة 1-عمرة القضاء المقالة السادسة والثمانون
من سلسلة السيرة النبوية المباركة
بسم الله الرحمن الرحيم
عمرة القضاء ويقال القصاص.
ورجحه السهيلي ويقال:
عمرة القضية،
فالاولى
قضاء عما كان أحصر عام الحديبية
والثاني من قوله تعالى
(والحرمات قصاص)
والثالث
من المقاضاة التي كان قاضاهم عليها
1-على أن يرجع عنهم عامه هذا ثم يأتي في العام القابل،
2-ولا يدخل مكة إلا في جلبان السلاح
3-وأن لا يقيم أكثر من ثلاثة أيام
وهذه العمرة هي المذكورة في قوله تعالى في سورة الفتح
المباركة
(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون)
الآية.
وقد تكلمنا عليها مستقصى في كتابنا التفسير بما فيه الكفاية
-وهي الموعود بها في قوله عليه الصلاة والسلام
لعمر بن الخطاب حين قال له: ألم تكن تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال " بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟ " قال: لا، قال: " فإنك آتيه ومطوف به "
-وهي المشار إليها في قول عبد الله بن رواحة حين دخل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة يوم عمرة القضاء وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله * اليوم نضربكم على تأويله كما ضربناكم على تنزيله
أي هذا تأويل الرؤيا التي كان رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاءت مثل فلق الصبح.
قال ابن اسحاق:
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى المدينة أقام بها شهري ربيع وجماديين ورجبا وشعبان وشهر رمضان وشوالا يبعث فيما بين ذلك سراياه ثم خرج من ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون معتمرا عمرة القضاء مكان عمرته التي صدوه عنها.
قال ابن هشام:
واستعمل على المدينة عويف بن الاضبط الدئلي
ويقال لها عمرة القصاص لانهم صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة في الشهر الحرام من سنة ست فاقتص رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فدخل مكة في ذي القعدة في الشهر الحرام الذي صدوه فيه من سنة سبع،
بلغنا عن ابن عباس أنه قال:
فأنزل الله تعالى في ذلك
(والحرمات قصاص)
وقال معتمر بن سليمان عن أبيه في مغازيه
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر أقام بالمدينة وبعث سراياه حتى استهل ذي القعدة فنادى في الناس أن تجهزوا للعمرة فتجهزوا وخرجوا إلى مكة.
وقال ابن اسحاق:
وخرج معه المسلمون ممن كان صد معه في عمرته تلك، وهي سنة سبع، فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه، وتحدثت قريش بينها أن محمدا في عسرة وجهد وشدة.
قال ابن اسحاق:
فحدثني من لا أتهم عن عبد الله بن عباس قال:
صفوا له عند دار الندوة لينظروا إليه وإلى أصحابه فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى ثم قال:
" رحم الله امرءا أراهم اليوم من نفسه قوة "
ثم استلم الركن ثم خرج يهرول ويهرول أصحابه معه حتى إذا واراه البيت منهم واستلم الركن اليماني مشى حتى يستلم الركن الاسود ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف ومشى سائرها فكان ابن عباس يقول:
كان الناس يظنون أنها ليست عليهم.
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما صنعها لهذا الحي من قريش للذي بلغه عنهم حتى حج حجة الوداع فلزمها فمضت السنة بها.
وقال البخاري
ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد - هو ابن زيد - عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال المشركون: إنه يقدم عليكم وقد وهنهم حمى يثرب، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا الاشواط الثلاث وأن يمشوا ما بين الركنين، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الاشواط كلها إلا الابقاء عليهم.