المقالة السابعة والثمانون من سلسلة السيرة النبوية المباركة 3-عمرة القضاء المقالة السابعة والثمانون
من سلسلة السيرة النبوية المباركة
2-عمرة القضية
قال أبو عبد الله ورواه أبو سلمة - يعني حماد بن سلمة - عن أيوب عن سعيد عن ابن عباس قال:
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعامهم الذي استأمن قال
" ارملوا ليرى المشركون قوتكم "
والمشركون من قبل قعيقعان.
ورواه مسلم عن أبي الربيع الزهراني عن حماد بن زيد وأسند البيهقي طريق حماد بن سلمة.
وقال البخاري
ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، ثنا اسماعيل بن أبي خالد، سمع ابن أبي أوفى يقول:
لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سترناه من غلمان المشركين ومنهم أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسيأتي بقية الكلام على هذا المقام.
قال ابن إسحاق:
وحدثني عبد الله بن أبي بكر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة في
تلك العمرة دخلها وعبد الله بن رواحة آخذ بخطام ناقته يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله * خلوا فكل الخير في رسوله
يا رب إني مؤمن بقيله * أعرف حق الله في قبوله
نحن قتلناكم على تأويله * كما قتلناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله
قال ابن هشام:
نحن قتلناكم على تأويله إلى آخر الابيات لعمار بن ياسر في غير هذا اليوم يعني يوم صفين - قاله السهيلي.
قال ابن هشام:
والدليل على ذلك أن ابن رواحة إنما أراد المشركين.
والمشركون لم يقروا بالتنزيل وإنما يقاتل على التأويل من أقر بالتنزيل،
وفيما قاله ابن هشام نظر.
فإن الحافظ البيهقي
روى من غير وجه:
عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس قال:
لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء مشى عبد الله بن رواحة بين يديه وفي رواية وهو آخذ بغرزه وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله * قد نزل الرحمن في تنزيله
بأن خير القتل في سبيله * نحن قاتلناكم على تأويله
وفي رواية بهذا الاسناد بعينه:
خلوا بني الكفار عن سبيله * اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله
يا رب إني مؤمن بقيله
وقال يونس بن بكير عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم:
أن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل عام القضية مكة فطاف بالبيت على ناقنه واستلم الركن بمحجنه.
قال ابن هشام
من غير علة، والمسلمون يشتدون حوله وعبد الله بن رواحة يقول:
بسم الذي لا دين إلا دينه * بسم الذي محمد رسوله
خلوا بني الكفار عن سبيله
قال موسى بن عقبة عن الزهري:
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام القابل من عام
الحديبية معتمرا في ذي القعدة سنة سبع، وهو الشهر الذي صده المشركون عن المسجد الحرام حتى إذا بلغ يأجج وضع الاداة كلها الحجف والمجان والرماح والنبل ودخلوا بسلاح الراكب السيوف
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه جعفر بن أبي طالب إلى ميمونة بنت الحارث العامرية، فخطبها عليه فجعلت أمرها إلى العباس وكان تحته أختها أم الفضل بنت الحارث،
فزوجها العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه قال
" اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف "
ليرى المشركون جلدهم وقوتهم وكان يكايدهم بكل ما استطاع فاستكف أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يطوفون بالبيت و عبد الله ابن رواحة يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحا بالسيف وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله * أنا الشهيد أنه رسوله
قد أنزل الرحمن في تنزيله * في صحف تتلى على رسوله
فاليوم نضربكم على تأويله * كما ضربناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله
قال:
وتغيب رجال من أشراف المشركين أن ينظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
غيظا وحنقا، ونفاسة وحسدا.