المقالة التاسعة والثمانون من سلسلة السيرة النبوية المقالة التاسعة والثمانون
من سلسلة السيرة النبوية
قصة تزويجه عليه السلام بميمونة
فقال ابن إسحاق:
حدثني أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو حرام، وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب.
قال ابن هشام:
كانت جعلت أمرها إلى أختها أم الفضل، فجعلت أم الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصدقها عنه أربعمائة درهم.
وذكر السهيلي
أنه لما انتهت إليها خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وهي راكبة بعيرا قالت: الجمل وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال وفيها نزلت الآية:
(وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين).
وقد روى البخاري
من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم، وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف
قال
وتأولوا رواية ابن عباس الاولى أنه كان محرما أي في شهر حرام كما قال الشاعر:
قتلوا ابن عفان الخليفة محرما * فدعا فلم أر مثله مخذولا
أي في شهر حرام.
قلت:
وفي هذا التأويل نظر، لان الرواية متظافرة عن ابن عباس
بخلاف ذلك
ولا سيما قوله
تزوجها وهو محرم وبنى بها وهو حلال،
وقد كان في شهر ذي القعدة أيضا وهو شهر حرام.
وقال محمد بن يحيى الذهلي:
ثنا عبد الرزاق قال: قال لي الثوري:
لا يلتفت إلى قول أهل المدينة
أخبرني عمرو عن أبي الشعثاء عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج وهو محرم،
قال أبو عبد الله قلت لعبد الرزاق:
روى سفيان الحديثين جميعا عن عمرو، عن أبي الشعثاء عن ابن عباس، وابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ؟
قال: نعم،
أما حديث ابن خثيم فحدثنا هاهنا
- يعني باليمن -
- وأما حديث عمرو فحدثنا ثم –
يعني بمكة
وأخرجاه في الصحيحين من حديث عمرو بن دينار به.
وفي صحيح البخاري
من طريق الاوزاعي أنبأنا عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم.
وروى مسلم وأهل السنن: من طرق عن يزيد بن الاصم العامري عن خالته ميمونة بنت الحارث قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلال بسرف.
لكن قال الترمذي:
روى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الاصم مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة.
وهكذا رواه الترمذي والنسائي جميعا عن قتيبة عن حماد بن زيد به،
ثم قال الترمذى:
حسن ولا نعلم أحدا أسنده عن حماد عن مطر
ورواه مالك عن ربيعة عن سليمان مرسلا،
ورواه سليمان بن بلال عن ربيعة مرسلا.
قلت:
وكانت وفاتها بسرف سنة ثلاث وستين ويقال سنة ستين رضي الله عنها.