المقالة التسعون من سلسلة السيرة النبوية المقالة التسعون
من سلسلة السيرة البوية
ذكر خروجه (صلى الله عليه وسلم) من مكة بعد قضاء عمرته
قد تقدم ما ذكره موسى بن عقبة أن قريشا بعثوا إليه حويطب بن عبد العزى بعد مضي أربعة أيام ليرحل عنهم كما وقع به الشرط، فعرض عليهم أن يعمل وليمة عرسه بميمونة عندهم وإنما
أراد تأليفهم بذلك فأبوا عليه،
وقالوا
بل أخرج عنا، فخرج وكذلك ذكره ابن اسحاق
وقال البخاري:
حدثنا عبيدالله بن موسى، عن اسرائيل، عن أبي إسحاق عن البراء قال:
اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيموا بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله،
قالوا:
لا نقر بهذا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله
قال
" أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله "
ثم قال لعلي بن أبي طالب
" أمح رسول الله "
قال لا والله لا أمحوك أبدا،
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب
، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله:
لا يدخل مكة [ السلاح ] إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع من أصحابه أحدا أراد أن يقيم بها،
فلما دخل ومضى الاجل أتوا عليا، فقالوا:
قل لصاحبك فليخرج عنا فقد مضى الاجل،
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تنادي:
يا عم يا عم، فتناولها علي، فأخذ بيدها وقال لفاطمة دونك ابنة عمك، فحملتها
فاختصم فيها وعلي وزيد وجعفر
فقال علي:
أنا أخذتها وهي ابنة عمي،
وقال جعفر:
ابنة عمي، وخالتها تحتي،
وقال زيد:
ابنة أخي فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها.
وقال " الخالة بمنزلة الام "
وقال لعلي
" أنت مني وأنا منك "
وقال لجعفر
" اشبهت خلقي وخلقي "
وقال لزيد
" أنت أخونا ومولانا "
قال علي
ألا تتزوج ابنة حمزة،
قال
" إنها ابنة أخي من الرضاعة ".
تفرد به البخاري من هذا الوجه
قال ابن اسحاق:
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ذي الحجة، وتولى المشركون تلك الحجة.
قال ابن هشام:
وأنزل الله في هذه العمرة فيما حدثني أبو عبيدة قوله تعالى
(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا)
[ يعني خيبر ].