المقالة الحادية والتسعون من سلسلة السيرة النبوية 1-غزوة مؤتة المقالة الحادية والتسعون
من سلسلة السيرة النبوية
1-غزوة مؤتة
وهي سرية زيد بن حارثة في نحو من ثلاثة آلاف إلى أرض البلقاء من أرض الشام.
قال محمد بن اسحاق بعد قصة عمرة القضية.
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بقية ذي الحجة - وولى تلك الحجة المشركون - والمحرم وصفرا وشهري ربيع وبعث في جمادى الاولى بعثه إلى الشام الذين أصيبوا بمؤتة.
فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مؤتة في جمادى الاولى من سنة ثمان واستعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال " إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس " فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج وهم ثلاثة آلاف.
قال ابن إسحق:
فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم، فلما ودع عبد الله بن رواحة مع من ودع بكى، فقالوا: ما يبكيك يا بن رواحة ؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم.
ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار
(وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا)
[ سورة مريم: 71 ]
فلست أدري
حلف لي بالصدر بعد الورود ؟
فقال المسلمون: صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا
قال عبد الله بن رواحة:
لكنني أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
طعنة بيدي حران مجهزة * بحربة تنفذ الاحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي * أرشده الله من غاز وقد رشدا
قال ابن إسحق:
ثم أن القوم تهيئوا للخروج فأتى عبد الله بن رواحة رسول الله صلى الله عليه وسلم فودعه ثم قال:
يثبت الله ما آتاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
إني تفرست فيك الخير نافلة * الله يعلم أني ثابت البصر
أنت الرسول فمن يحرم نوافله * والوجه منه فقد أزرى به القدر
قال ابن اسحق:
ثم خرج القوم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يشيعهم حتى إذا ودعهم وانصرف،
قال عبد الله بن رواحة:
خلف السلام على امرئ ودعته * في النخل خير مشبع وخليل
والمقصود من إيراد هذا الحديث
أنه
يقتضي أن خروج الامراء إلى مؤتة كان في يوم جمعة.
والله أعلم.