1-تغريدات من نور فى شهرالنور
1-تغريدات من نور فى شهرالنور
التغريدة الاولى
قراءة فى كتاب
الوابل الصيب من الكلم الطيب
تأليف:
شيخ الاسلام
محمد بن ابى بكر بن ايوب الزرعى الدمشقى
الشهير بابن قيم الجوزية691-751هجرية
التغريدة الأولى:
( المقدمة )
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم الله سبحانه وتعالى المسؤول المرجو الاجابه
ان يتولاكم في الدنيا والاخرة وان يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وان يجعلكم ممن اذا انعم عليه شكر واذا ابتلى صبر واذا اذنب استغفر
فان هذه الامور الثلاثة عنوان سعادة العبد وعلامة فلاحه في دنياه واخراه
ولاينفك عبد عنها ابد فان العبد دائم التقلب بين هذه الاطباق الثلاث
1...-الشكر عند النعمة 2...-والصبر عند المصيبة3...-والاستغفار عند الذنب
الاول
نعم من الله تعالى تترادف عليه
فقيدها الشكر
وهو مبني على ثلاثة اركان
=الاعتراف بها باطنا
= والتحدث بها ظاهرا
=وتصريفها في مرضاة وليها ومسديها ومعطيها
فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها
الثاني
محن من الله تعالى يبتليه بها
ففرضه فيها الصبر والتسلي
والصبر
=حبس النفس عن التسخط بالمقدور
=وحبس اللسان عن الشكوى
= وحبس الجوارح عن المعصية
كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه
فمدار الصبر على هذه الاركان الثلاثة
فاذا قام به العبد كما ينبغي
= انقلبت المحنة في حقه منحة
=واستحالت البلية عطية
=وصار المكروه محبوبا
فان الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه
وانما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته
فان لله تعالى على العبد عبودية الضراء
=وله عبودية عليه فيما يكره
=كما له عبودية فيما يحب
واكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون
والشأن في إعطاء العبودية في المكاره
ففيه تفاوت مراتب العباد
وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى
فالوضوء بالماء البارد في شدة الحر عبودية
ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبها عبودية
ونفقته عليها وعلى عياله ونفسه عبودية
هذا والوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية
وتركه المعصية التي اشتدت دواعي نفسه اليها من غير خوف من الناس عبودية
ونفقته في الضراء عبودية
ولكن فرق عظيم بين العبوديتين
فمن كان عبدا لله في الحالتين قائما بحقه في المكروه والمحبوب
فذلك الذي تناوله قوله تعالى
((أليس الله بكاف عبده))
وفي القراءة الاخرى عباده وهما سواء
لان المفرد مضاف فينعم عموم الجمع فالكفاية التامة مع العبودية التامة والناقصة فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه
وهؤلاء هم عباده الذين ليس لعدوه عليهم سلطان
قال تعالى:
((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ))
ولما علم عدو الله ابليس ان الله تعالى لا يسلم عباده اليه ولا يسلطه عليهم
قال
((فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين))
وقال تعالى
((ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك))
فلم يجعل لعدوه سلطانا على عباده المؤمنين
فانهم في حرزه وكلاءته وحفظه وتحت كنفه
وان اغتال عدوه احدهم كما يغتال اللص الرجل الغافل
فهذا لا بد منه لان العبد قد بلي بالغفلة
والشهوه والغضب
ودخوله على العبد من هذه الابواب الثلاثة
ولو احترز العبد ما احترز
فلا بد له من غفلة ولا بد له من شهوة ولا بد له من غضب.....
والى تتمة فى المقال التالى ان شاء الله تعالى.