المقالة السابعة والستون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية 5-غزوة تبوك المقالة السابعة والستون بعد المائة
من سلسلة السيرة النبوية
5-غزوة تبوك
2-مروره صلى الله عليه وسلم فى ذهابه الى تبوك بديار ثمود
قد قال الإمام أحمد:
حدَّثنا عفَّان، حدَّثنا وهيب بن خالد، ثنا عمرو بن يحيى عن العبَّاس بن سهل بن سعد السَّاعديّ، عن أبي حميد السَّاعديّ قال:
خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عام تبوك حتَّى جئنا وادي القرى، فإذا امرأة في حديقة لها.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابه: ((أخرصوا))
فخرص القوم، وخرص رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عشرة أوسق.
وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم للمرأة:
((أحصي ما يخرج منها، حتَّى أرجع إليك إن شاء الله)).
قال: فخرج حتَّى قدم تبوك.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((إنَّها ستهب عليكم اللَّيلة ريح شديدة، فلا يقومنَّ فيها رجل، فمن كان له بعير فليوثق عقاله)).
قال أبو حميد:
فعقلناها، فلمَّا كان من اللَّيل هبَّت علينا ريح شديدة، فقام رجل، فألقته في جبل طيء، ثمَّ جاء رسول الله ملك إيلة، فأهدى لرسول الله بغلة بيضاء، وكساه رسول الله برداً، وكتب له يجيرهم، ثمَّ أقبل وأقبلنا معه حتَّى جئنا وادي القرى.
قال للمرأة: ((كم جاءت حديقتك؟))
قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله.
فقال رسول الله:
((إنِّي متعجل فمن أحب منكم أن يتعجل فليفعل)).
قال: فخرج رسول الله، وخرجنا معه، حتَّى إذا أوفى على المدينة.
قال: ((هذه طابة))
فلمَّا رأى أحداً قال:
((هذا أحد يحبنا ونحبه، ألا أخبركم بخير دور الأنصار))
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال:
((خير دور الأنصار بنو النجَّار، ثمَّ دار بني عبد الأشهل، ثمَّ دار بني ساعدة، ثمَّ في كل دور الأنصار خير)).
وأخرجه البخاري ومسلم من غير وجه عن عمرو بن يحيى به نحوه.
وقال الإمام مالك رحمه الله عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة:
أنَّ معاذ بن جبل أخبره:
أنَّهم خرجوا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عام تبوك، فكان يجمع بين الظُّهر والعصر، وبين المغرب والعشاء.
قال: فأخَّر الصلاة يوماً ثمَّ خرج فصلَّى الظُّهر والعصر جميعاً، ثمَّ دخل ثمَّ خرج فصلَّى المغرب والعشاء جميعاً ثمَّ قال:
((إنَّكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك، وإنَّكم لن تأتونها حتَّى يضحى ضحى النَّهار، فمن جاءها فلا يمسّ من مائها شيئاً، حتَّى آتي)).
قال: فجئناها، وقد سبق إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، فسألهما رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((هل مسستما من مائها شيئاً)).
قالا: نعم.
فسبَّهما وقال لهما:
((ما شاء الله أن يقول))
ثمَّ غرفوا من العين قليلاً قليلاً، حتَّى اجتمع في شيء، ثمَّ غسل رسول الله فيه وجهه ويديه، ثمَّ أعاده فيها، فجرت العين بماء كثير، فاستقى النَّاس.
ثمَّ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جناناً)).
أخرجه مسلم من حديث مالك به.