المقالة التاسعة والستون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية 7-غزوة تبوك
المقالة التاسعة والستون بعد المائة
من سلسلة السيرة النبوية
7-غزوة تبوك
تتمة وقائع غزوة تبوك
وفي صحيح مسلم من طريق شعبة عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس بن عبادة قال:
قلت لعمار:
أرأيتم صنيعكم هذا فيما كان من أمر عليّ، أرأي رأيتموه أم شيء عهده إليكم رسول الله؟
فقال:
ما عهد إلينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم شيئاً لم يعهده إلى النَّاس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال
((في أصحابي إثنا عشر منافقاً منهم ثمانية لا يدخلون الجنَّة حتَّى يلج الجمل في سمِّ الخيَاط)).
وفي رواية من وجه آخر عن قتادة:
((إنَّ في أمتي إثنى عشر منافقاً لا يدخلون الجنَّة حتَّى يلج الجمل في سمِّ الخيَاط، ثمانية منهم يكفيكهم الدبيلة، سراج من النَّار يظهر بين أكتافهم حتَّى ينجم من صدورهم)).
قال الحافظ البيهقي:
وروينا عن حذيفة أنَّهم كانوا أربعة عشر - أو خمسة عشر - وأشهد بالله أنَّ اثنى عشر، منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدُّنيا، ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة أنَّهم قالوا: ما سمعنا المنادي ولا علمنا بما أراد.
وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد في مسنده قال:
حدَّثنا يزيد - هو ابن هارون - أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى: إنَّ رسول الله آخذٌ بالعقبة فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقوده حذيفة ويسوقه عمَّار إذ أقبل رهط متلثمون على الرَّواحل، فغشوا عماراً، وهو يسوق برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأقبل عمَّار يضرب وجوه الرَّواحل.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لحذيفة: ((قد قد)).
حتَّى هبط رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من الوادي، فلمَّا هبط، ورجع عمَّار.
قال يا عمَّار: ((هل عرفت القوم؟)).
قال: قد عرفت عامة الرَّواحل، والقوم متلثمون.
قال: ((هل تدري ما أرادوا؟)).
قال: الله ورسوله أعلم.
قال: ((أرادوا أن ينفروا برسول الله فيطرحوه)).
قال: فسارَّ عمَّار رجلاً من أصحاب النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة؟
قال: أربعة عشر رجلاً.
فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر.
قال: فعذر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم منهم ثلاثة قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله، وما علمنا ما أراد القوم.
فقال عمَّار: أشهد أنَّ الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدُّنيا، ويوم يقوم الأشهاد.