199-المقالة التاسعة والتسعون بعد المائة من سلسلة السيرة النبوية 26-كتاب الوفود المارين على النبى صلى الله عليه وسلم
199-المقالة التاسعة والتسعون بعد المائة
من سلسلة السيرة النبوية
26- كتاب الوفود قدوم جرير بن عبد الله البجلى واسلامه 2-
وقال الإمام أحمد:
حدَّثنا أبو سعيد، حدَّثنا زائدة، ثنا عاصم عن سفيان - يعني: أبا وائل - عن جرير قال: قلت: يا رسول الله اشترط علي فأنت أعلم بالشرط.
قال:
((أبايعك على أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتنصح المسلم، وتبرأ من الشرك)).
ورواه النسائي من حديث شعبة عن الأعمش، عن أبي وائل، عن جرير.
وفي طريق أخرى عن الأعمش، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي نخيلة، عن جرير به، فالله أعلم.
ورواه أيضاً عن محمد بن قدامة، عن جرير، عن مغيرة، عن أبي وائل، والشعبي، عن جرير به.
ورواه عن جرير عبد الله بن عميرة.
رواه أحمد منفرداً به، وابنه عبيد الله بن جرير، أحمد أيضاً منفرداً به، وأبو جميلة، وصوابه (نخيلة).
ورواه أحمد والنسائي.
ورواه أحمد أيضاً عن غندر، عن شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، عن رجل، عن جرير فذكره.
والظاهر أن هذا الرجل هو أبو نخيلة البجلي، والله أعلم.
وقد ذكرنا بعث النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم له حين أسلم إلى ذي الخلصة، بيت كان يعبده خثعم وبجيلة، وكان يقال له: الكعبة اليمانية يضاهون به الكعبة التي بمكة، ويقولون للتي ببكة:
الكعبة الشامية، ولبيتهم الكعبة اليمانية،
فقال له: رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ألا تريحني من ذي الخلصة)).
فحينئذ شكى إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه لا يثبت على الخيل، فضرب بيده الكريمة على صدره حتَّى أثرت فيه، وقال:
((اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً)).
فلم يسقط بعد ذلك عن فرس، ونفر إلى ذي الخلصة في خمسين ومائة راكب من قومه من أحمس،
فخرب ذلك البيت وحرقه، حتَّى تركه مثل الجمل الأجرب،
وبعث إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بشيراً يقال له:
أبو أرطاة، فبشره بذلك، فبرك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات.
والحديث مبسوط في الصحيحين، وغيرهما كما قدمناه بعد الفتح استطراداً بعد ذكر تخريب بيت العزى على يدي خالد بن الوليد رضي الله عنه.
والظاهر أن إسلام جرير رضي الله عنه كان متأخراً عن الفتح بمقدار جيد،
وثبت في الصحيحين
أن أصحاب عبد الله بن مسعود كان يعجبهم حديث جرير في مسح الخف، لأن إسلام جرير إنما كان بعد نزول المائدة، وسيأتي في حجة الوداع أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال له:
((استنصت النَّاس يا جرير))
وإنما أمره بذلك لأنه كان صبياً وكان ذا شكل عظيم، كانت نعله طولها ذراع، وكان من أحسن النَّاس وجهاً، وكان مع هذا من أغض النَّاس طرفاً، ولهذا روينا في الحديث الصحيح عنه أنه قال: سألت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن نظر الفجأة.
فقال: ((أطرق بصرك)).