202-المقالة الثانية بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 29-كتاب الوفود الواردة على النبى صلى الله عليه وسلم
202-المقالة الثانية بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
29-كتاب الوفود الواردة على النبى صلى الله عليه وسلم
قدوم تميم الداري على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
في خروج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وإيمان من آمن به
أخبرنا:
أبو عبد الله سهل بن محمد بن نصرويه المروزي بنيسابور، أنبانا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن القاضي، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبير، أنبأنا وهب بن جرير، حدثنا أبي سمعت غيلان بن جرير
يحدِّث عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس قالت:
قدم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تميم الداري، فأخبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه ركب البحر فتاهت به سفينته، فسقطوا إلى جزيرة فخرجوا إليها يلتمسون الماء، فلقي إنسانا يجر شعره فقال له: من أنت؟
قال: أنا الجساسة.
قالوا: فأخبرنا.
قال: لا أخبركم، ولكن عليكم بهذه الجزيرة فدخلناها، فإذا رجل مقيد فقال: من أنتم؟
قلنا: ناس من العرب.
قال: ما فعل هذا النَّبيّ الذي خرج فيكم؟
قلنا: قد آمن به النَّاس واتبعوه وصدقوه.
قال: ذلك خير لهم.
قال: أفلا تخبروني عن عين زعر ما فعلت.
فأخبرناه عنها، فوثب وثبة كاد أن يخرج من وراء الجدار ثم قال: ما فعل نخل بيسان هل أطعم بعد.
فأخبرناه: أنه قد أطعم، فوثب مثلها، ثم قال: أما لوقد أذن لي في الخروج لوطئت البلاد كلها غير طيبة.
قالت: فأخرجه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فحدَّث النَّاس فقال:
((هذه طيبة، وذاك الدجال)).
وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد، ومسلم، وأهل السنن من طرق عن عامر بن شراحيل الشعبي، عن فاطمة بنت قيس.
وقد أورد له الإمام أحمد شاهداً من رواية أبي هريرة، وعائشة أم المؤمنين.
وسيأتي هذا الحديث بطرقه وألفاظه في كتاب الفتن.
وذكر الواقدي وفد الدارين من لخم وكانوا عشرة.
وفد بني رؤاس من كلاب
ثم ذكر الواقدي:
أن رجلاً يقال له:
عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قدم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأسلم، ثم رجع إلى قومه فدعاهم إلى الله.
فقالوا:
حتَّى نصيب من بني عقيل مثل ما أصابوا منا، فذكر مقتلة كانت بينهم وأن عمرو بن مالك هذا قتل رجلاً من بني عقيل، قال: فشددت يدي في غل، وأتيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبلغه ما صنعت.
فقال:
((لئن أتاني لأضرب ما فوق الغل من يده)).
فلما جئت سلمت، فلم يرد علي السلام، وأعرض فأتيته عن يمينه فأعرض عني، فأتيته عن يساره فأعرض عني، فأتيته من قبل وجهه
فقلت:
يا رسول الله إن الرب عز وجل ليرتضي فيرضى، فارض عني، رضي الله عنك.
قال:
((قد رضيت)).
وفد بني عقيل بن كعب
ذكر الواقدي:
أنهم قدموا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأقطعهم العقيق - عقيق بنى عقيل - وهي أرض فيها نخيل وعيون،
وكتب بذلك كتاباً
((بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله ربيعاً ومطرفاً، وأنساً، أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وسمعوا وطاعوا، ولم يعطهم حقاً لمسلم))
فكان الكتاب في يد مطرف.
قال:
وقدم عليه أيضاً لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل - وهو أبو رزين - فأعطاه ماء يقال له:
النظيم،
وبايعه على قومه،
وقد قدمنا قدومه، وقصته، وحديثه بطوله، ولله الحمد والمنة.