205-المقالة الخامسة بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 32-كتاب الوفود الواردة على النبى صلى الله عليه وسلم
205-المقالة الخامسة بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
32-كتاب الوفود الواردة على النبى صلى الله عليه وسلم
ثم قال الواقدي:
وفد السباع
حدثني:
شعيب بن عُبادة عن عبد المطلب بن عبد الله بن حنظب قال:
بينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جالس بالمدينة في أصحابه أقبل ذئب، فوقف بين يديه فعوى.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((هذا وافد السِّباع إليكم، فإن أحببتم أن تفرضوا له شيئاً لا يعدوه إلى غيره، وإن أحببتم تركتموه وتحذَّرتم منه، فما أخذ فهو رزقه)).
قالوا:
يا رسول الله ما تطيب أنفسنا له بشيء،
فأومأ إليه النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأصابعه الثلاث
أي: خالسهم فولى وله عسلان.
وهذا مرسل من هذا الوجه.
ويشبه هذا الذئب
الذئب الذي ذكر في الحديث الذي رواه الإمام أحمد:
حدَّثنا يزيد بن هارون، أنبانا القاسم بن الفضل الحدَّاني عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ قال: عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبها الراعي فانتزعها منه،
فأقعى الذئب على ذنبه.
فقال:
ألا تتقي الله تنزع مني رزقاً ساقه الله إليّ.
فقال:
يا عجباً، ذئب مقعٍ على ذنبه يكلمني كلام الإنس.
فقال الذئب:
ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟
محمد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيثرب يخبر النَّاس بأنباء ما قد سبق.
قال:
فأقبل الراعي يسوق غنمه حتَّى دخل المدينة، فزاواها إلى زاوية من زواياها،
ثم أتى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبره،
فأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فنودي:
الصلاة جامعة،
ثم خرج، فقال للأعرابي:
((أخبرهم))، فأخبرهم.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتَّى تكلِّم السباع الإنس، وتكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده)).
وقد رواه التِّرمذي: عن سفيان بن وكيع بن الجراح، عن أبيه، عن القاسم بن الفضل به.
وقال: حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل به، وهو ثقة مأمون عند أهل الحديث.
وثَّقه يحيى وابن مهدي.