206-المقالة السادسة بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية بعثه عليه السلام عليا وخالدا الى اليمن 206-المقالة السادسة بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
بعث النبى صلى الله عليه وسلم
عليا بن ابى طالب وخالد بن الوليد
إلى اليمن قبل حجة الوداع
حدثنا أحمد بن عثمان، ثنا شريح بن مسلمة، ثنا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق ابن أبي إسحاق، حدثني أبي عن أبي إسحاق، سمعت البراء بن عازب قال:
بعثنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مع خالد بن الوليد إلى اليمن قال: ثم بعث عليا بعد ذلك مكانه قال:
((مُر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب، ومن شاء فليقبل)).
فكنت فيمن عقب معه، قال:
فغنمت أواقي ذات عدد.
انفرد به البخاري من هذا الوجه.
ثم قال البخاري:
حدثنا محمد بن بشار، ثنا روح بن عبادة، ثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه قال:
بعث النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم علياً إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس، وكنت أبغض علياً، فأصبح وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟
فلما قدمنا على النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذكرت ذلك له.
فقال:
((يا بريدة أتبغض علياً؟))
فقلت: نعم.
فقال:
((لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك)).
انفرد به البخاري دون مسلم من هذا الوجه.
وقال الإمام أحمد:
ثنا يحيى بن سعيد، ثنا عبد الجليل قال:
انتهيت إلى حلقة فيها أبو مجلز، وابنا بريدة،
فقال عبد الله بن بريدة:
حدثني أبو بريدة قال:
أبغضت علياً بغضاً لم أبغضه أحداً قط،
قال:
وأحببت رجلاً من قريش لم أحبه إلا على بغضه علياً
قال:
فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بغضه علياً،
قال:
فأصبنا سبياً،
قال:
فكتب إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أبعث إلينا من يخمسه، قال:
فبعث إلينا علياً، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي.
قال:
فخمس، وقسَّم، فخرج ورأسه يقطر.
فقلنا:
يا أبا الحسن ما هذا؟
فقال:
ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمست فصارت في أهل بيت النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم صارت في آل علي ووقعت بها.
قال:
فكتب الرجل إلى نبي الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
فقلت:
ابعثني فبعثني مصدقاً، فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق قال: فأمسك يدي والكتاب فقال:
((أتبغض علياً؟))
قال: قلت: نعم.
قال:
((فلا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حباً، فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة)).
قال:
فما كان من النَّاس أحد بعد قول النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أحب إلي من علي.
قال عبد الله بن بريدة:
فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديث غير أبي بريدة.
تفرَّد به بهذا السياق عبد الجليل بن عطية الفقيه أبو صالح البصري،
وثَّقه ابن معين وابن حبان.
وقال البخاري:
إنما يهم في الشيء.