208-المقالة الثامنة بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية تتمة3-بعثه عليه السلام عليا وخالدا الى اليمن
208-المقالة الثامنة بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
تتمة 3-بعثه عليه السلام عليا وخالدا الى اليمن
وقال البخاري:
ثنا قتيبة، ثنا عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة، حدثني عبد الرحمن ابن أبي نُعم، سمعت أبا سعيد الخدري يقول: بعث علي ابن أبي طالب إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها.
قال:
فقسمها بين أربعة؛ بين:
عيينة بن بدر، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل،
: إما علقمة بن علاثة، وإما عامر بن الطفيل.
فقال رجل من أصحابه:
كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء.
فبلغ ذلك النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال:
((ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء)).
قال:
فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار فقال:
يا رسول الله اتق الله!
فقال:
((ويلك أولست أحق النَّاس أن يتقي الله؟))
قال: ثم ولى الرجل.
قال خالد بن الوليد:
يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟
قال:
((لا لعله أن يكون يصلي)).
قال خالد:
وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((إني لم أومر أن أنقب عن قلوب النَّاس، ولا أشق بطونهم)).
قال:
ثم نظر إليه وهو مقف.
فقال:
((إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية))
أظنه قال: ((لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود)).
وقد رواه البخاري في مواضع أخر من كتابه.
ومسلم في (كتاب الزكاة) من صحيحه، من طرق متعددة إلى عمارة بن القعقاع به.
ثم قال الإمام أحمد:
ثنا يحيى عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال:
بعثني رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى اليمن وأنا حديث السن،
قال: فقلت:
تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث، ولا علم لي بالقضاء.
قال:
((إن الله سيهدي لسانك، ويثبت قلبك)).
قال:
فما شككت في قضاء بين اثنين.
ورواه ابن ماجه من حديث الأعمش به.
ورواه أحمد أيضاً وأبو داود من طرق عن شريك، والتِّرمذي من حديث زائدة، كلاهما عن سماك بن حرب، عن حنش بن المعتمر.
وقيل: ابن ربيعة الكناني الكوفي عن علي به.
ورواه أبو داود عن مسدد، عن يحيى القطان.
والنسائي عن علي بن حجر، عن علي بن مسهر، كلاهما عن الأجلح بن عبد الله، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن الخليل.
وقال النسائي
في رواية عبد الله ابن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم قال:
كنت عند النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فجاء رجل من أهل اليمن فقال: إن ثلاثة نفر أتوا علياً يختصمون في ولد وقعوا على امرأة في طهر واحد، فذكر نحو ما تقدم وقال: فضحك النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقد روياه أعني أبا داود، والنسائي، من حديث شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن الشعبي، عن أبي الخليل، أو ابن الخليل، عن علي قوله: فأرسله ولم يرفعه.