237-المقالة السابعة والثلاثون بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 32-كتاب حجة الوداع
237-المقالة السابعة والثلاثون بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
32-كتاب حجة الوداع
4-تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم
2-احاديث جابر بن عبد الله
حول تلبية وحج رسول الله صلى الله عليه وسلم
....ورواه الإمام مسلم بن الحجاج في المناسك من صحيحه
عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه،
عن جابر بن عبد الله فذكره.
وقد أعلمنا على الزيادات المتفاوتة من سياق أحمد ومسلم إلى قوله عليه السلام لعلي:
((صدقت صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج؟))
قال: قلت:
اللهم إني أهل بما أهل به رسولك صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال علي:
فإن معي الهدي.
قال:
((فلا تحل)).
قال:
فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مائة.
قال:
فحل النَّاس كلهم، وقصروا إلا النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومن كان معه هدي،
فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج، وركب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فصلى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر،
ثم مكث قليلاً حتَّى طلعت الشمس، وأمر بقبة له من شعر، فضربت له بنمرة، فسار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية،
فأجاز رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها، حتَّى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي،
فخطب النَّاس وقال:
((إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، ورباء الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه من ربانا ربا العبَّاس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، واتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لم تضلوا بعده أن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟))
قالوا:
نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت.
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى النَّاس:
((اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات)).