242-المقالة الثانية والاربعون بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 37-كتاب حجة الوداع صفة طوافه عليه السلام
242-المقالة الثانية والاربعون بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
37-كتاب حجة الوداع
صفة طوافه صلوات الله وسلامه عليه
قال البخاري:
حدثنا أصبغ بن الفرج عن ابن وهب، أخبرني عمرو بن محمد عن محمد بن عبد الرحمن قال:
ذكرت لعروة قال:
أخبرتني عائشة
أن أول شيء بدأ به حين قدم النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه توضأ ثم طاف، ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر، وعمر مثله، ثم حججت مع أبي الزبير فأول شيء بدأ به الطواف، ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلونه، وقد أخبرتني أمي أنها أهلت هي وأختها، والزبير، وفلان وفلان بعمرة، فلما مسحوا الركن حلوا.
هذا لفظه،
وقد رواه في موضع آخر عن أحمد بن عيسى، ومسلم عن هارون بن سعيد، ثلاثتهم عن ابن وهب به.
وقولها:
ثم لم تكن عمرة،
يدل على أنه عليه السلام لم يتحلل بين النسكين،
ثم كان أول ما ابتدأ به عليه السلام استلام الحجر الأسود قبل الطواف،
كما قال جابر:
حتَّى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثاً، ومشى أربعاً.
وقال البخاري:
ثنا محمد ابن كثير، ثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة، عن عمر أنه جاء إلى الحجر فقبله.
وقال:
إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقبِّلك ما قبَّلتك.
ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن أبي نمير، جميعاً عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم،
عن عابس بن ربيعة قال:
رأيت عمر يقبِّل الحجر، ويقول:
إني لأعلم أنك حجر لا تضر، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقبِّلك، ما قبَّلتك.
وقال الإمام أحمد:
حدثنا محمد بن عبيد، وأبو معاوية قالا: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم بن عابس بن ربيعة، قال:
رأيت عمر أتى الحجر فقال: أما والله لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله قبلك، ما قبلتك، ثم دنا فقبله.
فهذا السياق يقتضي أنه قال ما قال ثم قبله بعد ذلك؛
بخلاف سياق صاحبي الصحيح، فالله أعلم.
وقال البخاري أيضاً:
ثنا سعيد ابن أبي مريم، ثنا محمد بن جعفر ابن أبي كثير،
أخبرني زيد بن أسلم عن أبيه
أن عمر بن الخطاب قال للركن:
أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم استلمك ما استلمتك، فاستلمه.
ثم قال:
وما لنا والرمل، إنما كنا راءينا به المشركين، ولقد أهلكهم الله.
ثم قال:
شيء صنعه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلا نحب أن نتركه.
وهذا يدل على أن الاستلام تأخَّر عن القول.