244-المقالة الرابعة والاربعون بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 39-كتاب حجة الوداع تتمة 3-صفة طوافه عليه السلام
244-المقالة الرابعة والاربعون بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
39-كتاب حجة الوداع
تتمة 3-صفة طوافه عليه الصلاة والسلام
ثم رواه أحمد عن وكيع، عن سفيان الثوري به، وزاد: فقبله والتزمه.
وهكذا رواه مسلم من حديث عبد الرحمن بن مهدي بلا زيادة، ومن حديث وكيع بهذه الزيادة: قبل الحجر والتزمه وقال: رأيت رسول الله بك حفياً.
وقال الإمام أحمد:
ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم
عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس
أن عمر بن الخطاب أكب على الركن وقال:
إني لأعلم أنك حجر، ولو لم أر حبيبي صلَّى الله عليه وسلَّم قبَّلك واستلمك، ما استلمتك ولا قبلتك
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}
[الأحزاب: 21].
وهذا اسناد جيد قوي ولم يخرِّجوه.
وقال أبو داود الطيالسي:
ثنا جعفر بن عثمان القرشي - من أهل مكة - قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبَّل الحجر وسجد عليه ثم قال: رأيت خالك ابن عبَّاس قبله، وسجد عليه.
وقال ابن عبَّاس:
رأيت عمر بن الخطاب قبله، وسجد عليه.
ثم قال عمر:
لو لم أر النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قبَّله ما قبَّلته.
وهذا أيضاً إسناد حسن، ولم يخرِّجه إلا النسائي عن عمرة بن عثمان، عن الوليد بن مسلم، عن حنظلة ابن أبي سفيان، عن طاوس، عن ابن عبَّاس، عن عمر، فذكر نحوه.
وقد روى هذا الحديث عن عمر الإمام أحمد أيضاً، من حديث يعلى بن أمية عنه.
وأبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق هشام بن حشيش بن الأشقر عن عمر.
وقد أوردنا ذلك كله بطرقه وألفاظه، وعزوه، وعلله في الكتاب الذي جمعناه في مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولله الحمد والمنة.
وبالجملة
فهذا الحديث مروي من طرق متعددة
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وهي تفيد القطع عند أكثر من أئمة هذا الشأن،
وليس في هذه الروايات أنه عليه السلام سجد على الحجر، إلا ما أشعر به رواية أبي داود الطيالسي عن جعفر بن عثمان
وليست صريحة في الرفع.
وقال البخاري:
ثنا مسدد، ثنا حماد عن الزبير بن عربي قال: سأل رجل ابن عمر عن استلام الحجر.
قال:
رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يستلمه ويقبله.
قال:
أرأيت إن زحمت، أرأيت إن غلبت؟
قال:
اجعل أرأيت باليمن، رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يستلمه ويقبِّله.
تفرد به دون مسلم.
وقال البخاري:
ثنا مسدد، ثنا يحيى عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال:
ما تركت استلام هذين الركنين في شدة ولا رخاء، منذ رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يستلمها.
فقلت لنافع:
أكان ابن عمر يمشي بين الركنين؟
قال: إنما كان يمشي ليكون أيسر لاستلامه.
وروى أبو داود والنسائي من حديث يحيى بن سعيد القطان عن عبد العزيز ابن أبي رواد،
عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان لا يدع أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طوفة.