249-المقالة التاسعة والاربعون بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 44-كتاب حجة الوداع صفة سعيه بين الصفا والمروة عليه السلام
249-المقالة التاسعة والاربعون بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
44-كتاب حجة الوداع
ذكر طوافه صلَّى الله عليه وسلَّم بين الصفا والمروة
روى مسلم في صحيحه
عن جابر في حديثه الطويل المتقدم بعد ذكره طوافه عليه السلام بالبيت سبعاً، وصلاته عند المقام ركعتين قال:
ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}
أبدأ بما بدأ الله به)).
فبدأ بالصفا فرقي عليه حتَّى رأى البيت،
فاستقبل القبلة، فوحَّد الله وكبَّره وقال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)).
ثم دعا بين ذلك فقال
مثل هذا ثلاث مرات،
ثم نزل حتَّى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل، حتَّى إذا صعد مشى حتَّى أتى المروة، فرقي عليها حتَّى نظر إلى البيت، فقال عليها كما قال على الصفا.
وقال الإمام أحمد:
ثنا يونس، ثنا عبد الله بن المؤمل عن عمر بن عبد الرحمن، ثنا عطية عن حبيبة بنت أبي تجراة قالت:
دخلت دار حصين في نسوة من قريش،
والنَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يطوف بين الصفا والمروة
قالت:
وهو يسعى يدور به إزاره من شدة السعي، وهو يقول لأصحابه:
((اسعوا إن الله كتب عليكم السعي)).
وعن أم ولد شيبة بن عثمان
أنها أبصرت النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يسعى بين الصفا والمروة، وهو يقول:
((لا يقطع الأبطح إلا شداً)).
رواه النسائي.
والمراد بالسعي هاهنا هو:
الذهاب من الصفا إلى المروة ومنها إليها،
وليس المراد بالسعي ههنا الهرولة والإسراع،
فإن الله لم يكتبه علينا حتماً،
بل لو مشى الانسان على هينة في السبع الطوافات بينهما، ولم يرمل في المسير،
أجزأه ذلك عند جماعة العلماء لا نعرف بينهم اختلافاً في ذلك.
وقد نقله التِّرمذي رحمه الله عن أهل العلم.
ثم قال:
ثنا يوسف بن عيسى، ثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب، عن كثير بن جهمان قال: رأيت ابن عمر يمشي في المسعى فقلت: أتمشي في السعي بين الصفا والمروة؟
فقال:
= لئن سعيت
فقد رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يسعى،
=ولئن مشيت
لقد رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يمشي، وأنا شيخ كبير.
ثم قال: هذا حديث حسن صحيح.
وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس نحو هذا.
وقد رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه من حديث عطاء بن السائب عن كثير بن جهمان السلمي الكوفي، عن ابن عمر.
فقول ابن عمر:
أنه شاهد الحالين منه صلَّى الله عليه وسلَّم يحتمل شيئين:
أحدهما:
أنه رآه يسعى في وقت ماشياًلم يمزجه برمل فيه بالكلية.
والثاني:
أنه رآه يسعى في بعض الطريق، ويمشي في بعضه،
وهذا له قوة لأنه قد روى البخاري ومسلم من حديث عبيد الله بن عمر العمري عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة.