250-المقالة الخمسون بعد المائتين من سلسلة السيرة النبوية 45-كتاب حجة الوداع صفة سعيه بين الصفا والمروة عليه السلام
250-المقالة الخمسون بعد المائتين
من سلسلة السيرة النبوية
45-كتاب حجة الوداع
صفة طوافه صلى الله عليه وسلم
وتقدم في حديث جابر
أنه عليه السلام نزل من الصفا، فلما انصبت قدماه في الوادي، رمل حتَّى إذا صعد مشى حتَّى أتى المروة.
وهذا هو الذي تستحبه العلماء قاطبة
أن الساعي بين الصفا والمروة،
- وتقدم في حديث جابر –
يستحب له أن يرمل في بطن الوادي في كل طوافه في بطن المسيل الذي بينهما، وحددوا ذلك بما بين الأميال الخضر فواحد مفرد من ناحية الصفا مما يلي المسجد، واثنان مجتمعان من ناحية المروة مما يلي المسجد أيضاً.
وقال بعض العلماء:
ما بين هذه الأميال اليوم أوسع من بطن المسيل الذي رمل فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فالله أعلم.
وأما قول محمد بن حزم في الكتاب الذي جمعه في حجة الوداع:
ثم خرج عليه السلام إلى الصفا فقرأ:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}
أبدأ بما بدأ الله به، فطاف بين الصفا والمروة أيضاً سبعاً راكباً على بعير يخب ثلاثاً، ويمشي أربعاً،
=فإنه لم يتابع على هذا القول، ولم يتفوه به أحد قبله=
(من أنه عليه السلام خبَّ ثلاثة أشواط بين الصفا والمروة ومشى أربعاً،)
ثم مع هذا الغلط الفاحش
لم يذكر عليه دليلاً بالكلية،
بل لما انتهى إلى موضع الاستدلال عليه قال:
ولم نجد عدد الرمل بين الصفا والمروة منصوصاً، ولكنه متفق عليه هذا لفظه.
فإن أراد بأن الرمل في الثلاث التطوافات الأول على ما ذكر متفق عليه فليس بصحيح، بل لم يقله أحد.
وإن أراد أن الرمل في الثلاث الأول في الجملة متفق عليه،
فلا يجدي له شيئاً ولا يحصل له شيئاً مقصوداً،
فإنهم كما اتفقوا على الرمل في الثلاث الأول في بعضها على ما ذكرناه، كذلك اتفقوا على استحبابه في الأربع الأخر أيضاً،
فتخصيص ابن حزم الثلاث الأول باستحباب الرمل فيها مخالف لما ذكره العلماء، والله أعلم.
وأما قول ابن حزم:
أنه عليه السلام كان راكباً بين الصفا والمروة.
فقد تقدم عن ابن عمر
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يسعى بطن المسيل - أخرجاه -.
وللترمذي عنه:
إن أسعى فقد رأيت رسول الله يسعى،
وإن مشيت فقد رأيت رسول الله يمشي.
وقال جابر:
فلما انصبت قدماه في الوادي رمل، حتَّى إذا صعد مشى - رواه مسلم -.
وقالت حبيبة بنت أبي مجراة:
يسعى يدور به إزاره من شدة السعي - رواه أحمد -.