320-المقالة العشرون بعد المائة الثالثة من سلسلة السيرة النبوية زوجاته واولاده صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم وعنهن
320-المقالة العشرون بعد المائة الثالثة
من سلسلة السيرة النبوية
باب زوجاته صلوات الله وسلامه عليه وأولاده
صلَّى الله عليه وسلَّم
قال الله تعالى:
{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً}
[الأحزاب: 32-34].
لا خلاف أنه عليه السلام توفي عن تسع وهن:
(((عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية، وحفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموية، وزينب بنت جحش الأسديّة، وأم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية، وميمونة بنت الحارث الهلالية، وسودة بنت زمعة العامرية، وجويرية بنت الحارث ابن أبي ضرار المصطلقية، وصفية بنت حيي بن أخطب النضرية الإسرائيلية الهارونية رضي الله عنهن أرضاهن))).
وكانت له سريتان وهما:
= مارية بنت شمعون القبطية المصرية من كورة أنصنا، - وهي أم ولده إبراهيم عليه السلام
وريحانة بنت شمعون القرظية أسلمت ثم أعتقها فلحقت بأهلها.=
ومن النَّاس من يزعم أنها احتجبت عندهم، والله أعلم.
وأما الكلام على ذلك مفصلاً ومرتباً من حيث ما وقع أولاً فأولاً مجموعاً من كلام الأئمة رحمهم الله
فنقول، وبالله المستعان.:
روى الحافظ الكبير أبو بكر البيهقي من طريق سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة قال:
تزوَّج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بخمس عشرة امرأة، دخل منهن بثلاث عشرة، واجتمع عنده إحدى عشرة، ومات عن تسع،
وروي عن سعيد بن عبد الله، عن عبد الله ابن أبي مليكة، عن عائشة مثله.
قالت:
فالمرأتان اللتان لم يدخل بهما فهما:
عمرة بنت يزيد الغفارية، والشنباء.
فأما عمرة:=
فإنه خلا بها وجرَّدها فرأى بها وضحاً فردها، وأوجب لها الصداق، وحرِّمت على غيره.
وأما الشنباء:=
فلما أدخلت عليه لم تكن يسيرة، فتركها ينتظر بها اليسر، فلما مات ابنه إبراهيم على بغتة ذلك قالت:
لو كان نبياً لم يمت ابنه
فطلَّقها وأوجب لها الصداق، وحرِّمت على غيره.
قالت:
فاللاتي اجتمعن عنده:
عائشة، وسودة، وحفصة، وأم سلمة، وأم حبيبة، وزينب بنت جحش، وزينب بنت خزيمة، وجويرية، وصفية، وميمونة، وأم شريك.
قلت:
وفي صحيح البخاري
عن أنس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يطوف على نسائه، وهن إحدى عشرة امرأة.
والمشهور:
أن أم شريك لم يدخل بها كما سيأتي بيانه،
ولكن المراد بالإحدى عشرة اللاتي كان يطوف عليهن التسع المذكورات، والجاريتان: مارية وريحانة.
وروى يعقوب بن سفيان الفسوي عن الحجاج ابن أبي منيع، عن جده عبيد الله ابن أبي زياد الرصافي، عن الزُّهري
- وقد علَّقه البخاري في صحيحه عن الحجاج هذا –
وأورد له الحافظ ابن عساكر طرفاً عنه
أن أول امرأة تزوَّجها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
خديجة بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، زوَّجه إياها أبوها قبل البعثة.
وفي رواية قال الزُّهري:
وكان عمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم تزوَّج خديجة إحدى وعشرين سنة، وقيل: خمساً وعشرين سنة زمان بنيت الكعبة.
وقال الواقدي وزاد:
ولها خمس وأربعون سنة.
وقال آخرون من أهل العلم:
كان عمره عليه السلام يومئذ ثلاثين سنة.
وعن حكيم بن حزام قال:
كان عمر رسول الله يوم تزوَّج خديجة خمساً وعشرين سنة، وعمرها أربعون سنة.
وعن ابن عبَّاس كان عمرها ثمانياً وعشرين سنة،
رواهما ابن عساكر.
وقال ابن جريج:
كان عليه السلام ابن سبع وثلاثين سنة، فولدت له القاسم وبه كان يكنى، والطيب، والطاهر، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
قلت:
وهي أم أولاده كلهم
سوى إبراهيم فمن مارية، كما سيأتي بيانه.