329-المقالة التاسعة والعشرون بعد المائة الثالثة من سلسلة السيرة النبوية
329-المقالة التاسعة والعشرون بعد المائة الثالثة
من سلسلة السيرة النبوية
-باب ذكر عبيده وخدمه وامائه وكتبه وامنائه
صلى الله عليه وسلم
ومنهم كركرة:=
كان على ثقل النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في بعض غزواته، وقد ذكره أبو بكر ابن حزم فيما كتب به إلى عمر بن عبد العزيز.
قال الإمام أحمد:
حدثنا سفيان عن عمرو، عن سالم ابن أبي الجعد،
عن عبد الله بن عمرو قال:
كان على ثقل النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجل يقال له:
كركرة فمات.
فقال:
((هو في النار))
فنظروا فإذا عليه عباءة قد غلَّها، أو كساء قد غلَّه،
رواه البخاري
عن علي بن المديني عن سفيان.
قلت:
وقصته شبيهة بقصة مدعم الذي أهداه رفاعة من بني النصيب كما سيأتي.
ومنهم كيسان:=
قال البغوي:
حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال:
أتيت أم كلثوم بنت علي فقالت:
حدثني مولى للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقال له:
كيسان قال له النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في شيء من أمر الصدقة:
((إنا أهل بيت نهينا أن نأكل الصدقة، وإن مولانا من أنفسنا فلا تأكل الصدقة)).
ومنهم مابور القبطي الخصي=
أهداه له صاحب الإسكندرية مع مارية وشيرين، والبغلة،
وقد قدمنا من خبره في ترجمة مارية رضي الله عنهما ما فيه كفاية.
=ومنهم مدعم
وكان أسود من مولدي حسمى،
أهداه رفاعة بن زيد الجذامي،
قتل في حياة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم
وذلك مرجعهم من خيبر،
فلما وصلوا إلى وادي القرى
فبينما مدعم يحط عن ناقة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رحلها، إذ جاءه سهم عائر فقلته.
فقال النَّاس:
هنيئاً له الشهادة.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً))
فلما سمعوا ذلك
جاء رجل بشراك أو شراكين
فقال النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
((شراك من نار، أو شراكان من نار)).
أخرجاه من حديث مالك عن ثور بن يزيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة.
=ومنهم مهران:
ويقال: طهمان، وهو الذي روت عنه أم كلثوم بنت علي في تحريم الصدقة على بني هاشم، ومواليهم، كما تقدم.
=ومنهم ميمون:
وهو الذي قبله.
ومنهم نفيع:=
ويقال: مسروح، ويقال: نافع بن مسروح،
والصَّحيح:
نافع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن سلمة بن عبد العزَّى بن غيرة بن عوف بن قيس،
وهو ثقيف أبو بكرة الثَّقفيّ،
وأمُّه سميَّة أم زياد،
تدلى هو وجماعة من العبيد من سور الطَّائف
فأعتقهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
وكان نزوله في بكرة
فسماه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
أبا بكرة.
قال أبو نعيم:
وكان رجلاً صالحاً آخى رسول الله بينه وبين أبي برزة الأسلميّ.
قلت:
وهو الذي صلَّى عليه بوصيته إليه، ولم يشهد أبو بكرة وقعة الجَّمل ولا أيَّام صفّين، وكانت وفاته في سنة إحدى وخمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين.
ومنهم هرمز أبو كيسان:=
ويقال: هرمز أو كيسان، هو الذي يقال فيه:
طهمان كما تقدَّم.
وقد قال ابن وهب:
ثنا علي بن عبَّاس عن عطاء بن السائب، عن فاطمة بنت علي، أو أم كلثوم بنت علي قالت:
سمعت مولى لنا يقال له:
هرمز يكنى أبا كيسان قال:
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
((إنا أهل بيت لا تحلُّ لنا الصدقة، وإن موالينا من أنفسنا فلا تأكلوا الصدقة)).
وقد رواه الربيع بن سليمان عن أسد بن موسى، عن ورقاء، عن عطاء بن السائب قال:
دخلت على أم كلثوم فقالت:
إن هرمز أو كيسان
حدَّثنا أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
((إنَّا لا نأكل الصدقة)).
ومنهم يسار:=
ويقال: إنه الذي قتله العرنيون وقد مثَّلوا به.=
وقد ذكر الواقدي بسنده عن يعقوب بن عتبة:
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أخذه يوم قرقرة الكدر مع نعم بني غطفان وسليم،
فوهبه النَّاس لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقبله منهم، ولأنه رآه يحسن الصلاة فأعتقه،
ثم قسم في النَّاس النعم فأصاب كل إنسان منهم سبعة أبعرة، وكانوا مائتين.