383-المقالة الثالثة والثمانون بعد المائة الثالثة من سلسلة السيرة النبوية افراسه ومراكيبه عليه الصلاة والسلام
383-المقالة الثالثة والثمانون بعد المائة الثالثة
من سلسلة السيرة النبوية
أفراسه ومراكيبه عليه الصلاة والسلام.
قال ابن إسحاق
عن يزيد بن حبيب، عن مرثد بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن رزين، عن علي قال:
كان للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم فرس يقال له:
المرتجز، وحمار يقال له: عفير، وبغلة يقال لها: دلدل،
وسيفه: ذو الفقار، ودرعه: ذو الفضول.
ورواه البيهقي
من حديث الحكم عن يحيى بن الجزار، عن علي نحوه.
قال البيهقيّ:
وروينا في (كتاب السنن) أسماء أفراسه التي كانت عند الساعد بين لزاز واللحيف،
وقيل: اللخيف، والظرب،
والذي ركبه لأبي طلحة يقال له:
المندوب،
وناقته: القصواء، والعضباء، والجدعاء،
وبغلته: الشهباء والبيضاء.
قال البيهقيّ:
وليس في شيء من الروايات أنه مات عنهن،
إلا ما روينا في بغلته البيضاء وسلاحه، وأرض جعلها صدقة،
ومن ثيابه، وبلغته، وخاتمه، ما روينا في هذا الباب.
وقال أبو داود الطَّيالسيّ:
ثنا زمعة بن صالح عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وله جبة صوف في الحياكة.
وهذا إسناد جيد.
وقد روى الحافظ أبو يعلى في مسنده:
حدثنا مجاهد عن موسى، ثنا علي بن ثابت، ثنا غالب الجزري عن أنس قال:
لقد قُبض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وإنه لينسج له كساء من صوف.
وهذا شاهد لما تقدم.
وقال أبو سعيد بن الأعرابي:
حدثنا سعدان بن نصير، ثنا سفيان بن عيينة عن الوليد بن كثير، عن حسين، عن فاطمة بنت الحسين
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قُبض وله بردان في الجف يعملان، وهذا مرسل.
وقد ورد في أحاديث عدة أنه عليه السلام ركب الحمار.
وفي الصحيحين:
أنه عليه السلام مرَّ وهو راكب حماراً بمجلس فيه عبد الله ابن أبي بن سلول، وأخلاط من المسلمين، والمشركين عبدة الأوثان، واليهود،
فنزل ودعاهم إلى الله عز وجل - وذلك قبل وقعة بدر - وكان قد عزم على عيادة سعد بن عبادة.
فقال له عبد الله:
لا أحسن مما تقول أيها المرء، فإن كان حقاً فلا تغشنا به في مجالسنا، وذلك قبل أن يظهر الإسلام،
ويقال:
إنه خمَّر أنفه لما غشيتهم عجاجة الدابة.
وقال: لا تؤذنا بنتن حمارك.
فقال له عبد الله بن رواحة:
والله لريح حمار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أطيب من ريحك.
وقال عبد الله:
بل يا رسول الله أغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك.
فتثاور الحيان وهموا أن يقتتلوا،
فسكنهم رسول الله،
ثم ذهب إلى سعد بن عبادة، فشكى إليه عبد الله ابن أُبي.
فقال:
ارفق به يا رسول الله فوالذي أكرمك بالحق لقد بعثك الله بالحق، وإنا لننظم له الخدر لنملكه علينا، فلما جاء الله بالحق شرق بريقه.
وقد قدمنا أنه ركب الحمار في بعض أيام خيبر،
وجاء أنه أردف معاذاً على حمار،
ولو أوردناها بألفاظها وأسانيدها لطال الفصل،
والله أعلم.