384-المقالة الرابعة والثمانون بعد المائة الثالثة من سلسلة السيرة النبوية
384-المقالة الرابعة والثمانون بعد المائة الثالثة
من سلسلة السيرة النبوية
إيراد ما بقي من متعلقات السيرة الشريفة.
وهذا أوان إيراد ما بقي علينا من متعلقات السيرة الشريفة،
وذلك أربعة كتب:
الأول: في (الشَّمائل).
الثاني: في (الدَّلائل).
الثالث: في (الفضائل).
الرابع: في (الخصائص).
وبالله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
كتاب الشمائل
(شمائل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبيان خلقه الطاهر)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
(701-774هجرية)
قد صنف الناس في هذا قديماً وحديثاً كتباً كثيرة مفردة وغير مفردة، ومن أحسن من جمع في ذلك فأجاد وأفاد:
الإمام (أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورة التّرمذيّ) رحمه الله،
أفرد في هذا المعنى كتابه المشهور (بالشَّمائل)
ولنا به سماع متصل إليه،
ونحن نورد عيون ما أورده فيه،
ونزيد عليه أشياء مهمة لا يستغنى عنها المحدِّث والفقيه.
ولنذكر أولاً:
بيان حسنه الباهر الجميل،
ثم نشرع بعد ذلك في إيراد الجمل والتفاصيل،
فنقول - والله حسبنا ونعم الوكيل -:
باب ما ورد في حسنه الباهر
قال البخاري:
ثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه، عن أبي إسحاق قال:
سمعت البراء بن عازب يقول:
كان النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أحسن الناس وجهاً، وأحسنهم خُلقاً، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير.
وهكذا رواه مسلم عن أبي كريب، عن إسحاق بن منصور.
وقال البخاري:
حدثنا جعفر بن عمر، ثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:
كان النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم مربوعاً بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه، رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه.
قال يوسف ابن أبي إسحاق عن أبيه:
إلى منكبيه.
وقال الإمام أحمد:
حدثنا وكيع، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن البراء قال:
ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم له شعر يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير.
وقد رواه مسلم وأبو دواد والتّرمذيّ والنسائي من حديث وكيع به.
وقال الإمام أحمد:
ثنا أسود بن عامر، ثنا إسرائيل، أنا أبو إسحاق.
ح وحدثنا يحيى ابن أبي بكير، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال:
سمعت البراء يقول:
ما رأيت أحداً من خلق الله أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وإن جمته لتضرب إلى منكبيه.
قال ابن أبي بكير:
لتضرب قريباً من منكبيه.
قال - يعني: ابن إسحاق -:
وقد سمعته يحدِّث به مراراً ما حدَّث به قط إلا ضحك.
وقد رواه البخاري في (اللباس).
والتّرمذيّ في (الشمائل).
والنسائي في (الزينة) من حديث إسرائيل به.
وقال البخاري:
حدثنا أبو نعيم، ثنا زهير عن أبي إسحاق قال:
سئل البراء بن عازب،
أكان وجه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مثل السيف؟
قال: لا، بل مثل القمر.
ورواه التّرمذيّ من حديث زهير بن معاوية الجعفي الكوفي عن أبي إسحاق السبيعي، واسمه:
عمرو بن عبد الله الكوفي عن البراء بن عازب به.
وقال: حسن صحيح.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقيّ في (الدلائل):
أخبرنا أبو الحسن ابن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان، ثنا أبو نعيم وعبد الله عن إسرائيل، عن سماك
أنه سمع جابر بن سمرة قال له رجل:
أكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجهه مثل السيف؟
قال: لا بل مثل الشمس والقمر مستديراً.
وهكذا رواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن عبيد الله بن موسى به.
وقد رواه الإمام أحمد مطولاً فقال:
ثنا عبد الرزاق، أنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد شمط مقدم رأسه ولحيته؛ فإذا ادَّهن ومشطهن لم ينبين؛ وإذا شعث رأسه تبين؛ وكان كثير الشعر واللحية.
فقال رجل:
وجهه مثل السيف؟
قال:
لا بل مثل الشمس والقمر مستديراً.
قال:
ورأيت خاتمه عند كتفه مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده.
وقال الحافظ البيهقيّ:
أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا المحاربي عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن جابر بن سمرة قال:
رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في ليلة أضحيان وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر.
هكذا رواه التّرمذيّ والنسائي جميعاً عن هناد بن اليسري، عن عيثر بن القاسم، عن أشعث بن سوار.
قال النسائي: وهو ضعيف؛ وقد أخطأ
والصواب
أبو إسحاق عن البراء.
وقال التّرمذيّ:
هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث أشعث بن سوار، وسألت محمد بن إسماعيل
- يعني: البخاري - قلت:
حديث أبي إسحاق عن البراء أصح، أم حديثه عن جابر، فرأى كلا الحديثين صحيحاً.
وثبت في صحيح البخاري
عن كعب بن مالك في حديث التوبة قال:
وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر، وقد تقدم الحديث بتمامه.
وثبت في الصحيحين
من حديث الزهري عن عروة، عن عائشة قالت:
دخل علي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مسروراً تبرق أسارير وجهه. الحديث.