387-المقالة السابعة والثمانون بعد المائة الثالثة من سلسلة السيرة النبوية 3-من شمائل الرسول =صفة وجهه=عليه السلام
387-المقالة السابعة والثمانون بعد المائة الثالثة
من سلسلة السيرة النبوية
3-من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
صفة وجه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وذكر محاسنه
فرقه وجبينه وحاجبيه وعينيه وأنفه
وقد تقدم قول أبي الطّفيل:
كان أبيض مليح الوجه.
وقول أنس: كان أزهر اللون.
وقول البراء وقد قيل له:
أكان وجه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مثل السيف
- يعني: في صقاله -؟
فقال: لا، بل مثل القمر.
وقول جابر بن سمرة وقد قيل له: مثل ذلك.
فقال:
لا بل مثل الشمس والقمر مستديراً.
وقول الربيع بنت معوذ:
لو رأيته لقلت الشمس طالعة.
وفي رواية:
لرأيت الشمس طالعة.
وقال أبو إسحاق السبيعي عن امرأة من همدان
حجت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فسألها عنه.
فقالت:
كان كالقمر ليلة البدر، لم أر قبله ولا بعده مثله.
وقال أبو هريرة:
كأن الشمس تجري في وجهه.
وفي رواية: في جبهته.
وقال الإمام أحمد:
حدثنا عفان وحسن بن موسى قالا:
ثنا حماد - وهو ابن سلمة - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي، عن أبيه قال:
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ضخم الرأس، عظيم العينين، أهدب الأشفار، مشرَّب العينين بحمرة، كثّ اللحية، أزهر اللون، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى كأنما يمشي في صعد، وإذا التفت التفت جميعاً.
تفرَّد به أحمد.
وقال أبو يعلى:
حدثنا زكريا ويحيى الواسطيّ، ثنا عباد بن العوام، ثنا الحجاج عن سالم المكي، عن ابن الحنفية،
عن علي أنه سئل عن صفة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال:
كان لا قصيراً ولا طويلاً، حسن الشعر رَجله مشرَّباً وجهه حمرة، ضخم الكراديس، شثن الكعبين والقدمين، عظيم الرأس، طويل المسرُبة، لم أر قبله ولا بعده مثله، إذا مشى تكفأ كأنما ينزل من صبب.
وقال يعقوب بن سفيان:
حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا خالد بن عبد الله عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب، عن أبيه، عن جده قال:
سئل أو قيل لعلي: انعت لنا رسول الله.
فقال:
كان أبيض مشرَّباً بياضه حمرة، وكان أسود الحدقة أهدب الأشفار.
قال يعقوب:
وحدثنا عبد الله بن سلمة وسعيد بن منصور قالا:
ثنا عيسى بن يونس، ثنا عمر بن عبد الله - مولى عفرة - عن إبراهيم بن محمد عن ولد علي قال:
كان علي إذا نُعِت رسول الله.
قال:
كان في الوجه تدوير، أبيض، أدعج العينين، أهدب الأشفار.
قال الجوهري:
الدعج شدة سواد العينين مع سعتها.
وقال أبو داود الطَّيالسيّ:
ثنا شعبة، أخبرني سماك سمعت جابر بن سمرة يقول:
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أشهل العينين، منهوس العقب، ضليع الفم.
هكذا وقع في رواية أبي داود عن شعبة: أشهل العينين.
قال أبو عبيد:
والشهلة حمرة في سواد العين، والشكلة حمرة في بياض العين.
قلت:
وقد روى هذا الحديث مسلم في صحيحه عن أبي موسى وبندار، كلاهما عن أحمد بن منيع، عن أبي قطن، عن شعبة به.
وقال: أشكل العينين.
وقال: حسن صحيح.
ووقع في صحيح مسلم (تفسير الشكلة) بطول أشفار العينين،
وهو من بعض الرواة،
وقول أبي عبيد حمرة في بياض العين أشهر وأصح،
وذلك يدل على القوة والشجاعة، والله تعالى أعلم.
وقال يعقوب بن سفيان:
ثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثني عمرو بن الحرث،
حدثني عبد الله بن سالم عن الزُّبيدي، حدثني الزهري عن سعيد بن المسيّب
أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله فقال:
كان مفاض الجبين أهدب الأشفار.
وقال يعقوب بن سفيان:
ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا عباد بن حجاج عن سماك،
عن جابر بن سمرة قال:
كنت إذا نظرت المنذر به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قلت:
أكحل العينين وليس بأكحل،
وكان في ساقي رسول الله حموشة، وكان لا يضحك إلا تبسُّماً.
وقال الإمام أحمد:
ثنا وكيع، حدثني مجمع بن يحيى عن عبد الله بن عمران الأنصاري، عن علي والمسعوديّ، عن عثمان بن عبد الله، عن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي قال:
كان رسول الله ليس بالقصير ولا بالطويل، ضخم الرأس واللحية، شثن الكفين والقدمين، والكراديس مشرَّباً وجهه حمرة، طويل المسربة، إذا مشى تكفأ كأنما يقلع من صخر لم أر قبله ولا بعده مثله.
قال ابن عساكر:
وقد رواه عبد الله بن داود الخريبي عن مجمع،
فأدخل بين ابن عمران وبين علي رجلاً غير مسمى،
ثم أسند من طريق عمرو بن علي الفلاس عن عبد الله بن داود، ثنا مجمع بن يحيى الأنصاري عن عبد الله بن عمران، عن رجل من الأنصار قال:
سألت علي ابن أبي طالب، وهو محْتبٍ بحمالة سيفه في مسجد الكوفة عن نعت رسول الله؟
فقال:
كان أبيض اللون مشرَّباً حمرة، أدعج العينين، سبط الشعر، دقيق المسربة، سهل الخدّ، كثّ اللحية، ذا وفرة كأن عنقه إبريق فضة، له شعر من لبته إلى سرته كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكفين والقدم، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر، وإذا التفت التفت جميعاً، ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بالعاجز ولا اللأم، كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ، ولريح عرقه أطيب من المسك الأذفر لم أرَ قبله ولا بعده مثله.