392-المقالة الثانية والتسعون بعد المائة الثالثة 8-من شمائل الرسول عليه السلام تتمة 2- وصف قوامه وطيب رائحته
392-المقالة الثانية والتسعون بعد المائة الثالثة
من سلسلة السيرة النبوية
8-من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
2-قوامه عليه السلام وطيب رائحته
وقال الإمام أحمد:
حدثنا أبو نعيم، ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل بن حجر قال:
حدثني أهلي عن أبي قال:
أتى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بدلو من ماء فشرب منه، ثم مجَّ في الدلو ثم صب في البئر، أو شرب من الدلو ثم مجَّ في البئر، ففاح منها ريح المسك.
وهذا رواه البيهقيّ من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي النعيم - وهو الفضل بن دكين -.
وقال الإمام أحمد:
ثنا هاشم، ثنا سليمان عن ثابت، عن أنس قال:
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا صلَّى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها فربما جاءوه في الغداة الباردة، فيمس يده فيها.
ورواه مسلم من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم به.
وقال الإمام أحمد:
حدثنا حجين بن المثنى، ثنا عبد العزيز
- يعني: ابن أبي سلمة الماجشون –
عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس قال:
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه.
قال:
فجاء ذات يوم فنام على فراشها،
فأتت فقيل لها:
هذا رسول الله نائم في بيتك على فراشك.
قال:
فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عبيرتها، فجعلت تنشف ذلك العرق فتصره في قواريرها، ففزع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال:
((ما تصنعين يا أم سليم؟)).
فقالت:
يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا.
قال:
((أصبت)).
ورواه مسلم عن محمد بن رافع، عن حجين به.
وقال أحمد:
ثنا هاشم بن القاسم، ثنا سليمان عن ثابت، عن أنس قال:
دخل علينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
فقال((من القيلولة)) عندنا فعرق،
وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها،
فاستيقظ رسول الله فقال:
((يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟)).
قالت: عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.
ورواه مسلم عن زهير بن حرب، عن أبي النضر هاشم بن القاسم به.
وقال أحمد:
ثنا إسحاق بن منصور
- يعني: السَّلوليّ –
ثنا عمارة - يعني: ابن زاذان - عن ثابت، عن أنس قال:
كان رسول الله يقيل عند أم سليم، وكان من أكثر الناس عرقاً، فاتخذت له نطعاً وكان يقيل عليه، وكانت تنشف العرق فتأخذه.
فقال:
((ما هذا يا أم سليم؟)).
قالت:
عرقك يا رسول الله أجعله في طيبي.
قال:
فدعا لها بدعاء حسن.
تفرَّد به أحمد من هذا الوجه.
وقال أحمد:
ثنا محمد بن عبد الله، ثنا حميد عن أنس قال:
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا نام ذا عرق، فتأخذ عرقه بقطنة في قارورة فتجعله في مسكها.
وهذا إسناد ثلاثي على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه، ولا أحد منهما.
وقال البيهقيّ:
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عمرو المغربي، أنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة.
وقال مسلم:
ثنا أبو بكر ابن شيبة، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا أيوب عن أبي قلابة، عن أنس، عن أم سليم
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يأتيها فيقيل عندها، فتبسط له نطعاً فيقيل عليه، وكان كثير العرق، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((يا أم سليم ما هذا؟)).
فقالت:
عرقك أدُوف به طيبي.
لفظ مسلم.
ثم قال:
وهذا الحديث رواه أيضاً معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة،
عن أنس
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
كان يعرف بريح الطيب،
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم طيباً وريحه طيب،
وكان مع ذلك يحب الطيب أيضاً.
قال الإمام أحمد:
ثنا أبو عبيدة عن سلام أبي المنذر، عن ثابت،
عن أنس أن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
((حبِّب إلى النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة)).
ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا سلام أبو المنذر القاري عن ثابت، عن أنس قال:
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((إنما حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة)).
وهكذا رواه النسائي بهذا اللفظ عن الحسين بن عيسى القرشي، عن عفان بن مسلم، عن سلام بن سليمان أبي المنذر القاري البصري، عن ثابت، عن أنس فذكره.
وقد روى من وجه آخر بلفظ:
((حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعل قرة عيني في الصلاة)).
وليس بمحفوظ بهذا
فإن الصلاة ليست من أمور الدنيا،
وإنما هي من أهم شؤون الآخرة، والله أعلم.