395-المقالة الخامسة والتسعون بعد المائة الثالثة من سلسلة السيرة النبوية 11-من شمائل الرسول عليه السلام 2-تتمة حديث ام معبد
395-المقالة الخامسة والتسعون بعد المائة
من سلسلة السيرة النبوية
11-من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
2-تتمة حديث ام معبد
والمقصود:
أن الحافظ البيهقيّ
روى هذا الحديث من طريق عبد الملك بن وهب المذحجي قال:
ثنا الحسن بن الصباح عن أبي معبد الخزاعيّ - فذكر الحديث بطوله كما قدمناه بألفاظه -.
وقد رواه الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي،
والحافظ أبو نعيم في كتابه (دلائل النبوة)
قال عبد الملك:
فبلغني أن أبا معبد أسلم بعد ذلك، وأن أم معبد هاجرت وأسلمت، ثم إن الحافظ البيهقيّ أتبع هذا الحديث بذكر غريبه،
وقد ذكرناه في الحواشي فيما سبق
ونحن نذكر ههنا نكتاً من ذلك.
فقولها:
ظاهر الوضاءة: أي ظاهر الجمال.
أبلج الوجه: أي مشرق الوجه مضيئه.
لم تعبه ثجلة:
قال أبو عبيد:
هو كبر البطن،
وقال غيره:
كبر الرأس،
وردَّ أبو عبيدة رواية من روى:
لم تعبه نحلة - يعني: من النحول - وهو الضعف.
قلت:
وهذا هو الذي فسر به البيهقيّ الحديث.
والصحيح:
قول أبي عبيدة،
ولو قيل: إنه كبر الرأس لكان قوياً.
وذلك لقولها بعده:
لو تزر به صعلة، وهو صغر الرأس بلا خلاف،
ومنه يقال لولد النعامة:
صعل لصغر رأسه، ويقال له: الظليم.
وأما البيهقيّ فرواه:
لم تعبه نحلة - يعني:
من الضعف - كما فسره.
ولم تزر به صعلة:
وهو الحاصرة يريد أنه ضرب من الرجال، ليس بمشفح ولا ناحل.
قال: ويروى:
لم تعبه ثجلة، وهو كبر البطن.
ولم تزر به صعلة:
وهو صغر الرأس.
وأما الوسيم:
فهو حسن الخلق، وكذلك القسيم أيضاً.
والدعج: شدة سواد الحدقة.
والوطف: طول أشفار العينين.
ورواه القتيبي في أشفاره عَطف، وتبعه البيهقيّ في ذلك.
قال ابن قتيبة:
ولا أعرف ما هذا لأنه وقع في روايته غلط فحار في تفسيره، والصواب ما ذكرناه والله أعلم.
وفي صوته صحل:
وهو بحة يسيرة، وهي أحلى في الصوت من أن يكون حاداً.
قال أبو عبيد:
وبالصحل يوصف الظباء،
قال:
ومن روى: في صوته صهل، فقد غلط
فإن ذلك لا يكون إلا في الخيل، ولا يكون في الإنسان.
قلت:
وهو الذي أورده البيهقيّ.
قال: ويروى: صحل.
والصواب قول أبي عبيد،
والله أعلم.
وأما قولها:
أحور فمستغرب في صفة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم
وهو قبل في العين يزينها لا يشينها كالحول.
وقولها:
أكحل قد تقدم له شاهد.
وقولها:
أزج
قال أبو عبيد: هو المتقوِّس الحاجبين.
قال: وأما قولها:
أقرن:
فهو التقاء الحاجبين بين العينين.
قال:
ولا يعرف هذا في صفة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم
إلا في هذا الحديث
قال:
والمعروف في صفته عليه السلام أنه أبلج الحاجبين.
في عنقه سطع:
قال أبو عبيد:
أي طول، وقال غيره: نور.
قلت: والجمع ممكن، بل متعين.
وقولها:
إذا صمت فعليه الوقار: أي الهيبة عليه في حال صمته وسكوته.
وإذا تكلَّم سما: أي علا على الناس.
وعلاه البهاء: أي في حال كلامه.
حلو المنطق فصل:
أي فصيح بليغ، يفصل الكلام ويبينه.
لا نزر ولا هذر: أي لا قليل ولا كثير.
كأن منطقه خرزات نظم: يعني:
الذي من حسنه، وبلاغته، وفصاحته، وبيانه، وحلاوة لسانه.
أبهى الناس وأجمله من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب:
أي هو مليح من بعيد ومن قريب.
وذكرت أنه لا طويل ولا قصير، بل هو أحسن من هذا ومن هذا.
وذكرت أن أصحابه يعظمونه ويخدمونه، ويبادرون إلى طاعته، وما ذلك إلا لجلالته عندهم، وعظمته في نفوسهم، ومحبتهم له.
وأنه ليس بعابس: أي ليس يعبس.
ولا يفند أحداً:
أي يهجنه ويستقل عقله، بل جميل المعاشرة، حسن الصحبة، صاحبه كريم عليه، وهو حبيب إليه - صلَّى الله عليه -.