401-المقالة الاولى بعد المائة الرابعة من سلسلة السيرة النبوية 16-من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
401-المقالة الاولى بعد المائة الرابعة
من سلسلة السيرة النبوية
16-من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
5-صفة اخلاقه وشيمه الظاهرة
قال البخاري:
وقال الليث: حدَّثني يونس عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير،
عن عائشة أنها قالت:
ألا أعجبك أبو فلان، جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدِّث عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يسمعني ذلك، وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم يكن يسرد الحديث كسردكم.
وقد رواه أحمد عن علي بن إسحاق، ومسلم عن حرملة، وأبو داود عن سليمان بن داود،
كلهم عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد به،
وفي روايتهم:
ألا أعجبك من أبي هريرة فذكرت نحوه.
وقال الإمام أحمد:
حدَّثنا وكيع عن سفيان، عن أسامة، عن الزُّهري،
عن عروة، عن عائشة قالت:
كان كلام النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فصلاً يفهمه كل أحد لم يكن يسرد سرداً.
وقد رواه أبو داود عن ابن أبي شيبة، عن وكيع.
وقال أبو يعلى:
ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا عبد الله بن مسعر، حدثني شيخ
أنه سمع جابر بن عبد الله - أو ابن عمر - يقول:
كان في كلام النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ترتيل، أو ترسيل.
وقال الإمام أحمد:
حدَّثنا عبد الصَّمد، حدَّثنا عبد الله بن المثنى، عن ثمامة،
عن أنس
أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا تكلم بكلمة رددها ثلاثاً، وإذا أتى قوماً يسلم عليهم سلَّم ثلاثاً.
ورواه البخاري من حديث عبد الصَّمد.
وقال أحمد:
ثنا أبو سعيد ابن أبي مريم، ثنا عبد الله بن المثنى
سمعت ثمامة بن أنس يذكر
أن أنساً كان إذا تكلم تكلم ثلاثاً، ويذكر أن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا تكلَّم تكلَّم ثلاثاً، وكان يستأذن ثلاثاً.
وجاء في الحديث الذي رواه التّرمذيّ:
عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا تكلَّم يعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه.
ثم قال التّرمذيّ: حسن صحيح غريب.
وفي الصَّحيح أنَّه قال:
((أوتيت جوامع الكلم، وأختصر الحكم اختصارا)).
قال الإمام أحمد:
حدَّثنا حجاج، حدَّثنا ليث، حدَّثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب
أنَّ أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
((بُعثت بجوامع الكلم، ونُصرت بالرُّعب، وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي)).
وهكذا رواه البخاريّ من حديث اللَّيث.
وقال أحمد:
حدَّثنا يزيد، ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((نُصرت بالرُّعب، وأُوتيت جوامع الكلم، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وبينا أنا نائم أُتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلَّت في يدي)).
تفرَّد به أحمد من هذا الوجه، وهو على شرط مسلم.
وثبت في الصَّحيحين
من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحرث، حدَّثني أبو النضر عن سليمان بن يسار،
عن عائشة قالت:
ما رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.
وقال التّرمذيّ:
ثنا قتيبة، ثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن المغيرة،
عن عبد الله بن الحرث بن جزء قال:
ما رأيت أحداً أكثر تبسُّماً من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ثم رواه من حديث اللَّيث عن يزيد ابن أبي حبيب،
عن عبد الله بن الحرث بن جزء قال:
ما كان ضحك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلا تبسُّماً،
ثم قال: صحيح.
وقال مسلم:
ثنا يحيى بن يحيى، ثنا أبو خيثمة عن سماك بن حرب
قلت لجابر بن سمرة:
أكنت تجالس رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ؟
قال: نعم كثيراً كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشَّمس فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدَّثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون، ويتبسَّم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقيّ:
أنَّا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا:
ثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق، أنَّا أبو عبد الرَّحمن المقريّ، ثنا اللَّيث بن سعد عن الوليد ابن أبي الوليد أن سليمان بن خارجة أخبره
عن خارجة بن زيد - يعني: ابن ثابت –
أنَّ نفراً دخلوا على أبيه فقالوا:
حدِّثنا عن بعض أخلاق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
فقال:
كنت جاره، فكان إذا نزل الوحي بعث إليّ فآتيه فأكتب الوحي، وكنَّا إذا ذكرنا الدُّنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطَّعام ذكره معنا، فكل هذا نحدِّثكم عنه.
ورواه التّرمذيّ في (الشَّمائل) عن عباس الدوريّ، عن أبي عبد الرَّحمن، عن عبد الله بن يزيد المقريّ به نحوه.