404-المقالة الرابعة بعد المائة الرابعة من سلسلة السيرة النبوية 19-من شمائل الرسول = مزاحه =عليه الصلاة والسلام
404-المقالة الرابعة بعد المائة الرابعة
من سلسلة السيرة النبوية
19-من شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
مزاحه عليه السلام
قد تقدَّم حديثه في ملاعبته أخاه أبا عمير وقوله:
((أبا عمير ما فعل النغير))
يذكره بموت نغر
كان يلعب به ليخرجه بذلك
كما جرت به عادة النَّاس من المداعبة مع الأطفال الصِّغار.
وقال الإمام أحمد:
ثنا خلف بن الوليد، ثنا خالد بن عبد الله عن حميد الطَّويل،
عن أنس بن مالك
أن رجلاً أتى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فاستحمله.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((إنَّا حاملوك على ولد ناقة)).
فقال:
يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة ؟
فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((وهل تلد الإبل إلا النُّوق؟))
ورواه أبو داود عن وهب بن بقية، والتّرمذيّ عن قتيبه، كلاهما عن خالد بن عبد الله الواسطيّ الطحان به.
وقال التّرمذيّ: صحيح غريب.
وقال أبو داود:
ثنا مؤمل بن الفضل، ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء، عن بشر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولانيّ،
عن عوف بن مالك الأشجعيّ قال:
أتيت رسول الله في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فسلَّمت فردَّ، وقال: ((أدخل)).
فقلت: أكلي يا رسول الله ؟
فقال: ((كلك)) فدخلت.
ثم قال أبو داود:
ثنا إبراهيم بن مهدي، ثنا شريك عن عاصم، عن أنس قال:
قال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((ياذا الأذنين)).
قلت:
ومن هذا القبيل ما رواه الإمام أحمد،
ثنا عبد الرَّزاق، ثنا معمر عن ثابت،
عن أنس
أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً، يهدي النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم الهدية من البادية، فيجهِّزه النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أراد أن يخرج.
فقال رسول الله:
((إنَّ زاهراً باديتنا، ونحن حاضروه)).
وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم - يحبه، وكان رجلاً دميماً، فأتاه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره.
فقال: أرسلني من هذا ؟.
فالتفت فعرف النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حين عرفه،
وجعل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
((من يشتري العبد)).
فقال:
يا رسول الله، إذن والله تجدني كاسداً.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((لكن عند الله لست بكاسد)).
أو قال:
((لكن عند الله أنت غال)).
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات على شرط الصَّحيحين،
ولم يروه إلا التّرمذيّ في (الشمائل) عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرزاق.
ومن هذا ما قال الإمام أحمد:
ثنا حجاج، حدثني شعبة عن ثابت البنانيّ،
عن أنس بن مالك
أن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان في مسير، وكان حاد يحدو بنسائه أو سائق قال: فكان نساؤه يتقدمن بين يديه.
فقال: ((يا أنجشة ويحك إرفق بالقوارير)).
وهذا الحديث في الصَّحيحين عن أنس قال:
وكان للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم حاد يحدو بنسائه يقال له: أنجشة، فحدا فأعنقت الإبل.
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((ويحك يا أنجشة، إرفق بالقوارير)).
ومعنى القوارير:
النِّساء،
وهي كلمة دعابة - صلوات الله وسلامه عليه - دائماً إلى يوم الدِّين.