411-المقالة الحادية عشربعد المائة الرابعة من سلسلة السيرة النبوية 26-من شمائل الرسول =عبدته=عليه الصلاة والسلام
411-المقالة الحادية عشر بعد المائة الرابعة
من سلسلة السيرة النبوية
26-من شمائل النبى صلى الله عليه وسلم
فصل
عبادته عليه السلام واجتهاده في ذلك
قالت عائشة:
كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصوم حتى نقول:
لا يفطر،
ويفطر حتى نقول: لا يصوم،
وكان لا تشاء تراه من الليل قائماً إلا رأيته، ولا تشاء أن تراه نائماً إلا رأيته.
قالت:
وما زاد على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في رمضان، وفي غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يوتر بثلاث.
قالت:
وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها.
قالت:
ولقد كان يقوم حتى أرثي له من شدة قيامه.
وذكر ابن مسعود
أنَّه صلَّى معه ليلة فقرأ في الركعة الأولى بالبقرة، والنساء، وآل عمران، ثم ركع قريباً من ذلك، ورفع نحوه، وسجد نحوه.
وعن أبي ذر
أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قام ليلة حتى أصبح، يقرأ هذه الآية:
(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنَّك أنت العزيز الحكيم)
رواه أحمد.
وكل هذا في الصَّحيحين، وغيرهما من الصِّحاح،
وموضع بسط هذه الأشياء في كتاب (الأحكام الكبير).
وقد ثبت في الصَّحيحين
من حديث سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة
أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قام حتى تفطَّرت قدماه.
فقيل له: أليس قد غفر الله ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟
قال: ((أفلا أكون عبداً شكوراً)).
وتقدَّم في حديث سلام بن سليمان عن ثابت، عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
((حبِّب إليَّ الطِّيب والنِّساء، وجعلت قرَّة عيني في الصَّلاة)).
رواه أحمد والنَّسائي.
وثبت في الصَّحيحين
عن أبي الدَّرداء قال: خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر رمضان في حر شديد، وما فينا صائم إلا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وعبد الله بن رواحة.
وفي الصَّحيحين
من حديث منصور عن إبراهيم، عن علقمة قال:
سألت عائشة هل كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يخص شيئاً من الأيَّام ؟
قالت:
لا، كان عمله ديمة وأيُّكم يستطيع ما كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستطيع.
وثبت في الصَّحيحين
من حديث أنس، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وعائشة
أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يواصل، ونهى أصحابه عن الوصال وقال: ((إني لست كأحدكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني)).
والصَّحيح أنَّ هذا الإطعام والسُّقيا معنويان،
كما ورد في الحديث الذي رواه ابن عاصم عنه
أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:
((لا تُكرهوا مرضاكم على الطَّعام والشَّراب فإنَّ الله يطعمهم ويسقيهم)).
وما أحسن ما قال بعضهم:
لها أحاديثُ مِنْ ذكراكَ يَشغِلُها * عَنْ الشرَابِ وَيلهيهَا عنِ الزَّادِ
وقال النضر بن شميل عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
((إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة)).