200-عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان 10-تتمة ترجمة الحجاج بن يوسف الثقفى 200
الدولة الاموية
فى عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان
10-تتمة ترجمة الحجاج بن يوسف الثقفى
وقد كان الحجاج مع هذا العنف الشديد لا يستخرج من خراج العراق كبير أمر.
قال ابن أبي الدنيا وإبراهيم الحربي:
ثنا سليمان بن أبي سنح، ثنا صالح بن سليمان، قال:
قال عمر بن عبد العزيز:
لو تخابثت الأمم فجاءت كل أمة بخبيثها، وجئنا بالحجاج لغلبناهم،
وما كان الحجاج يصلح لدنيا ولا لآخرة،
لقد ولي العراق وهو أوفر ما يكون في العمارة، فأخسَّ به إلى أن صيره إلى أربعين ألف ألف،
ولقد أدى إلى عمالي في عامي هذا ثمانين ألف ألف،
وإن بقيت إلى قابل رجوت أن يؤدي إلي ما أدى إلى عمر بن الخطاب مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف.
وقال أبو بكر بن المقري:
ثنا أبو عروبة، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي، سمعت جدي، قال:
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة:
بلغني أنك تستن بسنن الحجاج، فلا تستن بسننه،
فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها، ويأخذ الزكاة من غير حقها، وكان لما سوى ذلك أضيع.
وقال يعقوب بن سفيان:
ثنا سعيد بن أسد، ثنا ضمرة، عن الريان بن مسلم. قال:
بعث عمر بن عبد العزيز بآل بيت أبي عقيل - أهل بيت الحجاج –
إلى صاحب اليمن وكتب إليه:
أما بعد
فإني قد بعثت بآل أبي عقيل وهم شر بيت في العمل، ففرقهم في العمل على قدر هوانهم على الله وعلينا، وعليك السلام. وإنما نفاهم.
وقال الأوزاعي:
سمعت القاسم بن مخيمرة، يقول:
كان الحجاج ينقض عرى الإسلام، وذكر حكاية.
وقال أبو بكر بن عياش: عن عاصم:
لم يبق لله حرمة إلا ارتكبها الحجاج بن يوسف.
وقال يحيى بن عيسى الرملي:
عن الأعمش:
اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهداً
فقال: تسألون عن الشيخ الكافر.
وروى ابن عساكر، عن الشعبي، أنه قال:
الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت، كافر بالله العظيم، كذا قال،
والله أعلم.
وقال الثوري:
عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال:
عجباً لإخواننا من أهل العراق، يسمون الحجاج مؤمناً ؟!
وقال الثوري: عن ابن عوف،
سمعت أبا وائل يسأل عن الحجاج:
أتشهد أنه من أهل النار؟ قال: أتأمروني أن أشهد على الله العظيم؟
وقال الثوري: عن منصور:
سألت إبراهيم عن الحجاج أو بعض الجبابرة
فقال: أليس الله يقول:
{أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}
[هود: 18].
وبه قال إبراهيم: وكفى بالرجل عمىً أن يعمى عن أمر الحجاج.
وقال سلام بن أبي مطيع:
لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد،
لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا، وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء، قتل الناس بعضهم بعضاً.
وقال الزبير:
سببت الحجاج يوماً عند أبي وائل فقال:
لا تسبه لعله قال يوماً:
اللهم ارحمني فيرحمه،
إياك ومجالسة من يقول:
أرأيت أرأيت أرأيت.
وقال عوف: ذكر الحجاج عند محمد بن سيرين فقال:
مسكين أبو محمد، إن يعذبه الله عز وجل فبذنبه، وإن يغفر له فهنيئاً له، وإن يلق الله بقلب سليم فهو خير منا، وقد أصاب الذنوب من هو خير منه،
فقيل له:
ما القلب السليم؟
قال: أن يعلم الله تعالى منه الحياء والإيمان، وأن يعلم أن الله حق، وأن الساعة حق قائمة، وأن الله يبعث من في القبور.
وقال أبو قاسم البغوي:
ثنا أبو سعيد، ثنا أبو أسامة، قال:
قال رجل لسفيان الثوري:
أتشهد على الحجاج وعلى أبي مسلم الخراساني أنهما في النار؟
قال: لا ! إن أقرَّا بالتوحيد.
وقال الرياشي: حدثنا عباس الأزرق، عن السري بن يحيى، قال:
مر الحجاج في يوم جمعة فسمع استغاثة، فقال:
ما هذا؟
فقيل: أهل السجون يقولون: قتلنا الحر،
فقال: قولوا لهم: اخسؤوا فيها ولا تكلمون.
قال: فما عاش بعد ذلك إلا أقل من جمعة حتى قصمه الله قاصم كل جبار.
وقال بعضهم:
رأيته وهو يأتي الجمعة وقد كاد يهلك من العلة.
وقال الأصمعي:
لما مرض الحجاج أرجف الناس بموته،
فقال في خطبته:
إن طائفة من أهل الشقاق والنفاق نزغ الشيطان بينهم فقالوا: مات الحجاج، ومات الحجاج، فمَهْ ؟! فهل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت؟ والله ما يسرني أن لا أموت وأن لي الدنيا وما فيها، وما رأيت الله رضي التخليد إلا لأهون خلقه عليه إبليس.
قال الله له:
{إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الأعراف: 15]،
فأنظره إلى يوم الدين.
ولقد دعا الله العبد الصالح فقال:
{وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]،
فأعطاه الله ذلك إلا البقاء.
ولقد طلب العبد الصالح الموت بعد أن تم له أمره، فقال:
{تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101]،
فما عسى أن يكون أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل.
كأني والله بكل حي منكم ميتاً، وبكل رطب يابساً،
ثم نقل في أثياب أكفانه ثلاثة أذرع طولاً، في ذراع عرضاً،
فأكلت الأرض لحمه، ومصت صديده، وانصرف الخبيث من ولده يقسم الخبيث من ماله، إن الذين يعقلون يعقلون ما أقول، ثم نزل.