20-اتشرف بتقديم قبسات من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى الصيام
(20)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتشرف وأتقرب إلى الله عز وجل
بتقديم قبسات ونفحات
من هديه صلى الله عليه وسلم فى الصيام
وادعوكم معى للتحليق الى آفاق رحبة مع تلك النفحات الربانية
مع رسوله وحبيبه وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
من خلال هديه صلى الله عليه وسلم –فى الصيام-
من:
(((كتاب زاد المعاد فى هدى خيرالعباد)))
لشيخ الاسلام
ابن قيم الجوزية691-751هجرية
فصل:
في حكم المتطوع في الصيام إذا أفطر
وكان صلى اللَّه عليه وسلم يدخل على أهله فيقول:
(هَلْ عِنْدَكُم شَىْءٌ)؟
فإن قالوا: لا .
قال: (إنِّى إذاً صَائِم)،
فينشئ النية للتطوع من النهار،
وكان أحياناً ينوى صوم التطوع، ثم يُفْطِرُ بعدُ،
أخبرت عنه عائشة رضى اللَّه عنها بهذا وهذا،
فالأول:
في صحيح مسلم، والثانى: في كتاب النسائى .
وأما الحديث الذي في السنن عن عائشة:
كنتُ أنا وحفصةُ صائمتين، فَعَرَض لنا طعامٌ اشتهيناه، فَأَكَلْنَا مِنه،
فجاء رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَبَدَرَتْنى إليه حَفْصَةُ، وكانت ابنَةَ أَبِيها، فقالت: يا رسول اللَّه ؛ إنَّا كُنَّا صَائِمَتَيْن، فَعَرَضَ لنا طَعَامٌ اشتهيناه، فَأَكَلْنَا مِنْه
فقال: (اقْضِيا يَوْماً مَكَانَهُ)،
فهو حديث معلول .
قال الترمذى:
رواه مالك بن أنس، ومعمر، وعبد اللَّه بن عمر، وزياد بن سعد، وغير واحد من الحُفَّاظ، عن الزهرى، عن عائشة مرسلاً لم يذكروا فيه عن عروة،
وهذا أصح .
ورواه أبو داود، والنسائى، عن حَيْوَة بن شُريح، عن ابن الهاد، عن زُمَيْلٍ مولى عُروة، عن عروة، عن عائشة موصولاً،
قال النسائى:
زُميل ليس بالمشهور،
وقال البخارى:
لا يُعرف لزُميل سماع من عروة، ولا ليزيد بن الهاد من زُميل، ولا تقوم به الحُجَّة .
وكان صلى الله عليه وسلم
إذا كان صائماً ونزل على قوم، أتمَّ صيامه، ولم يُفْطِرْ،
كما دخل على أم سُلَيمٍ، فأتته بتمر وسمن،
فقال: (أَعِيدوا سَمْنَكُم في سِقَائِه، وتَمْرَكُم في وِعَائِه، فإنِّى صَائِم) .
ولكنَّ أمَّ سُلَيم كانت عنده بمنزلة أهل بيته،
وقد ثبت عنه في (الصحيح): عن أبي هريرة رضى اللَّه عنه:
(إذا دُعِىَ أَحَدُكُم إلى طعام وَهُوَ صائِمٌ فَلْيَقُلْ: إنِّى صَائِم) .