24-اتشرف بتقديم قبسات من هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى الصيام
(24)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتشرف وأتقرب إلى الله عز وجل
بتقديم قبسات ونفحات
من هديه صلى الله عليه وسلم فى الصيام
وادعوكم معى للتحليق الى آفاق رحبة مع تلك النفحات الربانية
مع رسوله وحبيبه وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
من خلال هديه صلى الله عليه وسلم –فى الصيام-
من:
(((كتاب زاد المعاد فى هدى خيرالعباد)))
لشيخ الاسلام
ابن قيم الجوزية691-751هجرية
فصل:
في كون عُمَر الرسول صلى الله عليه وسلم كلها
كانت داخلاً إلى مكة
ولم يكن في عُمْرِهِ عُمْرَةٌ واحِدة خارجاً من مكة كما يفعلُ كثيرٌ من الناس اليوم،
وإنما كانت عُمَرُهُ كُلُّها داخلاً إلِى مكة،
وقد أقام بعد الوحى بمكة ثلاث عشرة سنة
لم يُنقل عنه أنه اعتمر خارجاً من مكة في تلك المدة أصلاً .
فالعُمْرة التي فعلها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وشرعها،
هي عُمْرةُ الداخل إلى مكة، لا عُمْرةُ مَن كان بها فيخرُج إلى الحل لِيعتمرَ،
ولم يفعل هذا على عهده أحد قطُّ
إلا عائشة وحدها بين سائر مَن كان معه،
لأنها كانت قد أُهلَّت بالعُمرة فحاضت، فأمرها، فأدخلت الحجَّ على العُمرة، وصارت قارِنة، وأخبرها أنَّ طوافها بالبيت وبين الصفا والمروة قد وقع عن حجتها وعُمْرتها، فوجدت في نفسها أن يَرجعَ صواحباتها بحج وعُمْرة مستقلين،
فإنهنَّ كنَّ متمتعات ولم يحضن ولم يقرِنَّ، وترجعُ هي بعُمْرة في ضمن حَجَّتها،
فأمر أخاها أن يُعمِرَها من التنعيم تطييباً لقلبها،
ولم يعتمِرْ هو من التنعيم في تلك الحجَّة ولا أحد ممن كان معه،
وسيأتى مزيد تقرير لهذا وبسط له عن قريب إن شاء اللَّه تعالى .