32-اتشرف بتقديم نفحات من سيرة وصفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (32)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
أتشرف وأتقرب إلى الله عز وجل
بتقديم قبسات ونفحات
من سيرته العطرة و نسبه الشريف وصفاته الحميدة
وكل صفاته حميدة
صلى الله عليه وسلم
وادعوكم معى للتحليق الى آفاق رحبة
مع تلك النفحات الربانية
مع رسولنا وحبيبنا وقدوتنا وامامنا وشفيعنا
محمد صلى الله عليه وسلم
من خلال :
سيرته ونسبه وصفاته صلى الله عليه وسلم
من:
((كتاب زاد المعاد فى هدى خيرالعباد))
لشيخ الاسلام
ابن قيم الجوزية691-751هجرية
فصل:
في ترتيب الدعوة ولها مراتب
المرتبة الأولى: النبوة
الثانية: إنذار عشيرته الأقربين.
الثالثة: إنذار قومه.
الرابعة: إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة.
الخامسة: إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر.
فصل
وأقام صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ثلاث سنين يدعو إلى اللّه سبحانه مستخفياً،
ثم نزل عليه
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ}
[الحجر: 94].
فأعلن صلى الله عليه وسلم بالدعوة وجاهر قومه بالعداوة،
واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين حتى أذن اللّه لهم بالهجرتين.
قال اميرالشعراء احمد شوقى
لو لم تقم دينا لقامت وحدها *** دينا تضيء بنوره الآناء
زانتك في الخلق العظيم شمائل *** يغرى بهن ويولع الكرماء
أما الجمال فأنت شمس سمائه *** وملاحة الصديق منك أياء
والحسن من كرم الوجوه وخيره *** ما أوتي القواد والزعماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى *** وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا *** لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب *** هذان في الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غضبة *** في الحق لا ضغن ولا بغضاء
وإذا رضيت فذاك في مرضاته *** ورضا الكثير تحلم ورياء
وإذا خطبت فللمنابر هزة *** تعرو الندي وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما *** جاء الخصوم من السماء قضاء
وإذا حميت الماء لم يورد ولو *** أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيت الله لم *** يدخل عليه المستجير عداء
وإذا ملكت النفس قمت ببرها *** ولو ان ما ملكت يداك الشاء
وإذا بنيت فخير زوج عشرة *** وإذا ابتنيت فدونك الآباء
وإذا صحبت رأى الوفاء مجسما *** في بردك الأصحاب والخلطاء
وإذا أخذت العهد أو أعطيته *** فجميع عهدك ذمة ووفاء
وإذا مشيت إلى العدا فغضنفر *** وإذا جريت فإنك النكباء