15 أخطاؤنا في رمضان الأخطاء الخاصة بصلاة الوتر ودعاء القنوت فيها
15
أخطاؤنا في رمضان
الأخطاء الخاصة بصلاة الوتر
ودعاء القنوت فيها
تاليف
فضيلة الشيخ
ندا ابي احمد
اختياروتقديم
ابراهيم فرج
العبادات
مبناها على التوقيف (والاتّباع)
لا
على التأليف(والابتداع)!
قال مؤلف تلك الرسالة
وقفة مع
شَرْح دعاء القنوت
للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله:
ثم إننا نسمع في دعاء الوتر:
"اللهم اهدنا فيمَن هَدِيت"،
فما المراد بالهداية هنا؟
هل المعنى:
"دُلَّنا على الحقِّ فيمن دلَلْتَ؟"،
أو أنَّ المعنى دُلَّنا على الحقِّ،
(وهو هداية الإرشاد)،
ووفِّقنا لسلوكه،
(وهو هداية التوفيق)؟
الجواب:
هو الثاني، أن المعنى:
"دُلَّنا على الحق ووفِّقنا لسلوك الحقِّ"؛
وذلك لأنَّ الهداية التامَّة النافعة
هي التي يَجمع الله فيها للعبد بين العلم والعمل؛
لأن الهداية دون عملٍ لا تنفع،
بل هي ضررٌ؛
لأن الإنسان إذا لَم يعمل بما عَلِم،
صار عِلْمُه وبالاً عليه.
ومثال الهداية العلمية دون عملٍ قوله تعالى:
﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾
[فصلت: 17]،
ومعنى ﴿هَدَيْنَاهمْ﴾؛
أي: بيَّنا لهم الطريق وأبْلَغنا العلم،
ولكنَّهم والعياذ بالله
﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾.
ومن ذلك أيضًا
من الهداية التي هي العلم وبيان الحق:
قول الله - تبارك وتعالى –
للنبي - صلى الله عليه وسلم -:
﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
[الشورى: 52]،
ومعنى ﴿تَهْدِي﴾؛
أي: تدلُّ وتبيِّن،
وتعلِّم الناس الصراط المستقيم،
أمَّا الهداية بمعنى التوفيق،
فمثل قول المصلي:
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾،
فعندما نقول:
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾،
هل أنت تسأل الله عِلمًا بلا عمل،
أو عملاً بل عِلمٍ، أو علمًا وعملاً؟
على كل حال،
فينبغي للإنسان إذا دعا الله
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾،
أن يَستحضر أنه يسأل ربَّه العلم والعمل،
فالعلم
الذي هو الإرشاد،
والعمل
الذي هو التوفيق،
وهذا فيما أظنُّ والعلم عند الله؛
إنه يَغيب عن بال كثيرٍ من الناس
عندما يقول:
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾،
وكذا في دعاء القنوت وأنت تقول:
"اللهم اهدنا فيمَن هديت"،
وقوله تعالى للنبي - عليه الصلاة والسلام -:
﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾،
هذه هداية إرشاد وبيان،
لكن قوله:
﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾
[القصص: 56]،
فهذه الهداية هداية التوفيق للعمل،
فالرسول - صلى الله عليه وسلم –
لا يستطيع أن يوفِّق أحدًا للعمل الصالح أبدًا،
ولو كان يستطيع ذلك،
لاستطاع أن يهديَ عمَّه أبا طالب،
وقد حاوَل معه حتى قال له عند وفاته:
((يا عم، قلْ: "لا إله إلا الله"
كلمة أحاجُّ لك بها عند الله))،
ولكن قد سبقَت له من الله - عز وجل –
الكلمة بأنه من أهل النار والعياذ بالله،
فلم يقل: "لا إله إلا الله"،
وكان آخر ما قاله:
"هو على مِلَّة عبدالمطلب"،
ولكن الله - سبحانه وتعالى –
أَذِن لرسوله - صلى الله عليه وسلم –
أن يشفعَ له، لا لأنه عمُّه،
ولكن لأنه قام بسعي مشكورٍ في الدفاع عن النبي
- صلى الله عليه وسلم –
وعن الإسلام،
فشفَع النبي - صلى الله عليه وسلم –
في عمِّه، فكان في ضَحْضاح من نار،
وعليه نَعلان يغلي منهما دماغه،
وإنه لأهْوَن أهل النار عذابًا؛
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((ولولا أنا، لكان في الدَّرك الأسفل من النار)).
أقول:
إذا قلنا في دعاء القنوت:
"اللهم اهدنا فيمَن هَدِيت"،
فإننا نسأل الهدايتين:
هداية العلم، وهداية العمل،
وقوله: "فيمَن هَديت"،
ما الذي جاء بها في هذا المكان؟
أي: لو اقتصَر الإنسان فقال:
"اللهم اهدنا"،
حصَل المقصود،
لكن لماذا جاءت "فيمَن هديت؟"؛
ليكون ذلك من باب التوسل بنِعم الله - عز وجل –
على مَن هداه أنْ يُنعم علينا أيضًا بالهداية؛
أي: إننا نسألك الهداية؛
فإن ذلك من مقتضى رحمتك وحِكمتك،
ومن سابِق فَضْلك؛
فإنك قد هَدَيت أناسًا آخرين،
فاهدنا فيمَن هَديْتَ.
و----------الى التتمة ان شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته