في البدء كانت الكلمة (3)
في البدء كانت الكلمة.................
اذن
الكلمة مسؤلية
الكلمة موقف معبر عن الشخص اعتقادا وفكرا و ثقافة
وكونها مسؤلية فلا يشك عاقل
= ان الكلمة اذا لم تخرج من فم صاحبها
فإن صاحبها في سعة من أمره ليس له أو عليه
وربما كان (له) باعتبار ان السكوت من ذهب !
=أماإذا خرجت من فم صاحبها فصاحبها في واحد من موقفين:
1-إ ما أن تكون له 2-وإما أن تكون عليه
=وقد يكون الصمت افضل لصاحبها من الكلام
خصوصا اذا كان جاهلا أو منفلت اللسان
لايدرك ولا يحسب عواقب كلامه
=وقديكون الكلام –واجبا-على صاحبه
في حالات عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر:
-ان كان مظلوما فيتكلم لبين ما اصابه من الظلم
-أو ان كان شاهدا فلا ينبغي عليه كتمان الشهادة
والله عزوجل يقول عن كاتم الشهادة:
(...ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم)
من سورة البقرة
-أو كان يعرف الحق -فيصمت-
فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس
-أو كان طالب علم أو عالم -فيكتم علما يعلمه-
فيكون من الذين كتموا ماعلمهم الله عزوجل
وقد نددالله سبحانه وتعالى وتوعد امثال هذه النوعية من طلبة العلم والعلماء
بالويل والثبور وعظائم الامور والنكال والعذاب فقال :
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)
الاية187من سورة ال عمران
وضابط المسألة هو:
أنه إذا تكلم يتكلم عن علم وإذا سكت يسكت عن علم
أما إذا كان جاهلا فالأمر بالنسبة إليه أسهل ألا وهو الصمت (وجوبآ)
وينبغي عليه قبل ان يتكلم (تقوى الله عزوجل)
وقد ورد في أثر(صحيح) عن تابعي من التابعين أنه قال:
(((أدركت في هذا المسجد (النبوي) 20عشرين و100مائة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يأتي السائل فيسأل أحدهم فيحيله على الذي بجانبه فيحيله الذي بجانبه على الذي يليه وهكذا
حتى يعود الى الاول )))
انتهى الخبر وبقى التعليق
فكل واحد من 120كفؤ ليجيب عن السؤال
لكن كل واحد منهم يعتقد ان الذي بجواره أكثر منه علمآ
فانظروا حالنا الان وكل واحد منا(إلا من رحم ربك)
اصبح يعتقد في نفسه انه مفتي الديار وانه شيخ الازهر وانه مجمع البحوث الاسلامية مجتمعا
وأنه هيئة كبار العلماء مجتمعة-
---فإلى الله المشتكى-!
هذا وسوف اذكر في التعليقات التالية
نماذج ممن قالوا الكلمة
فكانت عاقبتها الطيبة بالنسبة إليهم
عصاموسى وطوق النجاة والفلاح
كما سوف اذكر نماذج ممن قالوا الكلمة
فأطارت رؤسهم (وأوبقت وأفسدت) عليهم دنياهم وآخرتهم
ألم أقل في البداية أن الكلمة مسؤلية والصمت أيضآ مسؤلية
فطوبى لمن وضع الكلمة في مكانها والصمت في مكانه
ورحم الله رجلا تكلم فغنم أو صمت فسلم
و---الى التتمة في التالي ان شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتب الراجي عفوربه
في يوم الاحد 3من شوال عام 1439هجرية