انظر إلى هذا القول لأحد العلماء : يقول أحد العلماء: والله لأن أكون ذنباً في الحق أفضل من أن أكون رأساً في الباطل.
وربّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب, لو أقسم على الله لأبره.
الله له مقاييس رائعة جداً، الله عز وجل ينظر إلى قلوبنا، قد يأتي إنسان
طالب علم, منيب إلى الله، مستقيم على أمره, خائفٌ منه، يكون أفضل من ألف
ألف إنسان له سمعة وشهرة كبيرة.
من علامة الولاء والبراء : الآن: الحب المماثل للبغض، يجب أن تحب الله، يجب أن تحب المؤمنين، يجب أن
تحب أمتك الإسلامية على ما فيها من خلل، في إنسان يعتز بالكفر، يمدحهم,
يثني على تخطيطهم، يثني على قوتهم، يثني على بطشهم، على ثرواتهم، ويقول:
هذه أمة متخلفة، كل إنسان واقعي، في تقصير كبير.
يا سلمان, لا تبغضني فتفارق دينك، سيدنا سلمان قال: يا رسول الله! كيف نبغضك وبك هدانا الله؟ قال: يا سلمان, تبغض العرب فتبغضني.
أي هذه الأمة التي شرفها الله بهذا الدين, الآن مقصرة، الآن كبى جوادها، الآن في محنة، لكن ينبغي ألا تتخلى عنها.
إذا واحد له أب, أحسن تربيته, قدم له روحه, وجعله إنسان مرموق، والأب ليس
متعلماً، ممكن أن يقول الابن: هذا أبي متخلف لا يطاق، حديثه صعب وممل، يعيد
القصة مئة مرة، ولكن لولاه لكنت أنت من الأشخاص السيئين، لما ينسى الإنسان
أصله، وينسى منشأه، وينسى أمته، ويلتصق بالأجانب، بأعداء الله، ويكونوا
أذكياء أكثر، وعندهم نظام، وعندهم تفوق، وعندهم شيء جميل، المؤمن انتماؤه
للمؤمنين، لا أقول: نحن في الأوج، لا, عندنا مشاكل لا تعد ولا تحصى، لكن من
علامة إيمانك: أنك تلتصق بأمتك، أصلحها، أرشدها، خذ بيدها، ساهم في حل
مشكلتها، خفف عنها الأعباء، أحمل همومها، ابتعد عنها، انسلخ منها، أراقبها
عن بعد، أحتقرها، أمجد أعداءها، أنا مسلم، ينبغي أن تحب الله ورسوله، وأن
تحب المؤمنين، الأبلغ من ذلك: ينبغي أن تحب المؤمن، ولو نالك منه أذى،
وينبغي أن تبغض الكافر، ولو نالك منه خير.
لذلك ورد في بعض الأدعية: أن يا رب لا تجعل لي خيراً على يد كافر.
لعلك تحبه, ولعلك تمجده، ولعلك تثني عليه دون أن تشعر.
وبالمناسبة: إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق.
إنسان لا يصلي، ماله حرام، لبق، ذكي، معه شهادة عليا، أين بقيت الصلاة,
وماله الحرام، وكذبه، ونفاقه؟ إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق، فكيف إذا مدح
الكافر؟ لكن الحمد لله, أعانونا على أن نكفر بهم، رأينا قيمهم في العراق،
رأينا حريتهم، وديمقراطيتهم، وعدالتهم، ورحمتهم بالحيوان، أما الإنسان فلا
يرحمونه.
ما الفرق بين حلاوة الإيمان وبين حقائق الإيمان؟ :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ؛ مَنْ كَانَ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا, وَمَنْ أَحَبَّ
عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ
يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ, كَمَا
يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ))
لذلك هناك حقائق الإيمان،
وهناك حلاوة الإيمان، حقائق الإيمان: المعلومات التي بين أيدي المسلمين،
لكن حلاوة الإيمان: هذه السفينة التي يلقيها الله في قلب المؤمن، يعني أنه
بصراحة إن لم تقل: أنا أسعد الناس, فهناك ضعف في إيمانك.
مرتً زرت
أخًا, توفي رحمه الله، كان بالحج، فزرته، قال كلمة رائعة، قال لي: والله
ليس في الأرض من هو أسعد مني, إلا أن يكون أتقى مني، وصل إلى شيء ثمين.
2-الانقياد التام لله عز وجل :
الآن من شروط لا إله إلا الله: الانقياد التام لله عز وجل:
﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾
[سورة الزمر الآية: 54]
أنيبوا إلى ربكم، أي قضية في الدين خاضعة للمناقشة عند الإنسان.
مؤتمر عقد في لوس أنجلوس :
مرة كنت في مؤتمر, عقد في لوس أنجلوس، قام أحد الخطباء فقال: هنا في هذه
البلاد, ليس هناك شيء مقدس، وليس هناك شيء غير قابلٍ للبحث، كل شيء يبحث،
وكل شيء يُكشف خطؤه وصوابه، وقد يرفض، لا يوجد مسلَّمات.
مرة اضطر
أولو الأمر في بلاد الحجاز, أن يستخدموا فريقًا خبيرًا في السير، لعُقَد
السير المستعصية في مِنى, وفي عرفات، فالفريق أجنبي، لحل أزمة السير في
مشاعر الحج، فالخبراء درسوا، وأخذوا إحصاءات، وراقبوا عن كثب، وصوروا،
ودرسوا، واجتمعوا، وقرروا، وقدموا تقريرًا، فكان التقرير أن يكون الحج على
خمس دورات في العام، كل شهرين حج، هم في واد، والمناسك في واد، فالمؤمن
يستسلم لله، يقبل هذه الشريعة.
من الأخبار : يأتي إنسان متفلسف يقول: قطع اليد همجية.
مرة سمعت برنامجاً إخبارياً من إذاعة بعيدة جداً، والله الذي سمعته لا
يصدق، إنهم مدهشون أن إنساناً فرضاً يحمل مليون ريال في كيس، ويمشي في
الطريق، سابقاً طبعاً إنسان يقود شاحنة فيها رواتب محافظة, تبعد ألفي كيلو
متر عن مركز العاصمة، وهو آمن، قطارات مصفحة مع مرافقة مسلحة، وتسرق، الشيء
الذي يرونه لا يصدقونه.
أنا سمعت أخبارًا, قبل هذه الأيام, قبل عشرين
عاماً، صراف العملة كل ماله في صندوق مكشوف، يؤذن المؤذن, فيذهب إلى
الصلاة، يضع قماشًا فوق العملة، في أي مكان في العالم توجد هذه؟.
الإمام الشافعي سئل:
يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت بربع دينار؟
وديت؛ أي ديتها خمسمئة دينار ذهبي.
فأجاب الإمام الشافعي:
عز الأمانة أغلاها وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
لما كانت أمينة كانت سليمة، فلما خانت هانت، يعني تقطع في ربع دينار، إذا
قطعت خطأً, ديتها خمسمئة دينار عسجدا، أي بحدود خمسة ملايين، دية يد قطعت
خطاً بحادث، أما إذا سرقت ثلاثة دراهم تقطع.
عز الأمانة أغلاها وأرخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري