أيهما تختارى

**نقاء الروح** · الثلاثاء يوليو 16, 2013 6:38 am

أيهما تختارين؟

رسالة خاصة من أخت محبة إليكِ أختى الحبيبة
نسأل الله ان يجمعنا بكِ في ظلاله إذا قام الحشر
و في جنة النعيم

ماذا لو أن أختاً كانت تشكو من مرض معين وخُيـَّرت
بين أمرين
بين أن يدعو لها النبي صلى الله عليه وسلم لتشفى
أو أن تصبر وتدخل الجنة ..يا ترى .. أيهما ستختار ؟
لو كان منسوب إيمانها عالٍ فستقول / لا بل سأصبر
لأدخل الجنة .
لأنها تعرف أن كل إنسان يقيناً سينسى كل شقاء
و تعب مع أول غمسةٍ
في الجنة، فما ظنكِ بمن ستعيش مخلدة في جنة
الرحمن التي وصفها
الله تعالى فقال كما في الحديث القدسي
أعددت لعبادي في الجنة مالا عين رأت ، ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر ..

فلو خيرتْ أيَّ أختٍ بين أنها تشفى من مرض وبين دخول الجنة ماذا ستختار؟
بين أن تكون غنية أو تدخل الجنة ماذا ستختار؟
بين أنها تهنأ في حياتها الدنيا أو تدخل الجنة بلا حساب
ولا عقاب ماذا ستختار ؟!
هي دعوة للتأمل ..

سأعطيك مثالاً عملياً يوضح لك إلى أي مدى كانت قلوب الصحابيات
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم موصولة بجنة الرحمن
الحديث ورد في البخاري ومسلم ، أن ابن عباس ابن عم النبي صل الله عليه
وسلم قال لعطاء/ ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟

- تخيلي هنا معي لو أن إحدى صديقاتك تقول لك /
تحبين تشوفين وحده
من أهل الجنة ؟
قلبك كيف سيكون حينها؟ -
فابن عباس يسأل عطاء/ ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقال عطاء / أجل
قال / هذه المرأة السوداء .. و سبحان الله تأملي معي
ما كانَ أحد يعرفها
و لا يعرف اسمها
لكن حسبها و يكفيها أن الله تعالى أوجب لها الجنة على لسان الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

ترى .. ما الذي فعلته هذه المرأة لتستحق الجنة ؟!
ما العمل الذي من أجله أصبحت من أهل الجنان ؟!
فكري قليلاً .. وخمني ..

أتت هذه المرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت /
إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي.
فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟
عرض عليها أحد أمرين :
الأول / أن تصبر و لها الجنة f]قال إن شئتي صبرتي و لك الجنة]
والثاني/ [و إن شئتي دعوتَ الله فشفاك]
قالت / بل أصبر ..
طبعاً ستختار الصبر فهل يوجد إنسانة عاقلة تضحي بجنة الرحمن !!
قالت بل أصبر لكن عندي مشكلة واحدة..
تتوقعون ماهذه المشكلة ؟

إنها إنسانة في غاية الحياء .. إنسانة في غاية العفاف ..
فقالت يارسول الله و لكني أتكشف، لاحظي ما قالت
:لكني إذا وقعت على الأرض أتألم أو أصاب بجرح .. أو شيءٌ من هذا القبيل
لا .. هذا ليس بمشكلة،، مشكلتها أنها لا تريد أن يراها أحد وهي في
هذا الحال من التكشف ، سبحان الله!!
فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانت تصرع ولا تتكشف.

لكِ أن تقارني بين حال هذه المرأة السوداء التي تصرع و تتكشف
رغماً عنها و حرصها على الستر
و بين أخرى من أخواتنا اليوم و قد خرجت بعباءة فيها زينة
ان لم تكن كلها زينةو أظهرت يديها ورجليها و غطت وجهها بنقابٍ
أو لثام يُظهر أكثر مما يستر و هي قادرة على التستر

هذه المرأة السوداء كان كل شغلها وكل فكرها متجهٌ نحو الجنة..
هذا ما تريده و هذا ما نريد أن نكون عليه
نسأل الله ان يهدينا جميعاً لطريق مرضاته

الموضوع الأصلي : أيهما تختارى // المصدر : منتدي نقاء الروح // الكاتب: نقاء الروح