قلوب لا تعرف سوى النقاء

**ياسمينه** · 2013-02-25, 04:31

قلوب لا تعرف سوى النقاء
من المعتاد والمتعارف عليه أننا نأمر الأطفال بمتابعة الكبار وتقليدهم
والإقتداء بهم لكن هنا سأغير الاتجاه وأقلب النظرية أدعو معشر الكبار
بالإقتداء بالأطفال والدخول إلى عالمهم وأن نحاول أن نكون مثلهم قد
تستغربون من طرحي وتتعجبون من كلامي لكني لم آت بذلك من فراغ
بل غصت في عالم الأطفال وأبحرت بين مشاعرهم وأحاسيسهم وتصرفاتهم وحياتهم
إنها ليست مجرد حركات عفوية كما نتصور لقد تعمقت في عالم الأطفال
ونزلت إلى مستواهم ووجدت في عالمهم ما يلي:

أولا البساطة وعدم التكلف قد تسألني كيف ذلك؟
أنظر إليهم وهم يلعبون كيف يكونون لأنفسهم ألعابا بمنتهى البساطة فيبنون من
الطين بيوتا ويجعلون من الخشب المنتهي المتآكل ومن الأحجار الصماء عرائس
جميلة ومن العلب الفارغة أشياء يطلقون عليها مسميات جميلة فهم يستغلون كل
شيء في إسعاد أنفسهم بما يملكون دون عناء أو تكلف ولا ينتظرون ويتوقفون عن
اللعب حتى تأتي تلك الألعاب الجميلة من السوق بل يستغلون الموجود ويسعدون
أنفسهم بما هو بين أيديهم.

ثانيا الأمل والثقة بالله والتوكل عليه
قد تقول وكيف ذلك نحن معشر الكبار إذا مرض أحدنا
فلا تراه إلا متغير اللون يشكو من المرض ولا يعرف الفرح إليه
سبيلا ويطلب مزيدا من الوقت للراحة لكن عالم الأطفال مختلف تماما ترى
الطفل الصغير وهو في شدة مرضه قد أكل المرض جسمه لكن النور لا يفارق وجهه
والابتسامة لا تفارق محياه قد يعصره الألم فيبكي قليلا ليخفف عن نفسه وطأة
الألم فإذا خف عنه الألم واستطاع أن يقوم نسي كل ذلك وانطلق يلعب مع أقرانه
وإذا أهديته لعبة أو أي شيء فرح به ونسي كل ما هو فيه من مرض.

ثالثا الطموح والهمة العالية
نحن معشر الكبار قد نتطحم ونصاب بالإحباط
لأننا لا نجد الإمكانيات التي تساعدنا على تحقيق أهدافنا لكن ذلك في عالم
الأطفال ليس له وجود أنظر إليهم وهم يلعبون أحدهم رب أسرة والثاني سائق
سيارة والثالث مدير والرابع مدرس هم يعلمون أنه لا يمكن تحقيق ذلك في لحظة
لكن واثقون أن الأمل مع الطموح والهمة العالية والسير نحو تحقيق الهدف سوف
يصلون إليه وإن طال الوقت فدائما ما تتشكل طموحات الأطفال ومستقبلهم
يتشكل في مراحلهم الأولى ويظهر في ألعابهم.

رابعا الثقة بالآخرين
تخيل عندما يكون الطفل يتشاجر مع آخر على شيء ويبكي
عليه فيأتي والده أو والدته ويقول له سأعطيك مثلها أو سأشتري لك بدلها فإنه
يقتنع مباشرة دون نقاش أو أخذ أورد لماذا لأن قلبه قد امتلأ ثقة به
وبكلامه ذلك لذا احذر كل الحذر أ نتعد أطفالك بشيء ثم لا تفي به فإن ذلك
له أثر سلبي
كلما ذكرته هو نماذج مشرقة ومضيئة لما وجدته في عالم الأطفال وسواها الكثير
والكثير فعالمهم بحر لا ساحل له من المشاعر والأحاسيس والجمال والروعة ما
عليك سوى الاقتراب منهم والتأمل في تصرفاتهم والنظر في عمقها ومدلولاتها
لأن كثير منا ابتعد تماما عن عالم الأطفال لأنه من وجهة نظره أصبح كبيرا
ومشغولا ولا وقت لديه لتفاهات الأطفال كما يزعم بينما لو اقترب منهم لوجد
الكثير والكثير .

الموضوع الأصلي : قلوب لا تعرف سوى النقاء // المصدر : منتدي نقاء الروح // الكاتب: ياسمينه