محكمة التلاميذ(عندما يصبح التلاميذ هم القضاة) في اللقاء الأول لتربويين عرب وألمان ، وبعد تبادل المجاملات والعصائر
والفطائر، لم يتمكن وكيل المدرسة العربي من الصبر أكثر من ذلك ، فتوجه
إلى السيدة التى كانت ترأس الوفد الألماني، وقال لها: إن أكثر مايشغلني في
التعليم الألماني شيء واحد ، ألا وهو كيف يعاقب التربويون الألمان
تلاميذهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأبدت السيدة إندهاشها وردت على السؤال بسؤال :
ألا يوجد عندكم محاكم تلاميذ ؟!
فظهر عليه نفاذ الصبر وقال: المحاكم للأحداث لا للتلاميذ
ينبغي أن نتفق على أن الهدف الأساسي من
إلتحاق الطفل بالمدرسة هوأن يصبح قادرا على تنمية
شخصيته في إطار بيئة طيبة ، يتعلم منها وتستفيد منه
وأن يقوم بالمهام المكلف بها في إطار نموه كإنسان قوي الشخصية
وله كرامته الجديرة بالإحترام وأن يبدي الإستعداد
للقيام بعمل مثمر يمكن أن يشارك به مستقبلا بعد نضوجه في بناء مجتمعه
وإذا كان الهدف من التربية هو التوجيه بمعنى الهيمنة وفرض رؤية معينه
على الطفل
دون السماح له بأن يشعرأثناء نموه بتنامي قدرته على المشاركة في تحديد هذه الرؤية
فإن ذلك يؤدي بالطفل إلى أن يبقى غير ناضج مهما مرت السنون
أما إذا كانت التربية بمعنى ترك الطفل ينمو مستقبلاً دون تدخل فإنها تجعله
فوضويا
فاقدا للمعايير التي تُحدد له الصواب من الخطأ ولذا تكمن التربية الصحيحة
في الجمع بين النقيضين
أي ترك الطفل ينمو مع مساعدته على الوصول إلى الطريق السليم من خلال
التوجيه الجيد .
محكمة الطفل..
غالبا مايقتصر رد فعل المعلم المثقل بالحصص اليومية
على تجاوزات الطلاب على إحدى الاحتمالات التالية
" الشتم ,التهديد , العقاب "
ويكون الطالب في حالة ترقب لمعرفة كيف يتصرف المعلم
ألا أنه تبين أن الأطفال كثيرا مايكونوا أقدر على فهم عالمهم و بواطنه من
الكبار الذين لا يرون خفايا العلاقات داخل عالم الصغار
ومن فوائد محكمة الاطفال أن يعيد بعض الطلاب تقييم الأمر عندما يدرك أن
الوصول إلى محكمة الصف يستدعي كتابة طلب ذلك وإنتظار موعد مناسب
لإجراء المحاكمة وسماع المرافعات ولذلك يطلب بعض الطلاب سحب الشكوى
عندما يكون يكون عليهم إعادة النظر
في جدوى الأمر وحجمه الحقيقي
ومن المميزات الكبرى أن يتعلم الطالب أن عليه الاتنظار لأن الحلول الفوريه
أقرب للخطأ وكذلك عليه
أن يدافع عن مصلحته دون الحاجة للطرق الخفيه مثل محاولة التأثير على المعلم
وهذه المحاكم تجعل المعلم أكثر تلاحما مع الطلاب وأكثر تفاعلاً معهم
فهذا التفاعل هو الروح التى تجعل الصف ينبض بالحياة وبدونه يصبح الص
جثه هامدة مملاً ومتقطع الأواصر..
مما أثار إعجابي ..