بسم الله الرحمن الرحيم
كان صلّى الله عليه وسلّم إذا عمل عملاً أثبته وداوم عليه؛
ولهذا قال: ”إن أحب الأعمال إلى الله تعالى ما داوم عليه صاحبه وإن قل.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
”كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام
فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً،
وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة
، فلما كان العام الذي قُبض فيه عرض القرآن مرتين“
.وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر القول قبل أن يموت:
”سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك“
. قالت: قلت: يا رسول الله، ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟
قال: ”جُعلت لي علامةٌ في أمتي إذا رأيتها قلتها {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
(.وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما لعمر عن هذه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
إنها: أجل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعلمه إياه, فقال
: ما أعلم منها إلا ما تعلم.وقيل: نزلت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} يوم النحر
والنبي صلّى الله عليه وسلّم في منى بحجة الوداع،
وقيل: نزلت أيام التشريق،
وعند الطبراني أنها لما نزلت هذه السورة أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
أشدَّ ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة؛ ولهذا قالت عائشة رضي الله عنهما
: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده:
”سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي“ يتأول القرآن.
ومعنى ذلك أنه يفعل ما أمر به فيه وهو قوله تعالى
:{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا..