5-تغريدات نورانية فى شهرالنور
5-تغريدات نورانية فى شهرالنور
التغريدة الخامسة
نفحات نورانية ومنح ربانية
قراءة فى كتاب
الوابل الصيب من الكلم الطيب
تأليف:
شيخ الاسلام
محمد بن ابى بكر بن ايوب الزرعى الدمشقى
الشهير بابن قيم الجوزية691-751هجرية
...تتمة
والمسالة مبنية على اصل
وهو ان الردة هل تحبط العمل بمجردها أو لا يحبطه الا الموت عليها؟
فيه للعلماء قولان مشهوران وهما روايتان عن الامام أحمد رضي الله عنه
1-فان قلنا تحبط العمل بنفسها
فمتى استلم استانف العمل وبطل ما كان قد عمل قبل الإسلام
2-وان قلنا لا يحبط العمل الا اذا مات مرتدا
فمتى عاد إلى الإسلام عاد اليه ثواب عمله
وهكذا العبد اذا فعل حسنة ثم فعل سيئة تحبطها ثم تاب من تلك السيئة هل يعود اليه ثواب تلك الحسنة المتقدمة؟
يخرج على هذا الاصل
ولم يزل في نفسي من هذه المسالة ولم ازل حريصا على الصواب فيها وما رايت احدا شفي فيها!
والذي يظهر والله تعالى اعلم وبه المستعان ولا قوة الا به:
(((ان الحسنات والسيئات تتدافع وتتقابل ويكون الحكم فيها للغالب وهو يقهر المغلوبون ويكون الحكم له حتى كان المغلوب لم يكن)))
=فاذا غلبت على العبد الحسنات رفعت حسناته الكثيرة سيئاته ومتى تاب من السيئة ترتب على توبته منها حسنات كثيرة قد تربي وتزيد على الحسنة التي حبطت بالسيئة=
=فإذا عزمت التوبة وصحت ونشات من صميم القلب احرقت ما مرت عليه من السيئات حتى كأنها لم تكن=
وقد سال حكيم بن حزام رضي الله عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن عتاقة وصلة وبر فعله في الشرك هل يثاب عليه؟؟؟
فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ):
(((اسلمت على ما اسلفت من خير)))
=فهذا يقتضي ان الإسلام اعاد عليه ثواب تلك الحسنات التي كانت باطلة بالشرك فلما تاب من الشرك عاد اليه ثواب حسناته المتقدمة=
فهكذا اذا تاب العبد توبة نصوحا صادقة خالصة
احرقت ما كان قبلها من السيئات واعادت عليه ثواب حسناته
يوضح هذا :
ان السيئات والذنوب هي امراض قلبية
كما ان الحمى والاوجاع وامراض بدنية
والمريض اذا عوفي من مرضه عافية تامة عادت اليه قوته وافضل منها حتى كانه لم يضعف قط
فالقوة المتقدمة بمنزلة الحسنات
والمرض بمنزلة الذنوب
والصحة والعافية بمنزلة التوبة
وكما ان المريض من لاتعود اليه صحته ابدا لضعف عافيته
ومنهم من تعود صحته كما كانت لتقاوم الاسباب وتدافعها ويعود البدن إلى كماله الاول
ومنهم من يعود اصح مما كان واقوى وانشط
لقوة اسباب العافية وقهرها وغلبتها لاسباب الضعف والمرض
حتى ربما كان مرض هذا سببا لعافيته
كما قال الشاعر
لعل عتبك محمود عواقبه* وربما صحت الاجسام بالعلل
فهكذا العبد بعد التوبة على هذه المنازل الثلاث
والله الموفق لا اله غيره ولا رب سواه