28-اتشرف بتقديم نفحات من سيرة وصفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
(28)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
أتشرف وأتقرب إلى الله عز وجل
بتقديم قبسات ونفحات
من سيرته العطرة و نسبه الشريف وصفاته الحميدة
وكل صفاته حميدة
صلى الله عليه وسلم
وادعوكم معى للتحليق الى آفاق رحبة
مع تلك النفحات الربانية
مع رسولنا وحبيبنا وقدوتنا وامامنا وشفيعنا
محمد صلى الله عليه وسلم
من خلال :
سيرته ونسبه وصفاته صلى الله عليه وسلم
من:
((كتاب زاد المعاد فى هدى خيرالعباد))
لشيخ الاسلام
ابن قيم الجوزية691-751هجرية
ولد الهدى فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله *** للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي *** والمنتهى والسدرة العصماء
وحديقة الفرقان ضاحكة الربا *** بالترجمان شذية غناء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل *** واللوح والقلم البديع رواء
ولنرجع إِلى المقصود من سيرته صلى الله عليه وسلم وهديه وأخلاقه
ولا خلاف أنه ولد صلى الله عليه وسلم بجوف مكّة،
وأن مولده كان عامَ الفيل،
وكان أمرُ الفيل تقدِمة قدَّمها اللّه لنبيه وبيته،
وإلا فأصحاب الفيل كانوا نصارى أهل كِتاب،
وكان دينهم خيراً مِن دين أهل مكّة إذ ذاك،
لأَنهم كانوا عُبَّاد أوثان،
فنصرهم اللّه على أهل الكِتاب نصراً لا صنُع للبشر فيه، إرهاصاً وتقدِمة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي خرج من مكَّة، وتعظيماً للبيت الحرام.
واختلف في وفاة أبيه عبد اللّه،
هل توفي ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم حمل،
أو توفي بعد ولادته؟
على قولين:
أصحهما:
أنه توفي ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم حمل.
والثاني:
أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر.
ولا خلاف أن أُمّه ماتت بين مكّة والمدينة (بالأبواء)
منصرفها من المدينة مِن زيارة أخواله،
ولم يستكمل إذ ذاك سبعَ سنين.
وَكَفَلَه جدّه عبد المطلب،
وتُوفي ولِرسول اللّه صلى الله عليه وسلم نحوُ ثمان سنين،
وقيل: ست، وقيل: عشر،
ثم كَفَلَه عمُّه أبو طالب،
واستمرت كفالتُه له،
فلما بلغ ثِنتي عشرة سنة، خرج به عمُه إلى الشام،
وقيل: كانت سِنُّهُ تسعَ سنين،
وفي هذه الخرجة رآه بَحِيرى الراهب،
وأمر عمه ألا يَقْدَم به إلى الشام خوفاً عليه من اليهود،
فبعثه عمُّه مع بعض غلمانه إلى مكّة،
ووقع في كتاب الترمذي وغيره
أنه بعث معه بلالاً،
وهو من الغلط الواضح،
فإن بلالاً إذ ذاك لعلّه لم يكن موجوداً، وإن كان، فلم يكن مع عمه، ولا مع أبي بكر.
وذكر البزار في (مسنده) هذا الحديث،
ولم يقل: وأرسل معه عمه بلالاً، ولكن قال: رجلاً.
فلمَّا بلغ خمساً وعشرين سنة،
خرج إلى الشام في تجارة، فوصل إلى (بصرى)
ثم رجع، فتزوج عَقِبَ رجوعه خديجة بنتَ خويلد.
وقيل: تزوجها وله ثلاثون سنة.
وقيل: إحدى وعشرون، وسنها أربعون،
وهي أولُ امرأة تزوجها، وأول امرأة ماتت من نسائه،
ولم ينكح عليها غيرها،
وأمره جبريلُ أن يقرأ عليها السلام من ربها.